تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال رحمه الله: [فيتحلل بطواف وسعي وينحر هديا إن كان معه وعليه القضاء]: أما فوات الحج فقد نص عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث عروة بن مضرس وحديث عبدالرحمن الديلي رضي الله عن الجميع وأما كونه يتحلل بعمرة كما أمر عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هبار بن الأسود وعليه دم من قابل؛ لأنه قضاء سنة راشدة أمر بها عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إن تيسر له وإلا فعليه الصوم.

قال رحمه الله: [وإن أخطأ الناس العدد فوقفوا في غير يوم عرفة أجزأهم ذلك]: لأن العبرة بالناس كلهم، فلو أخطئوا فإن العبرة بجماعة المسلمين فحجهم صحيح.

قال رحمه الله: [وإن فعل ذلك نفر منهم فقد فاتهم الحج]: كما حصل لهبار بن الأسود ظن أن يوم العيد هو يوم عرفة ففاته الحج وحكم بفوات الحج.

قال رحمه الله: [ويستحب لمن حج زيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقبري صاحبيه رضي الله عنهما]: الاستحباب حكم شرعي، وقد اختلف في هذه المسألة. فالأصل يقتضي أنه لا يشد الرحل لزيارة القبر؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا تُشَدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)).

وذهب الجمهور إلى الجواز، ونصوا على ذلك في كتبهم كما هو موجود في المناسك، وقالوا إن زيارة القبر ليست للموضع والمكان حتى يلزم فيها ما ذكر.

والصحيح أنه لا تشد الرحال إلا للمسجد، فيقصد المسجد، ثم بعد ذلك يزور النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى لو وقع فيها خلاف وقال به بعض العلماء، فمادام الحمد لله أن هناك زيارة للمسجد، فتقصد بها زيارة المسجد وتخرج بها من خلاف العلماء فلاشك أن هذا السبيل أبين وأحوط لدين الإنسان، فيبدأ بزيارة المسجد ثم بعد ذلك يسلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه.

والأصل الشرعي يقتضي أن المسلم يأخذ بالاحتياط في دينه حتى يستبرئ، فالنص بيّن أنه لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والمسجد الأقصى. فيقصد المدينة ويزور مسجدها لفضل الصلاة فيه فالصلاة فيه بألف صلاة، وعلى من زار المدينة أن يراعي الحرمة والحرمات، وأن يحرص على الخير والذكر وطاعة الله عز وجل، فيبدأ بالمسجد فيصلي التحية، ثم بعد ذلك يقف يسلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السلام الشرعي، ثمّ على أبي بكر وعمر وهما صاحبا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا هو فعل السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن من أتى المدينة ابتدأ بتحية المسجد ثم سلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السلام الشرعي، وما يفعله بعض الجفاة وبعض الجهلة الذين يزهّدون بعض طلبة العلم حينما يأتون لأول مرة إلى المدينة حتى إن بعضهم يقول لا داعي أن تزور النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -والعياذ بالله- يخالف السلف ويزعم أنه يتبع السلف وهو مخالف لهم، فنحن نقول: زر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الزيارة الشرعية فينبغي للمسلم أن يكون بين الإفراط والتفريط، ولا ينبغي له أن يمنع من شيء مشروع؛ لأن الأئمة والسلف على ذلك حتى ذكر شيخ الإسلام أن من أتى المدينة يعني من غير أهلها ولم يسلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يزره فقد جاء ببدعة وحدث؛ لأن المعروف من فعل السلف أنه يحيّي المسجد ثم يسلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلى صاحبيه، فما يفعله بعض الشذاذ الذين يخالفون جماعة المسلمين وإجماع السلف من زيارة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والسلام عليه بعد الوصول إلى المدينة أمر منكر مردود خاصة إذا عُلّم، ولقد قال بعضهم يتباهى بذلك يقول: إنه من فضل الله علَيّ أن لي بالمدينة خمسة وعشرين عاما ما وقفت يوما على القبر! -والعياذ بالله- فالمحروم من حرم فلا ينبغي لبس الحق بالباطل، بل نقول سلم على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السلام الشرعي، ومتى كان السلام على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منكرا، ومتى كان السلام على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شيئا يتبرأ منه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير