تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[20 - 11 - 07, 02:46 ص]ـ

[الحديث الرابع]

وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ, مَا اَلسَّبِيلُ? قَالَ: ((اَلزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ)) رَوَاهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ, وَالرَّاجِحُ إِرْسَالُهُ.

وَأَخْرَجَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ أَيْضًا, وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ.

[الشرح]

قوله: (مَا اَلسَّبِيلُ?) يشير إلى قوله تَعَالى?: ?مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً? [آل عمران:97]، وكان المتوقع أن يقول: السبيل الطريق، لكنه قال: ((اَلزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ)) ففسره بالمراد؛ لأن الزاد والراحلة لا تطابق في المعنى كلمة السبيل والذي يطابق في المعنى كلمة (السبيل) ما هو؟ الطريق، على هـ?ذا ينبغي أن نعرف قاعدة في التفسير أن التفسير نوعان:

تفسير بالمراد.

وتفسير بالمعنى الذي يراد باللفظ لا بما يراد من المعنى.

فههنا شيئان، عندما نقول: السبيل لغة الطريق والمراد الزاد والراحلة؛ ولكن إذا فسرنا السبيل بالزاد والراحلة من الأول نقول: هـ?ذا تفسير بالمراد، وليس تفسيرا بالمعنى المطابق للفظ الذي يشرح به اللفظ.

على كل حال النّبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فسر السبيل في قوله تَعَالى? ?مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً? بالزاد والراحلة، وهـ?ذا الحديث قال: (وَالرَّاجِحُ إِرْسَالُهُ.) فهو ضعيف، وهو كذلك من حيث المعنى ضعيف كما هو من حيث السند ضعيف؛ ولذلك أن الحاج قد يستطيع الحج بلا زاد ولا راحلة، فيكون مسافرا فيركب البعير الذي آجره كما يفعل الناس في السابق يستأجرون معهم أناسا للطبخ وللشد والتنزيل وما أشبه ذلك.

على كل حال المراد بالسبيل في قوله تَعَالى?: ?مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً? المراد بالسبيل الطريق الذي يوصلك إلى مكة؛ أي طريق كان، سواء كان زادا أو راحلة أو مشيا على الأقدام أو ما أشبه هـ?ذا، فهـ?ذا هو الصحيح.

وقد مرّ علينا أن الله تَعَالى? اشترط في الحج الاستطاعة مع أنه مشروط في كل عبادة، كما قال تَعَالى?: ?فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ? [التغابن:16]، وأشرنا إلى السبب في ذلك، ما هو السبب في أن الحج ذكر فيه الاستطاعة بعينه مع أن الاستطاعة شرط في كل عبادة؟ لأنه غالبا تكون فيه مشقة ولهذا اشترطت الاستطاعة بعينه؛ يعني أكد فيه شرط الاستطاعة لأن الغالب فيه المشقة.

وسبق لنا أن من شروط الحج: البلوغ، والثاني: العقل، والثالث: الإسلام، والرابع: الحرية، والخامس: القدرة.

وجمعت في بيتين:

في العمر مرة بلا توان

الحج والعمرة واجبان

عقل بلوغ قدرة جلية

بشرط إسلام كذا حرية

الفوائد إن صح الحديث:

ففيه فائدة وهي تفسير الكلمات بالمثال، فإن قوله: ?مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً? [آل عمران:97]، لا يعي الزاد والراحلة؛ بل الزاد والراحلة مثال من أمثلة الاستطاعة، وليست هي الاستطاعة في كل وقت، قد يجد إنسان زادا وراحلة ولا يستطيع ذلك في بدنه كالكبير والمريض مرضا ميئوسا منه، ونحو لذلك.

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[20 - 11 - 07, 02:48 ص]ـ

[الحديث الخامس]

وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ: ((مَنِ اَلْقَوْمُ?)) قَالُوا: اَلْمُسْلِمُونَ. فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ? قَالَ: ((رَسُولُ اَللَّهِ)) فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ اِمْرَأَةٌ صَبِيًّا. فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ? قَالَ: ((نَعَمْ: وَلَكِ أَجْرٌ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

[الشرح]

(وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ) والروحاء اسم محل بين مكة والمدينة، و (الركب) اسم جمع راكب وأقله ثلاثة، فلقي ركبا في هـ?ذا المكان، فقال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنِ اَلْقَوْمُ?)) ليتبين أمرهم، خوفا من أن يكونوا من العدو (قَالُوا: اَلْمُسْلِمُونَ.) يعني نحن مسلمون، ولم يقولوا: نحن بنوفلان وبنو فلان .. إلى آخره، لأن المقصود الاستفهام عن دينهم حتى لا يكنوا أعداءً. (فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ?) يعني من أنت الذي سألتنا عن أصلنا أو عن أنفسنا، فقال (قَالَ: ((رَسُولُ اَللَّهِ))) اللهم صل وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير