تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الابن المستقل بزواج وأسرة فهذا خارج عن والده في نفقته، فالوالد ليس بقائم عليه في نفقته لا يعتبر تابعا لوالده وحينئذ تكون أسرتان، وأهل بيتين لا أهل بيت واحد؛ لأن الابن قائم على زوجه، والأب قائم على أولاده، وهذا الابن المتزوج لا يعتبر تابعا للأب إلا في السكن والشكل لكن في الحقيقة وحكم الشرع هذا بيت وهذا بيت، ولذلك يجب على الابن أن يضحي والأب يجب عليه أن يضحي، فهنا أضحيتان وليست بأضحية واحدة. والله تعالى أعلم.

السؤال الرابع: فضيلة الشيخ شخص يرغب في الاعتكاف وفي نفس المسجد حلقة علم طيلة أيام الاعتكاف فهل يمكن أن يدخل نية الاعتكاف تحت نية طلب العلم أو لا يصح. وجزاك الله خيرا؟

الجواب:

الأفضل في المعتكف أن يشتغل بذكر الله عز وجل؛ ولذلك الاعتكاف: حبس المسلم نفسه في المسجد لذكر الله وطاعة الله عز وجل. وطلب العلم لاشك أنه من طاعة الله، ولكن هناك فرق بين العبادة وبين طلب العلم، وقد بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا وقال: ((إن فضل العالم على العابد)) ففرق بين الجنسين. العبادة لها وقت مخصوص وزمان مخصوص، ولذلك لما دخل عليه الصلاة والسلام للاعتكاف دخل في القبة لم يكفه أن يدخل في المسجد، ولم يكتف بدخوله المسجد حتى بنيت له القبة حتى يتفرغ أكمل ما يكون عليه التفرغ.

طلب العلم له وقت، والاعتكاف له وقت، والأفضل للمعتكف أن يشتغل بقراءة القرآن والذكر وطلب أكمل الأحوال في ذكره لله عز وجل من الخشوع والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى والتضرع إليه حتى يؤثر فيه اعتكافه، فهذه عبادة خاصة؛ ولذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل إلى القبة ولما تلاحى الرجلان: أبو حدرة الأسلمي رضي الله عنه مع أبي رفع سَجَفة الخباء وقال: يا أبا حذرة هكذا يعني ضع نصف الدين، ثم قال لأبي: قم فاقضه. فاشتغل بذلك للصلح فلما كان اليوم الثاني قال: أريت ليلتكم هذه. فتلاحى رجلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا، فبسبب هذه الخصومة وما وقع من هذه الخصومة رفعت ليلة القدر. قال بعض العلماء: ما أعظم بلاء الخلاف والخصومة بين الناس إذا لم يكن على وجه يرضي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإنه بلاء حتى إن الأمة حرمت ليلة القدر بسبب الخلاف في الدنيا، وهذا بسبب دَيْن كان لأحدهما على الآخر. فالشاهد أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جعل انشغاله بالصلح والقربة أشار إلى أنه كان سببا في فوات حال الأكمل والأفضل وهو معرفة ليلة القدر، فإذا كان هذا لنبي الأمة صلوات الله وسلامه عليه ورفعت ليلة القدر عنه بالانشغال بصلح وعمل خير فهذا يدل على أن الذهن ينبغي أن يفرغ لذكر الله عز وجل. ولذلك كان بعض السلف كالإمام مالك –رحمه الله – وهو من أئمة السلف كان يرى أنه إذا دخلت العشر لا يشتغل بشيء غير الذكر والعبادة.

ومن أهل العلم وهو القول الثاني من يقول إن المعتكف يطلب العلم ويقرأ ويراجع ويستدل بحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيح: ((كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون إذا كان في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن)) قالوا مع هذا لن يشغله مدارسة القرآن عن حصول الخير والفضل ومدارسة القرآن من طلب العلم.

وأجيب عن هذا بأن مدارسة القرآن من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحيا ليست داخلة في هذا المعنى الذي ذكر في طلب العلم، ولاشك أن المعتكف من حيث الأصل الأفضل له والأكمل أن ينشغل بما انشغل به -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك الأفضل أن ينشغل بالذكر عن طلبه للعلم. والله تعالى أعلم.

السؤال الخامس: فضيلة الشيخ: أرجو من فضيلتكم في بداية هذا العام الدراسي أن تذكّروا طلاب العلم بوصية خاصة. وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فإن أجمع الوصايا للخير تقوى الله عز وجل، ومن اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، ومن اتقى الله؛ وقاه، وسدده ووفّقه في أمر دينه ودنياه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير