تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال رحمه الله: [إلا الحائض والنفساء فلا وداع عليهما]: لا يجب طواف الوداع على الحائض والنفساء لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في أم المؤمنين لما حاضت قال عليه الصلاة والسلام: ((عقرى حلقى أحابستنا هي؟ ثم قال ألم تكن طافت يوم النحر قالوا نعم قال فلا إذا)) فدل على أنها لا تحبس لأنها طافت طواف الإفاضة، وقال لها: ((انفري)) يعني اخرجي ولا يلزم عليك طواف الوداع، ومن هنا دل الحديث على سقوط طواف الوداع عن الحائض، وكذلك أيضا قالت عائشة رضي الله عنها إلا أنه ((خفّف عن الحائض والنفساء))، كذلك عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأفتى به الصحابة رضوان الله عليهم أن الحائض والنفساء يسقط عنها طواف الوداع، لكن ما يسقط عنها طواف الركن وهو الإفاضة، ويجب عليها أن تبقى حتى تطوف طواف الإفاضة؛ وذلك لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منع أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- من طواف الركن وهي حائض وقال: ((اصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي بالبيت)) منع الحائض من الطواف بالبيت فلا يستطيع أحد أن يجتهد ويقول عليها أن تطوف بالبيت ولو كانت حائضاً، هذا مخالف للنص، ثم جاء النص الذي يؤكد ذلك ويقول: ((عقرى حلقى أحابستنا هي؟!)) فيقول البعض: والله هي حتى سافر ورحلتها ستأخذها يا سبحان الله! لو حصل لها أقل خلل في أمورها الدنيوية وحصل أن ضاع لها أي شيء وثيقتها أو شيء لأُخّرت ولبقيت ولو بقيت حتى شهورا، أما في الركن الذي هو من الركن عبادتها والركن ركن الإسلام هذه ما تؤخّر بل يجب عليها أن تبقى حتى تطهر وتطوف بالبيت؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حرم على الحائض أن تطوف بالبيت، فلا يصح منها أن تطوف ولو طافت وهي حائض أثمت ولم يجزها، وقد تكلم شيخ الإسلام على هذا الأصل في شرط الطهارة والطواف بالبيت، وبيّن أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منع الحائض، وأنه لا وجه لامرأة حائض أن تطوف، ولا يعتد بهذا الطواف في إجزائها بهذا الركن كما في شرحه على العمدة.

قال رحمه الله: [ويستحب لهما الوقوف عند باب المسجد والدعاء]: الاستحباب حكم شرعي، ولا يستطيع أحد أن يقول: إن هذا مستحب إلا إذا كان ثمَّ دليل يدل عليه، ولذلك لم يرد دليل بأن من أراد أن يودع أن يقف عند باب مكة ويدعو؛ لكان ما استطاع أحد أن يدخل؛ كان مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مائة ألف لو وقفوا على أبواب الحرم ما استطاع أحد أن يجد بابا يدخل منه. هذه أمور يجب أن يتوقف فيها للوارد. أمر الناس بالوقوف وتخصيص العمل المعين دون نص ويقال: إنه مستحب هذا لا إشكال في عدم قبوله، بل ينبغي أن يؤمر الناس بالاستحباب بما ثبتت السنة وثبت النص باستحبابه، وأما هذا فليس هناك دليل يدل على الوقوف عند أبواب المسجد الحرام ومزاحمة الداخلين. أبواب المسجد وطرقات ومنافذ لدخول المصلين والعابدين فوقوفهم يؤذي الناس ويضيّق على الناس بل لو قيل بحرمته لكان قويا خاصة في الزحام، وقد تقف المرأة فتفتن الناس وقد يقف الرجل فيؤذي النساء، وعلى كل حال لا يوقف على أبواب المسجد في طواف الوداع.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:55 ص]ـ

قال الإمام المصنف رحمه الله: [باب أركان الحج والعمرة] بعد بيّن رحمه الله صفة الكمال شرع في الإجزاء ببيان الأركان والواجبات في الحج والعمرة، فقال: أركان الحج وأتبعها بالواجبات.

الركن ركن الشيء الذي تتوقف عليه في اللغة الركن هو الدِّعامة دعامة الشي ء، فركن البيت دعامته التي يكون عليها، والبيت يقوم على الأركان إذا زالت زال البيت، ومن هنا العبادات تقوم على الأركان إذا لم توجد لم يحكم بوجود العبادة.

وهذا المصطلح وضعه العلماء؛ لأن الشريعة فرّقت بين قول وقول. وفرّقت بين فعل وفعل، فهناك أفعال جعلتها مؤثرة في العبادة، وهناك أفعال لم تجعلها مؤثرة في العبادة. وهناك أقوال جعلتها مؤثرة في العبادة وأقوال لم تجعلها مؤثرة في العبادة، وقد بيّنا هذا في أركان الصلاة وواجباتها، وكذلك الحج له أركان وواجبات ومستحبات وسنن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير