تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في معجم الطبراني، واختارها طائفة من العلماء -رحمهم الله- ويفهم من كلام الشيخ -رحمه الله- شيخ الإسلام في الشرح الميل إليها، وقال إن قضية جابر في الصيغة لم تتفق الرواة عليها، وكذلك أيضا إن السبع متفقة مع الفعل فيتفق القول مع الفعل، وجمع بينها وبين رواية جابر من وجه آخر فقال لا يبعد أن يكون كبر ثلاثا ثم أعاد التكبير سبعا ثلاثا ثلاثا حتى بلغ السبع وهذا بترجيح رواية ابن عمر على رواية جابر، ولكن مذهب المحققين وطائفة من العلماء -رحمهم الله- أنه يقدم رواية جابر رضي الله عنهما لأن رواية جابر بن عبدالله تمحضت بإثبات النسك، وأما رواية ابن عمر فقد جاءت فيها زيادة الأدعية التي اختارها 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فلا يبعد أن يكون قد اختار التكبير سبعا.

وبعض العلماء يقول لا يمنع أن يكون خلاف تنوع، بمعنى أن جابراً سمع ذلك منه في حجة الوداع، وعبدالله بن عمر سمع منه ذلك في عُمَره، وهذا جمع حسن حتى أشار إليه شيخ الإسلام -رحمه الله- وهذا الجمع طيب وإذا كان على هذا الوجه فيرد السؤال: هل الأفضل ما في حديث جابر أو حديث ابن عمر؟ لاشك أنه لو قيل بتفضيل حديث جابر: أولا: لأنه من رواية الصحيح فما في الصحيح مقدم على غيره، وثانيا: أن حديث جابر متأخر؛ لأنه حفظ ما فعله في حجة الوداع، وثالثا: أن هذا كان خطابا للأمة كلها قصد فيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التبيين العام فيقدم على غيره.

قال رحمه الله: [ويكبر الله ويهلله ويدعوه]: ويكبر الله ويهلله: يكبر الله: الله أكبر الله أكبر على الصفة التي ذكرناها، ويهلله هناك تهليل ثانٍ في رواية ابن عمر يختلف عن تهليل جابر، فتهليل ابن عمر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فاتفق مع جابر في التهليل الأول، واختلف معه في التهليل الثاني؛ لأنه قال: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولوكره الكافرون، وأما تهليل جابر لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وفيه مناسبة؛ لأنه بالأمس يقف على الصفا فيأمرهم بتوحيد الله ويقول لهم قولوا: لا إله إلا الله، فانطلق الملأ منهم يكذبونه ويمترون في أمره ويقولون: ساحر كذاب {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق} فكذبوه -عليه الصلاة والسلام- وقال له عمه -وهو من أقرب الناس إليه-: تبا لك ألهذا جمعتنا؟! ويأبى الله إلا أن يَصْدُقَه وعده وأن ينصر عبده وأن ينجز له ذلك الوعد فيدخل عليه الصلاة والسلام ومعه مائة ألف من أصحابه كلهم يفدّيه بنفسه وروحه، وكلهم يقول: ماذا يقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وماذا يفعل، ويركب الناس بعضهم بعضا ليروا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هديه وسمته ودله وقيامه في عبادة ربه -صلوات الله وسلامه عليه-، وهذا كله يدل على أن من قام لله مقاما أذل فيه فإن الله سيعزه عاجلا أو آجلا أو فيهما، والله يحكم ولا معقب لحكمه، جعلنا الله وإياكم من أوليائه وأنصار دينه وشرعه.

قال رحمه الله: [ويدعوه]: ويدعو الله عز وجل كما ذكرنا. الدعاء كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يدعو حتى إن سالما -رحمه الله- قال: كان يملنا ونحن شباب، وهذا هو حال السلف وحال من عرف أنه بين يدي الله سبحانه وتعالى وليس كحال الله المستعان الضعفاء والبؤساء الذين بمجرد أن يدخل الواحد منهم في العمرة كأنه -والعياذ بالله- في السجن، يريد أن يخرج منها ويريد أن يتخلص منها، فتجده بمجرد أن يرقى الصفا يهرول نازلا ولا يستشعر أنه بين يدي الله ووافد على الله، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((الغازي والحاج والمعتمر وفد الله سألوه فأعطاهم ودعوه فأجابهم))، فانظر كيف المكانة للحاج والمعتمر، وجعلهم مع الغازي في سبيل الله عز وجل وهذا يدل على أنه ينبغي للمسلم أن يدعو، وعلى الصفا من مظان الإجابة كما ذكر العلماء -رحمهم الله- وهي من المواضع المؤكد والمستحب الدعاء فيها: الطواف، وعند الرقي على الصفا، وبين الصفا والمروة كما أثر عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، وكذلك أيضا في الوقوف بعرفة، وفي المشعر، وبعد رمي الجمرة الصغرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير