تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنما الخلاف بين أهل العلم إذا أخرت المرأة وأخر الرجل القضاء إلى أن دخل رمضان الثاني بدون عذر، فمنهم من أوجب الإطعام عن كل يوم ربع صاع، وألحقه بعض الفقهاء بقول عن ابن عمر - رضي الله عنهما - وبعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

ومنهم من قال إنه يأثم وليس عليه إطعام. والله تعالى أعلم.

السؤال العاشر: فضيلة الشيخ: إني كثيرا عندما أصلي أسرح في صلاتي مع أني أستعيذ بالله وأنفث عن يساري ثلاثا ولكني أستمر في سرحاني. فانصحني يا شيخ. وجزاك الله خيرا؟

الجواب:

لا حول ولا قوة إلا بالله! نسأل الله بعزته وجلاله أن يجعلنا وإياكم من الخاشعين، من أعظم نعم الله على العبد أن يكون من الخاشعين، فهم المفلحون، وهم الرابحون، إن العبد يصلي الصلاة وهو بجوار أخيه، كتفه إلى كتفه، بينهما كما بين السماء والأرض من الأجر والمثوبة على قدر الخشوع.

الخشوع هو سر الصلاة، وهو أساسها وروحها؛ ولذلك قال نبي الأمة - صلوات الله وسلامه عليه-: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة)) جعلت قرة عينه في الصلاة؛ لأنها أعظم المقامات وأشرف المقامات، حينما يقف العبد بين يدي ملك الملوك وجبار السماوات والأرض، يا هذا من الذي تناجيه؟! ومن الذي تصلي بين يديه وتناديه؟! من هذا الملك الذي تقول بين يديه: الله أكبر؟! فهو أكبر من كل شيء، ومن الذي هذا الذي وجهت إليه قلبك وقالبك متخشعا متذللا ومتبذلا؟! تذكر وتفكر أنه ليس لك من صلاتك إلا ما عَقَلت، وأنه ليس لك من أجرك إلا ما خشعت، وأنها صلاة إذا سلّمت منها لن تعود إليها أبدا، وأنها مكتوبة محسوبة خاصة إذا كانت مفروضة.

العبد الصالح الموفّق يأتي بهموم الدنيا، فإذا وطئت قدمه بيت الله جل جلاله ودخل المسجد دخله بخشوع وخضوع، حتى إذا استقبل القبلة فقال: الله أكبر رمى بالدنيا وراء ظهره، فزال عنه همه، وزال عنه غمه، إنها الصلاة التي جعلها الله قرة عين الصالحين، وسلوة المهمومين والمغمومين.

العبد يعيش مهموما مغموما مكروبا لكن لا يصيبه في الصلاة هم ولا كرب، والدنيا بأشجانها وأحزانها لا يمكن أن تكون إذا وقف العبد بين يدي الله في صلاته صادقاً في موقفه. قف بين يدي الله، واستشعر عظمة الله جل جلاله، وأن الله يسمعك ويراك، فإذا قلت: الله أكبر واستشعرت أنه ليس هناك أحد أكبر من الله جل جلاله، فهو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء سبحانه وتعالى فإذا قلت: الله أكبر؛ فقد دخلت في حرمات الصلاة، ولذلك قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((تحريمها التكبير)) فإذا قال الإنسان هذه الكلمة ينبغي أن يقولها بعقيدة وإيمان واستشعار، لو أن بجوارك إنسان عظيم من ملوك الدنيا أو من عظماء الدنيا وأردت أن تصلي لأصابتك الرِّعدة من الهيبة والخشية، وأخذت تفكر كيف تقف، ولله المثل الأعلى، فكيف بملك الملوك وجبار السماوات والأرض، ومن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه. تقول: الله أكبر بقلبك وبلسانك معتقدا معناها، مستشعرا عظمة مدلولها، فمن قال الله أكبر لم يعظم عليه شيء أمام الله سبحانه وتعالى، فلو كانت عليه هموم الدنيا كلها وقال هذه الكلمة صادقا من قلبه لزالت عنه همومها، ولو قالها مكروبا منكوبا مفجوعا وهو معتقدا لمعناها لتبددت عنه أحزانها وأشجانها. يقول: الله أكبر، ثم يقول دعاء الاستفتاح فأثر عنه - عليه الصلاة والسلام- أنه أقر الصحابي ولذلك الصحابي قال لما كبر: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا؛ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((والذي نفسي بيده لقد رأيت بِضْعا وثلاثين مَلَكا يصعدون بها إلى السماء أيهم يبتدرونها)) كلمات خفيفة في اللسان، ثقيلة في الميزان، حبيبة إلى الرحمن، تخشع حينما تعرف ما الذي تقول، وتستشعر من الذي تقف بين يديه ومن الذي تناجيه، حتى إذا قرأت فاتحة الكتاب، وتلوت كلام الله جل جلاله: {الحمد لله رب العالمين} استفتحت بحمده الذي هو بداية الأمور كما قال تعالى: {وله الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون} فله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وسرا وعلنا، وله الحمد على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار، وله الحمد في السراء والضراء جل جلاله تقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير