تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن فوائده جواز التغيير قبل الأمر؛ لأنه الرسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ جعل يصرف وجهه دون أن يقول له: التفت أو اصرف وجهك. وعلى ه?ذا فينظر الإنسان هل الأصلح أن يأمر أولا ثم يغير أو أن يغير أولا قبل أن يأمر، فيرجع ذلك إلى ما فيه المصلحة.

ومن فوائد الحديث جواز سؤال المرأة الرجل، وأنّ صوت المرأة ليس بعورة.

ومن فوائد الحديث أنه لا يشترط في وجوب الحج القدرة البدنية، وأنه يجب على من عنده مال وإن كان غير قادر في بدنه، لقول المرأة: (إِنَّ فَرِيضَةَ اَللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي اَلْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا) فأقرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قولها: (إِنَّ فَرِيضَةَ اَللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي اَلْحَجِّ)، ولو لم يجب الحج لقال: لا حج على أبيك.

والقدرة بالنسبة للحج ثلاثة أقسام:

• قدرة بالمال دون البدن.

• وقدرة بالبدن دون المال.

• وقدرة بهما جميعا.

القدرة بهما جميعا توجب على الإنسان أن يحج بنفسه.

والقدرة على الحج بالبدن دون المال تسقط. ولكن قد يقول قائل: كيف تقول: القدرة بالبدن، إذا كان قادرا بالبدن يمشي على رجليه؟ نقول: نعم، إذا أمكنه ذلك فليكن، لكن إذا كان لا يستطيع هو قادر ببدنه لكن ما عنده راحلة، ما عنده مال يشتري به راحلة، أما بدنه فيستطيع أن يركب ويؤدي الشعائر نقول: هـ?ذا لا يجب عليه.

الثالث القادر بالمال دون البدن، فهـ?ذا يقسّمه العلماء رحمهم الله إلى قسمين:

• قسم يرجى زوال عجزه.

• وقسم آخر لا يرجى زوال عجزه.

قالوا: فإن كان يرجى زوال عجزه، مثل أن يمر زمن الحج وهو مريض مرضا عاديا ويرجى أن يشفى منه ويحج في العام القادم، فهـ?ذا لا يجب أن يقيم من يحج عنه؛ بل ولا يصح؛ لأن عجزه مؤقت.

والقسم الثاني عجز لا يُرجى زواله كالعاجز عن الحج لكبر أو مرض لا يرجى برؤه وعنده مال، فهـ?ذا يجب عليه أن يستنيب؛ أن يقيم من يحج عنه.

فإن قال قائل: من أين أخذتم وجوب الاستنابة؟ فالجواب: من إقرار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المرأة على قولها: (إِنَّ فَرِيضَةَ اَللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي اَلْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي)، فإذا كان فرضا عليه ووجد من يقوم مقامه، فإنه يلزمه أن يقيم من يقوم مقامه.

فإن قلت: إن الحديث هـ?ذا يدل على الجواز؛ لأن المرأة لم تسأل عن الوجوب، وإنما سألت عن الجواز؟ فالجواب: إذا كان جائزا كان واجبا؛ لأنه إن كان جائزا فمقتضاه صحة حج غيره عنه، فإذا قلنا: إنه واجب عليه فإنه يجب أن يقيم من يحج عنه.

ومن فوائد الحديث أنه إذا جاز أن يقوم غيره مقامه، فالحج واجب على الفور فيجب أن يقيمه مقامه.

وفيه أيضا من فوائد الحديث أنه لا يجب أن يشد الإنسان على الراحلة، لا يسقط، فإن كان واجبا لقال شدوه عليها، اربطوه عليها.

هل مثل ذلك من لا يستطيع الركوب على السيارة لكونه يتقيأ ويدوخ مثله؟ لأن بعض الناس وشاهدته أنا بعيني إذا ركب السيارة بدأ يتقيأ ويدوخ، ما يشعر إلا نزل، لاشك أن هـ?ذا مشقة شديدة، أشد من الشيخ الكبير، نحن نتكلم عن السيارة لكن إذا كانت الطائرة يلزم.

من فوائد الحديث جواز حج المرأة عن الرجل لأن الرسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أذن لهـ?ذه المرأة أن تحج عن أبيها وهي امرأة عن رجل.

ومن فوائده جواز حج الرجل عن المرأة من باب أولى. جواز حج المرأة عن المرأة والرجل عن الرجل.

ومن فوائده أن (نعم) التي هي حرف جواب تقوم مقام السؤال لقوله: (((نَعَمْ))) يعني حجي عنه.

من فوائد الحديث تاريخ ذكر الخطبة أو القضية لقوله: (وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ اَلْوَدَاعِ) لأن فائدتها لاسيما في خطاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو بيان النسخ، فينبغي للإنسان إذا تكلم بكلام أن يذكر وقته، فيه فائدة، ولو لم يكن من فوائده إلا أنه إذا أراد الرجوع إلى ما قال لا سيما في المسجلات سهل عليه، يعني إذا سجل حديث كل ليلة وقال هذا حديث ليلة كذا وهـ?ذا حديث ليلة كذا، أحيانا يحتاج إلى الرجوع إليه، فإن كان قد أرخ سهل الرجوع إليه.

من فوائد الحديث جواز تسمية الشيء بسببه، وقوله: (وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ اَلْوَدَاعِ) يعني وسبب ذلك قوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: ((لعلي لا ألقاكم بعد عامي هـ?ذا)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير