سادساً: قال مؤرخ مكة أبو الوليد الأزرقي:" ومن نمرة وهو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة تريد الموقف، وتحت جبل نمرة، نمارٌ أربع أذرع في خمس أذرع".
في هذا النص واضح أن مأزمي عرفة قريب جداً من عرفة وهو محاذي لجبل نمرة الذي عليه أنصاب الحرم الدالة على بداية منطقة الحرم.
وأضاف الشيخ الحميدي في الطبعة الثانية بعد هذا:
سابعا: لم يذكر أحد من الصحابة ولا من التابعين المأزمين في حد مزدلفة سوىعطاء بن أبي رباح وعنه تلقى الفقهاء هذا التحديد. والأثر الذي روي عن ابن عباس في ذكر المأزمين ضعيف جدا. وهو أثر أخرجه الفاكهي في أخبار مكة وفي سنده رجل متروك الحديثوضاع فلا يلتفت إليه.
فينبغي إذا حمل كلام عطاء على ما دلت عليه اللغة وما ذكره الصحابة في حد مزدلفة كما مر.
ثامنا: ذكر بعض من ذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عرفة قادما من منى دخلها من طريق ضب، ولما خرج من عرفة في الإفاضة إلى مزدلفة سلك طريق المأزمين)). وهذا لم أجد له حديثا لامرفوعا ولاموقوفا لابسند صحيح ولاحتى بسند ضعيف. وكل ما نقل في هذا المعنى ما أخرجه الفاكهي والأزرقي عن ابن جريج قال ((سلك عطاء بن أبي رباح طريق ضب. فقيل له في ذلك فقال: لابأس إنما هو طريق)).
فالذي سلك طريق ضب هو عطاء التابعي، وليس محمدا النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يرفعه عطاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل لما سئل عن سلوكه هذا الطريق؟ بين أنه إنما سلكه لأنه مجرد طريق لاغير.
لعلي أذكر بعض النقولات حول المأزمين ثم يأتي بعد ذلك توضيح ما فيها مع مناقشة ما ذهب إليه الشيخ الحميدي حفظه الله
جاء في كتاب المناسك للإمام الحربي (ونسبة بعضهم لتلميذه) وكلاهما من العلماء ص 506 - 507:
((أول حد المزدلفة انقطاع محسر، حيال القرن (الذي على يمين الذاهب إلى عرفات) وآخرها انقضاء المأزمين، وليس المأزمين ومفضاهما قبل أن تدخل وأنت ذاهب إلى عرفات، وإذا كنت جائيا من عرفات إلى منى فأنت تصير بين جبلين، وهما المأزمان في ضيق، فإذا جاوزت المأزمين حتى تخرج منهما إلى الفضاء فذلك الفضاء أول المزدلفة، وأنت جاي من عرفات إلى حيال القرن، وهو الآن وأنت مقبل عن يسارك) انتهى.
في البدر المنير - (ج 6 / ص 230)
وفي رواية لهما: «ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عرفات، فلما بلغ الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ راحلته، فبال ثم جاء فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءا خفيفا، فقلت: الصلاة يا رسول الله. فقال: الصلاة أمامك». ترجم عليه البيهقي في «سننه»: من استحب سلوك طريق المأزمين دون (طريق) ضب.
قال الهمداني في صفة جزيرة العرب -
ومثل الفلجين بمأرب المأزمان بجمع بين منى وعرفات وهما جبلان بينهما مضيق.
المسالك والممالك - الإصطخري - (ج 1 / ص 7)
وأما المأزمان فهو شعب بين جبلين يفضي آخره إلى بطن عرنة،
قال الجوهري في الصحاح في اللغة -
والمأزم: المضيق، مثل المأزل. والمأزم: كل طريق ضيق بين جبلين، وموضع الحرب أيضا، مأزم.
وقال الفيومي في المصباح المنير في غريب الشرح الكبير
والمأزم وزان مسجد الطريق الضيق بين الجبلين ومنه قيل لموضع الحرب مأزم لضيق المجال وعسر الخلاص منه ويقال للموضع الذي بين عرفة والمشعر مأزمان.
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر -
المأزم: المضيق في الجبال حيث يلتقي بعضها ببعض ويتسع ما وراءه. والميم زائدة وكأنه من الأزم: القوة والشدة
وفي معجم البلدان - (ج 5 / ص 40)
المأزمان تثنية المأزم من الأزم وهو العض ومنه الأزمة وهو الجدب كأن السنة عضتهم والأزم الضيق ومنه سمي هذا الموضع وهو موضع بمكة بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب بين جبلين يفضي آخره إلى بطن عرنة وهو إلى ما أقبل على الصخرات التي يكون بها موقف الإمام إلى طريق يفضي إلى حصن وحائط بني عامر عند عرفة وبه المسجد الذي يجمع فيه الإمام بين الصلاتين الظهر والعصر وهو حائط نخيل وبه عين تنسب إلى عبد الله بن عامر بن كريز وليس عرفات من الحرم وإنما حد الحرم من المأزمين فإذا جزتهما إلى العلمين المضروبين فما وراء العلمين من الحل أخذ من المأزم وهو الطريق الضيق بين الجبال وقال الأصمعي المأزم في السنة مضيق بين جمع وعرفة وقال ساعدة ابن جؤية
¥