تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:08 ص]ـ

قال المصنف رحمه الله: [باب الهدي والأضحية]:

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فيقول المصنف -رحمه الله-: [باب الهدي والأضحية]: هذا الباب يتعلق بمسائل الهدي والأضحية. أما الهدي فإنه راجع إلى مناسك الحج والعمرة، وهو يكون واجبا وغير واجب، فيكون الهدي واجبا كما في هدي التمتع والقران، وكذلك جزاء الصيد وفي الإحصار، فهذه أحوال يجب فيها الهدي.

وأما بالنسبة للأحوال التي لا يجب فيها كأن يبعث إلى البيت الحرام هديا منه تطوعا، أو يسوقه معه هدية إلى البيت؛ كما فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عام حجة الوداع فقد أهدى بأبي وأمي -صلوات الله وسلامه عليه- الهدي الواجب فساق معه هديه؛ ففي الصحيحين عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: ((لولا أني قلدت هديي ولبدت شعري لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة)) وكذلك أيضا صح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يبعث بالهدي في الحِجَج التي لم يحجها عليه الصلاة والسلام هدية إلى البيت، وهذه من السنن التي أضاعها كثير من الناس إلا من رحم الله، وفيها فضل عظيم وثواب كريم أن يهدي الإنسان إلى بيت الله عز وجل تقرباً لله سبحانه وتعالى، وقد فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلا الأمرين: الواجب، والمستحب.

ويكون الهدي واجبا بالنذر فلو نذر أن يُهدي إلى البيت أصبح الهدي واجبا في حقه.

وأما الأضحية فإنها تكون في وقت الضُّحى ولذلك سميت بهذا الاسم، والضُّحى أول النهار، فإذا أشرقت الشمس فإنه من بعد إشراقها إلى اشتداد النهار يسمى ضحى، ثم إذا اشتد النهار قبل الزوال يقال له الضَّحى بالفتح، ثم يكون انتصاف النهار، والهاجر، والقيلولة، فلما كان هذا النوع من القربان يذبح في هذا الوقت المستحب وهو أول النهار وصف بذلك، ولذلك استحب العلماء للأئمة والخطباء في عيد النحر أن يعجّلوا وأن يخففوا على الناس حتى يتمكن الناس من ذبح ونحر أضاحيهم في الوقت المستحب؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان من سنته أن يعجل بالَأضْحى ويؤخر في الفطر والتعجيل بالأضحى لهذا المعنى فسميت الأضحية أضحية لأنها تذبح في هذا الوقت.

وجعل المصنف -رحمه الله- أحكام الأضحية تابعة للهدي؛ لأن الهدي هو المتصل بمناسك الحج والعمرة، ومن عادة العلماء والأئمة والفقهاء أن يذكروا النظير مع نظيره والشبيه مع شبيهه؛ والأصل أن الكتاب كتاب أنه للحج والعمرة، فناسب أن يبين سنية الهدي والإهداء إلى البيت، ثم لما يبين الهدي يتكلم على أحكام الأضحية؛ لأنها تكون في يوم النحر وهو من أيام الحج كما هو معلوم.

يقول رحمه الله: [باب الهدي والأضحية]: أي في هذا الموضع سأذكر لك جملة من الأحكام والمسائل التي تتعلق بالهدي والأضحية، والمسلم مطالب أن يعرف أحكام أضحيته؛ لأن هذه الأحكام يتلبّس بها ولربما يسأل عنها، وحينئذ يتعلمها ليعمل بها، ويعلمها الناس.

قال رحمه الله: [والهدي والأضحية سنة لا تجب إلا بالنذر]: والهدي والأضحية سنة لا تجب إلا بالنذر بيّن رحمه الله أن الهدي سنة من سنن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهديه، وهذا في غير هدي القِران، وهدي التمتع، وجزاء الصيد، والإحصار، وهذا لأنها واجبة ولازمة. وأما بالنسبة للمراد هنا فهو ما خرج عن اللزوم، ولذلك قال: لا تجب إلا بالنذر؛ واختلف في الأضحية على قولين: أصحهما وأقواهما أن الأضحية واجبة لمن استطاع وقدر على شرائها بوجود قيمة الأضحية فاضلة عن قوته وقوت من تلزمه نفقته؛ فهي واجبة؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((من ذبح قبل الصلاة فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله)) وأمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك، ولو كانت غير واجبة لخيّر عليه الصلاة والسلام؛ ولأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في حديث السنن وحسنه بعض العلماء: ((من وجد سَعة فلم يضح فلا يقربنّ مصلانا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير