تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(منتشرة) يعني لا يمكن انضباطها، لأن كل واحد أنا معصوم ما أفعل هـ?ذا الشيء، وكذلك المرأة ولكن عند الاختبار يكون البلاء والفتنة، فسد الباب أولى، ولهذا لا يستثنى من ه?ذا شيء، حتى لو كانت ابنة العم وزوجة الأخ، تدخل أو لا؟ لو كانت ابنة عمه زوجة أخيه فإنه لا يحل أن يخلو بها، فلا يقول: هـ?ذا أخي أنا أحامي عليه كما أحامي على حرمي، وهـ?ذه ابنة عمي أحامي عليها كما أحامي على أختي، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

قوله: (لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِاِمْرَأَةٍ) النهي عن الخلوة فإذا كان معها ثالث فالخلوة تزول لاشك؛ لكن الحكم يرتفع إذا زالت العلة زال الحكم؛ لكن قد يحرم من ناحية ثانية وهو الفتنة، وإذا كان جاء في الحديث إلا كان الشيطان ثالثهما فنقول: وإذا كان شيطان الإنس ثالثا ثبت الحكم، فإذا قُدِّر أن المرأة لم تخل برجل لكن خلا بها رجلان فاجران ماذا نقول؟ أشد، الفتنة هنا متحققة أكثر، ولهذا قال: من يأمن الذئبين على الشاة الواحدة. إذا كان الذئب الواحد لا يؤمن، فالذئبان من باب أولى، أما إذا انتفت الفتنة وزال المحظور، فهـ?ذا لا بأس به.

إذا كان رجل مع امرأتين فالخلوة لاشك منتفية، هل الحكم يزول؟ يزول الحكم لاشك؛ لكنه إن خيفت الفتنة جاء الحكم من طريق آخر؛ ولكن خلوة الرجل بامرأتين أهون من خلوة الرجلين بامرأة.

وقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ) كلمة (مَحْرَمٍ) عامة تشمل الصغير والكبير؛ لكن أهل العلم قالوا: لابد أن يكون بالغا، ولابد أن يكون عاقلا، وأخذوا هـ?ذا الشرط التماسا من الحكمة في وجوب المحرم.

الحكمة من وجوب المحرم هي الحفاظ على المرأة وصيانتها وحمايتها وليس كما يقول العامة.

إذا كان كذلك فلابد أن تتوافر فيه الشروط فيكون بالغا عاقلا.

هل يشترط أن يكون بصيرا؟ الفقهاء لم يشترطوا ذلك، ولعلهم يعللون هـ?ذا بأن الرجل الذي مع محرمها قد يهاب المحرم وإن كان حماية هـ?ذا الأعمى لمحرمه ضعيفة بلا شك، قد يشير، أو يضحك أو يغمز بعينه، وهـ?ذا المحرم لا يدري.

ولهذا نقول: ينبغي أن نشترط أن يكون بصيرا حيث دعت الضرورة إلى كونه بصيرا. ما طريقه الرؤية لا يمكن أن ينفع فيه، أما ما طريقه الهمس والحس ربما.

هل يشترط أن يكون سميعا، الظاهر لا يشترط، البصر يكفي في الحماية.

قال: ((وَلا تُسَافِرْ اَلْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ)) وه?ذه (لا) النافية، ولما كانت هنا جازمة للفعل صار قولنا فيما سبق (لا يَخْلُوَنَّ) إنها جملة نهي أصح أو أقرب لأن هـ?ذه الجملة معطوفة على ما سبق.

وقوله: (وَلا تُسَافِرُ اَلْمَرْأَةُ)، السفر مفارقة الإقامة سواء كنت في بلد أو كنت في مكان، ولنفرض أنه بدوي -في البر- لكن بخيمته، فسفره مفارقة محل الإقامة، فالسفر -إذن- هو مفارقة محل الإقامة، وسمي سفرا لأنه يسفر عن الإنسان حيث يبرز بعد الخفاء، وقال بعض الأدباء: إنما سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال. كم من إنسان لا تدري عنه؛ عن خلقه، عن صدقه، وعن شهامته، وعن رجولته إلا إذا سافرتَ معه؛ ولكن المراد السفر المعروف سابقا، أما سفر اليوم فإنك لا تعرفه، خصوصا في الطائرات. الطائرة تخرج من هنا وأنت توجد على الكرسي لا تدري هـ?ذا الرجل رجل شهم كريم يخدم قومه يريحهم أو لا، صحيح أنك إذا جلست إليه وتحدثت إليه ربما تفهم شيئا من خلقه؛ لكن ه?ذا يحصل حتى في القهوة؛ لكن في الزمن السابق لما كانوا يسافرون على الإبل مسافات طويلة وتعب صار الناس يعرفون.

قال: -أظنه نافعا- صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني، وشاهدنا نحن لما كنا نسافر في السيارات في المسافات في الطرق التي ليست معبدة نجد بعض الناس إذا نزلوا من السيارة على طول ذهب يحتطب ويشعل الضوء ويسخن الماء في أيام الشتاء ويقرّب الماء ويروي، وبعضهم إذا نزل نزّل بفراشه ونام، أيهما الرجل الشهم؟ الأول، هـ?ذا الذي ينام فقط هـ?ذا ليس بشيء، فإياكم أن تكونوا من القسم الثاني، الذي إذا نزل نَزل بفراشه واصطحبه، خل كل واحد منكم يخدم الثاني، وخلوكم أيضا تخدمون الناس بالتوجيه والإرشاد وحسن المعاملة والأخلاق، لأن الناس سيذكرونكم بخير ويذكرونكم بعكس إذا أسأتم، مع أن هـ?ذه الأماكن أماكن مقدسة، أماكن آمنة، لا يوجد بقعة على الأرض آمن من المسجد الحرام؛ لكن ليست

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير