تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:48 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أسأل الله تعالى رب العرش العظيم أن يبارك فيك، وأن يجزيك خير الجزاء، وأن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة، وأن يعافيك من كل بلاء. اللهم آمين.

ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 03:57 ص]ـ

قال المصنف-رحمه الله-: [والحج والعمرة واجبان]:

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد شرع المصنف-رحمه الله- في بيان حكم الحج والعمرة وهما النسك، فبين-رحمه الله- أن كلاً من الحج والعمرة يعتبر فريضة من فرائض الله-?-.

أما بالنسبة للحج فهذا محل إجماع واتفاق بين أهل العلم-رحمهم الله-، وذلك لأن الله-?- قال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} وقال-عليه الصلاة والسلام-: ((بني الإسلام على خمس. وذكر منها حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)) وأجمع المسلمون على أن الحج ركن من أركان الإسلام.

وأما بالنسبة للعمرة ففيها قولان مشهوران لأهل العلم-رحمة الله عليهم-:

القول الأول: فمن أهل العلم من يقول: إن العمرة سنة وليست بواجبة، وبهذا القول قال فقهاء الحنفية، والمالكية، وهي رواية عن الإمام أحمد، وقول للشافعي-رحمة الله على الجميع-.

والقول الثاني: إن العمرة واجبة وبهذا القول قال الشافعية، والحنابلة في المشهور.

فأما دليل من قال إن العمرة سنة وليست بواجبة فقد استدلوا بظاهر قوله-?-: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} قالوا: ولو كانت العمرة بواجبة لقال الله ولله على الناس الحج والإعتمار؛ ولكن الله -سبحانه- خص الفريضة بالحج فدل على أن العمرة لا تأخذ حكم الحج، واستدلوا كذلك بالأحاديث الصحيحة عن النبي-?-.

استدلوا بحديث عبدالله ابن عمر في الصحيح: ((بني الإسلام على خمس وفيه حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)) قالوا: إن النبي-?- لم يذكر العمرة مع الحج فدل على أن الحج فريضة والعمرة سنة.

وكذلك استدلوا: بحديث عمر في الصحيحين حينما سأل جبريل رسول الله-?- عن الإسلام فذكر شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت قالوا: ولم يذكر العمرة.

وكذلك استدلوا - أيضاً - بحديث ظعام ابن ثعلبة-?-، وذلك أنه وفد على رسول الله-?- وسأله فقال: زعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً قال: ((صدق) فقال بعد ذلك: والذي بعثك بالحق لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال-?-: ((لئن صدق ليدخلن الجنة) فقال: لا أزيد على هذا، والعمرة زائدة عن الحج، فدل على أن العمرة ليست بواجبة.

كذلك - أيضاً - استدلوا بحديث جابر بن عبدالله-رضي الله عنهما-، وفي هذا الحديث أن النبي-?- سأله: أعرابي عن العمرة أواجبة هي؟ فقال-?-: ((لا، وأن تعتمر خير لك) وهذا الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه وقال: إنه حديث حسن صحيح، وكذلك رواه الإمام أحمد في مسنده، قالوا: فهذا الحديث الصحيح يدل على أن العمرة ليست بواجبة حيث إن رسول الله-?- لما سأله السائل أهي واجبة، قال: ((لا))، وهذا يدل على أنها ليست بلازمة، ثم قال: ((وأن تعتمر خير لك))، أي أنه سنة مستحبة وليست بفريضة واجبة.

كذلك استدلوا بحديث طلحة بن عبيدالله-?- وفيه أن النبي-?- قال: ((الحج جهاد، والعمرة تطوع)) وهذا الحديث رواه إبن ماجة بسند ضعيف هذه هي حاصل حجج من قال: بأن العمرة ليست واجبة.

أما من قال: بأن العمرة واجبة، فقد استدل بقوله-سبحانه-: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} وجه الدلالة: أن الله قرن العمرة بالحج، فدل على أن حكمهما واحد، وهذه الدلالة تسمى عند العلماء بـ (دلالة الاقتران)، وهي دلالة ضعيفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير