تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَعَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((إِنَّ اَللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ اَلْحَجَّ)) فَقَامَ اَلأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كَلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اَللَّهِ? قَالَ: ((لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ, اَلْحَجُّ مَرَّةٌ, فَمَا زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ)) رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, غَيْرَ اَلتِّرْمِذِيِّ.

721 - وَأَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

[الشرح]

(وَعَنْهُ) أي عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُا (قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((إِنَّ اَللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ اَلْحَجَّ)) فَقَامَ اَلأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كَلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اَللَّهِ? قَالَ: ((لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ, اَلْحَجُّ مَرَّةٌ, فَمَا زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ)) رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ, غَيْرَ اَلتِّرْمِذِيِّ، وَأَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.).

يقول ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (خَطَبَنَا رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وهـ?ذه الخُطبة يحتمل أن تكون من الخُطب الراتبة، ويحتمل أن تكون من الخطب العارضة.

وقد لنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب أصحابه خطبا راتبة كخطبة يوم الجمعة والعيدين والاستسقاء وأحيانا خطبة عارضة، يكون لها سبب فيقوم يخطب، (فَقَالَ: ((إِنَّ اَللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ اَلْحَجَّ)))، (كَتَبَ) بمعنى أوجب كقوله تَعَالى?: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ? [البقرة:183]، وقوله: ?إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) ? [النساء:103]، وسمي الفرض كتابة لأنه كلما أريد أن يوثق الشيء فإنه يكتب كما قال الله تَعَالى?: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ? [البقرة:282]، المفروض مكتوب كأنه وثق بهـ?ذه الكتابة.

وقوله: (اَلْحَجَّ) قال العلماء: إن الحج لغة القصد.

وشرعا قصد مكة للتعبد لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى? بأداء المناسك.

(فَقَامَ اَلأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ) وهو من زعماء بني تميم ومن المؤلفة قلوبهم، (فَقَالَ: أَفِي كَلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اَللَّهِ?) وهـ?ذا السؤال من الأسئلة التي لا تنبغي، وله?ذا جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه لما قال: (أَفِي كَلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اَللَّهِ?). قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، إذا أمتكم بأمر فأتوا به ما استطعتم وإذا نهيت عن شيء فاجتنبوه)) فقوله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ((ذروني ما تركتم)) تفيد أنه كان ينبغي أنه لا يسأل هـ?ذا السؤال؛ ولكن -على كل حال- قد يكون في السؤال خير لئلا يشتبه على من يأتي من بعده من هـ?ذه الأمة.

(َقَالَ: أَفِي كَلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اَللَّهِ? قَالَ: ((لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ))) يعني لو قلت في كل عام لوجبت يعني لثبتت وصار الحج فريضة كل عام؛ ولكن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيّن بما رواه مسلم قال: ((ولما استطعتم))، فإنه لو وجب على الناس كل عام ما استطاعوا.

أولا ما استطاعوا أن يأتوا كل عام إلا بمشقة شديدة.

ثانيا لو استطاعوا ما استطاعوا أن يؤدوا المناسك، لأنه لو فرضنا أن المسلمين في مثل هـ?ذا العصر يمثلون كم؟ ألف مليون، إذا مثلوا ه?ذا لو قلنا أن القادر على هـ?ذا الحج نصف هـ?ذا العدد، لو جاء نصف ه?ذا العدد إلى مكة مثلا، هل يستطيعون أن يقوموا بشيء؟ لا يستطيعون، لهـ?ذا هم لا يستطيعون لا باعتبار أفرادهم أنه يشق عليهم أن يأتوا كل عام إلى مكة لاسيما من البلاد البعيدة ولا باعتبار اجتماعهم حول الكعبة فإن هـ?ذا مشقة شديدة أيضا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير