تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخرجاه في الصحيحين. ثم روى البخاري من حديث موسى بن عقبة، عن كُرَيب، عن ابن عباس ما يقتضي أن المراد بالإفاضة هاهنا هي الإفاضة من المزدلفة إلى منى لرمي الجمار. فالله أعلم. وحكاه ابنُ جرير، عن الضحاك بن مزاحم فقط. قال: والمراد بالناس: إبراهيم، عليه السلام. وفي رواية عنه: الإمام. قال ابن جرير ولولا إجماع الحجة على خلافه لكان هو الأرجح) انتهى.

وماجاء في أخبار مكة للأزرقي - (1/ 232) بسند لايصح

حدثني جدي، قال حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن محمد بن إسحاق، عن الكلبي، عن أبي صالح مولى أم هاني، عن ابن عباس، قال: كانت العرب على دينين: حلة وحمس، فالحمس قريش وكل من ولدت من العرب، وكنانة وخزاعة، والأوس والخزرج، وجشم، وبنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأزد شنوءة، وجذم، وزبيد، وبنو ذكوان من بني سليم، وعمرو اللات، وثقيف، وغطفان، والغوث، وعدوان، وعلاف، وقضاعة، وكانت قريش إذا أنكحوا عربيا امرأة منهم اشترطوا عليه أن كل من ولدت له فهو أحمسي على دينهم، وزوج الأدرم تيم بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابنه مجدا ابنة تيم ربيعة بن عامر بن صعصعة على أن ولده منها أحمسي على سنة قريش وفيها يقول لبيد بن ربيعة بن جعفر الكلابي: سقى قومي بني مجد وأسقى نميرا والقبائل من هلال وذكروا أن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان تزوج سلمى بنت ضبيعة بن علي بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، فولدت له هوازن، فمرض مرضا شديدا، فنذرت سلمى لئن برأ لتحمسنه، فلما برأ حمسته، فلم تكن نساؤهم ينسجن ولا يغزلن الشعر، ولا يسلئن السمن إذا أحرموا. قال: وكانت الحمس إذا أحرموا لا يأتقطوا الأقط، ولا يأكلوا السمن ولا يسلئونه، ولا يمخضون اللبن، ولا يأكلون الزبد، ولا يلبسون الوبر ولا الشعر، ولا يستظلون به ما داموا حرما، ولا يغزلون الوبر ولا الشعر ولا ينسجنه، وإنما يستظلون بالأدم، ولا يأكلون شيئا من نبات الحرم، وكانوا يعظمون الأشهر الحرم، ولا يخفرون فيها الذمة، ولا يظلمون فيها، ويطوفون بالبيت وعليهم ثيابهم، وكانوا إذا أحرم الرجل منهم في الجاهلية وأول الإسلام، فإن كان من أهل المدر - يعني أهل البيوت والقرى - نقب نقبا في ظهر بيته، فمنه يدخل ومنه يخرج، ولا يدخل من بابه، وكانت الحمس تقول: لا تعظموا شيئا من الحل، ولا تجاوزوا الحرم في الحج، فلا يهاب الناس حرمكم، ويرون ما تعظمون من الحل كالحرم فقصروا عن مناسك الحج والموقف من عرفة وهو من الحل، فلم يكونوا يقفون به ولا يفيضون منه، وجعلوا موقفهم في طرف الحرم من نمرة بمفضى المأزمين، يقفون به عشية عرفة، ويظلون به يوم عرفة في الأراك من نمرة، ويفيضون منه إلى المزدلفة.

وهناك من قال بأن الحمس يفيضون من المغمس!

جاء في تفسير الطبري - (4/ 187)

حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:" ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"، قال قتادة: وكانت قريش وكل حليف لهم وبني أخت لهم، لا يفيضون من عرفات، إنما يفيضون من المغمس، ويقولون:"إنما نحن أهل الله، فلا نخرج من حرمه"، فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات، وأخبرهم أن سنة إبراهيم وإسمعيل هكذا: الإفاضة من عرفات.

فالقصد أن الحمس كانوا يقفون بالمزدلفة كما قالت عائشة رضي الله عنها ولكن ذلك لايمنعهم من التنقل في غيرها بحيث لايتجاوزن حدود الحرم.

ومما يؤيد ما قالته عائشة رضي الله عنها ما جاء في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه (فلما أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم من المزدلفة بالمشعر الحرام. لم تشك قريش أنه سيقتصر عليه. ويكون منزله ثم، فأجاز ولم يعرض له. حتى أتى عرفات فنزل).

ويمكن أن يقال كذلك بأن رواية عائشة رضي الله عنها رواية تاريخية اجتهدت فيها حسب ما وصلها من أخبار الجاهلية، فخبرها التاريخي ليس بنص شرعي ملزم للحجة،خاصة أن هناك من ذهب إلى أنهم يفيضون من حدود الحرم إلى مزدلفة ولايتركون الإفاضة إلى مزدلفة كما قد يفهم من ظاهر خبر عائشة رضي الله عنها، ففي هذه الحالة تقارن الروايات التاريخية الواردة في فعل الحمس ويرجح بينها بالقرائن والأدلة.

وأما استدلال الشيخ الحميدي حفظه الله بما ذكره الحافظ في الفتح (وأخرجه ابن خزيمة وإسحاق بن راهوية من طريق ابن إسحاق: حدثنا عبد الله بن أبي بكر عن عثمان بن أبي سليمان عن عمه نافع بن جبير عن أبيه قال: " كانت قريش إنما تدفع من المزدلفة، ويقولون نحن الحمس فلا نخرج من الحرم، وقد تركوا الموقف بعرفة)

فلا يسلم الاستدلال به على أن مزدلفة تشمل حدود الحرم إلى أقرب مكان لعرفة، فقوله (كانت قريش تدفع من المزدلفة) يحمل على الدفع من مزدلفة إلى منى وليس الدفع من مزدلفة إلى مزدلفة.

فالحاصل أن الحمس كانوا لايتجاوزن حدود الحرم في حجهم في مكة ومنى ومزدلفة، فكونهم لايتجاوزن الحرم لايدل على أن الحرم كله مزدلفة! بل يفهم منه عدم خروجهم عن حدود الحرم أثناء أدائهم لمناسكهم، وقد سبق النقل عن الأزرقي أن بعض عرنة داخلة في حدود الحرم فهذه مما كان الحمس لايمتنعون من الدخول فيها في حجهم.

يتبع إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير