تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استحباب هذا النوع من الأسماء، وإذا سمى بغيرها من الأسماء ولو كانت شديدة؛ فإنه لا يمنع منه إلا إذا اشتمل على شيء مذموم شرعا، فكان من عادة العرب أنهم يسمون بالأسماء الغليظة الشديدة، فإذا سموا الرجل يسمونه باسم غليظ شديد، وكانوا إذا سموا مواليهم وجواريهم سموهم بالأسماء الرقيقة، حتى قيل لبعضهم: أسماؤكم مستبشعة، وأسماء مواليكم حسنة فلم ذلك؟! يعني لماذا تسمون أنفسكم بالأسماء الغليظة الشديدة، وتكون لمواليكم الأسماء الرقيقة؟ فقال: أسماؤنا لأعدائنا، وأسماء موالينا لنا. يعني أن العدو إذا سمع أن فلان اسمه ذئب أو صقر هابه وفزع منه، ولذلك قال: أسماؤنا لأعدائنا، وأسماء موالينا لنا، فإذا لم تكن هذه الأسماء يعني فيها ما يستبشع فإنه لا ينكر إلا ما دل الشرع على إنكاره، مثل ما كان فيه تعظيما، ولذلك ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إن أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الملوك)) فلا مالك إلا الله سبحانه وتعالى ملك الملوك، وجبار السماوات والأرض جل جلاله وتقدست أسماؤه، وقالوا أيضا: إن أسماء التزكية ومنها تغيير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لاسم الجارية من برة، وهذا فيه خلاف بين العلماء - رحمهم الله -، والأقوى أن النبي صص منع منه في الجواري لأجل إذا سئل: هل عندكم برة؟ قالوا لا. فيكون فيه معنى مستبشع لا أنه تزكية؛ لأنه لو كان نهي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لسبب التزكية لحرم التسمية باسم صالح؛ لأن صالح فيه تزكية، ولكن المراد به أنه كما جاء في النهي؛ والحديث صحيح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أن يسمي المولى بأفلح ونَجِيح ونحو ذلك؛ لأنه ربما جاء الرجل وقال هل عندكم أفلح؟ فيقول: لا ما عندنا أفلح، فيكون المعنى مستبشعا، ومن هنا منع منه، وهكذا إذا كان فيه التزكية العظيمة بما لا يليق إلا بالله - U- ولذلك لما تكنىّ الرجل بأبي الحكم نهاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال له: أعندك ولد؟ قال: نعم. قال ((أيهم أكبر؟)) قال: شريح. قال: ((فأنت أبو شريح)) صلوات الله وسلامه عليه، فكناه بأبي شريح، ومنعه من التسمية من أبي الحكم، وقال: ((إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم)) I التعظيم لله Y وتكون الأسماء التي لا تليق إلا بالله سبحانه وتعالى خاصة به عز وجل ولا يجوز لأحد أن يتسمى، ولا أن يتصف بها لأنها له وحده لا شريك له، فيختار أفضل الأسماء وأحسن الأسماء، وعلى الآباء والأمهات أن يتقوا الله عز وجل في أسماء أبنائهم وبناتهم، وأن يبتعدوا عن تقليد غير المسلمين في استحداث الأسماء المستعارة من غير المسلمين للمسلمين، والتباهي بذلك والتفاخر، فعلى المسلم أن يعتز بدينه، وأن يعتز بنعمة الله عز وجل، فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، فيعتز المسلم بإسلامه، فيسمي بالأسماء المحمودة في الشريعة، فعنده من أسماء التعبيد كما ذكرنا بل وأسماء الأنبياء؛ ولذلك لما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((فسميته باسم أبي إبراهيم)) ترجم له بعض أئمة الحديث بتراجم متعددة، فمنهم من جعله دليلا على جواز التسمية بأسماء الأنبياء، وأن السنة أن يختار أسماء الأنبياء، ومنهم من قال: وأسماء الصالحين، الأخيار الصالحين؛ لأن الولد إذا نشأ، وقد سمي باسم على رجل صالح، فإن هذا يؤثر في نفسه، وإذا تذكر أن جده فلان، وأنه سمي على جده فلان؛ كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((سميته على اسم أبي إبراهيم)) فإن هذا يدعوه إلى الائتساء والاقتداء بالصالحين من آبائه؛ ولذلك وصف الله الأخيار؛ فقال: {ذرية بعضها من بعض}

إن الأصول الطيبات لها فروع زاكية

فإذا زكت الأصول وطابت طابت فروعها إذا سارت الفروع على نهج الأصول، فإذا كان الإنسان مسمى على اسم جده، وكان جده معروفا بالخير معروفا بالاستقامة معروفا بالصلاح حرك فيه باعث الخير، وحرك فيه أن يأتسي به، وأن يسير على نهجه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير