تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يكون المقام بينه وبين البيت حتى ولو كان قريبا من غير جهة المقام؛ فإنه يختار جهة المقام؛ لظاهر الآية؛ ولظاهر فعله -عليه الصلاة والسلام-، ولا يشترط فعلها في داخل المسجد حتى لو أنه خرج بعد الطواف بغرض أو ظرف ثم صلاها في فندقه أو نُزُله فإنه يجزيه ولذلك أثر عن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه طاف طواف الوداع بعد صلاة الصبح كما روى مالك في موطئه بسند صحيح وأخر ركعتي الطواف إلى ذي طوى؛ لأنه كان لا يرى ركعتي الطواف بعد صلاة الصبح، فأخرها إلى ذي طوى فدل على عدم تعيّن أن يصلي في نفس المسجد ولكن السنة ما ذكرناه، فإذا صلى الركعتين يقرأ في الأولى منهما بـ {قل يا أيها الكافرون} وفي الآخرة بـ {قل هو الله أحد} وهما سورتا الإخلاص اللتان اشتملتا على توحيد الله عز وجل وأصليه الإخلاص العظيمين: النفي والإثبات، البراءة من الشرك، والإقرار بالتوحيد لله سبحانه وتعالى وبوحدانيته في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى. ثبت في الحديث عن جابر أنه صلى فيها عليه الصلاة والسلام ركعتي الطواف وقرأ فيهما بـ {قل يا أيها الكافرون} {وقل هو الله أحد}.

قال رحمه الله: [ويعود إلى الركن فيستلمه]: ويعود إلى الركن فيستلم الركن؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما صح عنه في الرواية أنه بعد ما صلى ركعتي الطواف رجع فاستلم الحجر، وفي بعض الروايات أنه شرب من زمزم ثم رجع واستلم الحجر فهذا سنة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

قال رحمه الله: [ثم يخرج إلى الصفا من بابه فيرقى عليه]: ثم يخرج إلى الصفا من باب الصفا وكان موجودا إلى عهد قريب وهو بحذاء الجبل فيخرج إلى الصفا؛ لأن الصفا كانت خارج المسجد، فإذا خرج إلى الصفا فالسنة أنه إذا جاء عند أصل الجبل يقرأ الآية {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} ثم يقول: أبدأ بما بدأ الله به؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تلا الآية ثم قال: أبدأ بما بدأ الله به ثم رقى الصفا، هذه السنة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والصفا والمروة جبلان شرقي الكعبة، الأيمن منهما إن أصبح البيت وراء الظهر هو الصفا، والأيسر منهم بحذاء قعيقعان المروة، والأول عند أبي قبيس.

قال رحمه الله: [ويكبر الله]: فإذا رقى الصفا استقبل البيت كما في الحديث الصحيح عن جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما-، وجاءت الرواية بزيادة الاستقبال قال نظر إلى البيت فهناك فرق بين رواية: ((استقبل البيت)) ورواية ((نظر إلى البيت)) ومن هنا يتحرى النظر وهي السنة الصحيحة المرفوعة إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه ينظر إلى البيت إذا أمكن يكون في موضع من الصفا يتمكن فيه من رؤية البيت فيجمع بين الاستقبال والرؤية، فإن غلب لزحام استقبل إذا لم يتيسر له الرؤية، فالسنة أن يرقى الصفا؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رقاها، ثم يكبر ثلاث مرات: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ويرفع يديه كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه رفع يديه على الصفا ثم إذا انتهى من التكبير ثلاثا، قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، فهذا نوعان من التهليل، فيكبر ثلاثا ويهلل مرتين: التهليل الأول التام إلى قوله: وهو على كل شيء قدير، والتهليل الثاني: لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم يدعو ثم يرجع مرة ثانية ويقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ثم يهلل مرتين، ثم يدعو، ثم يرجع مرة ثالثة ويكبر ثلاثا ويهلل مرتين ويدعو، فأصبح مجموع التكبيرات تسعا، ومجموع التهليلات ستا، والدعاء ثلاث مرات هذه هي رواية جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- في الصحيح -صحيح مسلم وغيره- وهي في منسك جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - واختاره جمع من الأئمة -رحمهم الله-، ومنهم من اختار أن يكبر سبع مرات، وفيها رواية ابن عمر -رضي الله عنهما- وهي صحيحة كما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير