تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك أيضا لتنظر إلى المرأة الصالحة والرجل الصالح إذا سمى بنته بأسماء أمهات المؤمنين، ونشأت تلك البنت، وعلمت أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - الصديقة بنت الصديق كانت تقول، وكانت تفعل، وأن أم المؤمنين جويرية وغيرها من أمهات المؤمنين: خديجة - رضي الله عنهن وأرضاهن أجمعين- كانت تقول وكانت تفعل فإن هذا يدعوها إلى حسن الائتساء والاقتداء، ولاشك أن في ذلك الخير الكثير، وإن من أعظم ما يكون انهزاما وخذلانا وحرمانا من الخير أن الإنسان ينسى سلفه الصالح ويلتفت المسلم يمينا وشمالا لكي يتلقّف الأسماء الغريبة، والأسماء التي ربما يتسمى بها غير المسلمين، ولربما بلغ ببعضهم - والعياذ بالله - أن لا يبالي أن يتتبع أهل المجون والخنا لكي يسمي ابنه بهذه الأسماء الساقطة الهابطة، فهذا عار وشنار، وإن المسلم عليه أن يعتز بدينه، وأن يعتز بنعمة الله عز وجل التي أنعم بها عليه، ولذلك كم تجد من صلاح وخير وفلاح فيما من ارتبط بسلفه الصالح، وسار على نهجهم قولا وعملا ظاهرا وباطنا، وكم تجد من الخذلان والخيبة والحرمان فيمن - والعياذ بالله - تنكب عن هذا السبيل، وأصبح منقطعا فلا حجة ولا دليل، وليس له سلف يهتدي به كأنه - والعياذ بالله - قد قطع عن الخير وحرم منه لكي يلتفت إلى السُّقّاط والمُجَّان سواء من الرجال أو من النساء، فعلى المرأة أن تتقي الله عز وجل وعلى الرجل أن يتقي الله، وقد يكون الأب عنده قناعة أن يسمي بأسماء أمهات المؤمنين، فإذا بالأم تتهكم وتسخر وتتعجب كيف تسمى بنتها في هذا الزمان بخديجة، وكيف تسمى بنتها في هذا الزمان بعائشة، وكيف تسمى ببنت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاطمة. يا لله العجب كان المسلمون يتسابقون إلى ذلك، ويتفاخرون ويعتزون، وإذا بهم اليوم ينهزمون، سلط الله عليكم ذلا كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)) فهذا من الذل للمسلمين أن ينقطعوا عن مراجعة هذا الدين، وأن يرجع الإنسان إلى أصوله وسلفه الصالح، فإن الله عز وجل لما ذكر الصالحين من أنبيائه وصفوته من عباده قال: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}، فالاقتداء بالأخيار لاشك أنه خير كثير، ومن فواتح الاقتداء: أن يسمى بأسمائهم، وأن تحيى أسماؤهم كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((كانوا يسمون -أي من كان قبلكم - بأسماء أنبيائهم)).

والحديث صحيح فهذا يدل على أن الاسم له تأثير، وأن الإنسان يتأثر، وقد ذكر بعض العلماء - رحمهم الله - أن من حق الولد على والده والولد - يشمل الذكر والأنثى- من حق الولد على والده أن يختار له أحسن الأسماء وأفضل الأسماء، حتى يحرك فيه هذا الخير الذي ذكرنا، ويدعوه إلى أن يعمل الأعمال الطيبة، ويبحث عن القدوة الفاضلة في قوله وعمله خاصة إذا كان من سماه من أهله وبيته وأسرته، وكان من أسرة محمودة، قد طابت أصولها بما أثر عن آبائه وأجداده من الأعمال الطيبة والأخلاق الكريمة.

الأسئلة:

السؤال الأول: يوجد حديث في المتن لم يقرأ قبل باب العقيقة من أراد أن يضحي فدخل في العشر، هل من نوى الحج يجوز له في العشر أن يأخذ من شعره وظفره. وبارك الله فيكم؟

الجواب:

بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:

فهذا الحديث صحيح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وفيه يقول: ((إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسنّ شيئا من شعره)).

فيه دليل على أنه إذا أراد أن يضحي وهلّ هلال ذي الحجة فإنه يمسك عن الشعر والظفر، فلا يقص ولا يحلق الشعر ولا ينتف الشعر، ويبقى كذلك حتى يضحي، فإذا أراد الحج وجاء لأجل أن يحرم، فالسنة أن يغتسل، وأن يزيل التفث، يقلم أظفاره ويأخذ شعره إلا إذا كان عنده نية أن يضحي؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تجرد لإهلاله واغتسل؛ كما ثبت في حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه وأرضاه - فالسنة أن يتطيّب وأن يطيب بدنه بإزالة التفث وإزالة الأوساخ والقذر ونتف الإبطين ونحو ذلك، لكن إذا كان عنده نية أن يضحي فحينئذ يتعارض النهي مع السنة، وإذا تعارض النهي مع غيره

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير