تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 07, 06:08 م]ـ

[الحديث الثاني عشر]

عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لأَهْلِ اَلْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ, وَلأَهْلِ اَلشَّامِ: اَلْجُحْفَةَ, وَلأَهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ اَلْمَنَازِلِ, وَلأَهْلِ اَلْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ, هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ اَلْحَجَّ أَوْ الْعُمْرَةَ, وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ, حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لأَهْلِ اَلْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالنَّسَائِيُّ.

وَأَصْلُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ إِلاَّ أَنَّ رَاوِيَهُ شَكَّ فِي رَفْعِه.

وَفِي اَلْبُخَارِيِّ: أَنَّ عُمَرَ هُوَ اَلَّذِي وَقَّتَ ذَاتَ عِرْقٍ.

وَعِنْدَ أَحْمَدَ, وَأَبِي دَاوُدَ, وَاَلتِّرْمِذِيِّ: عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لأَهْلِ اَلْمَشْرِقِ: اَلْعَقِيقَ.

[الشرح]

(أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لأَهْلِ اَلْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ)، (وَقَّتَ) أي حدّد وجعله مكانا لوقت إحرامهم، (ذَا الْحُلَيْفَةِ) أي صاحب الحُليفة، والحليفة تصغير حِلْفَة، والحلفة هي الحلفة شجر معروف وسميت به لكثرته فيها، وهي مكان يبعد عن مكة نحو عشر مراحل؛ يعني نحو عشرة أيام، وعن المدينة بنحو ستة أميال أو تسعة أميال يعني ليست بعيدة عن المدينة.

(وَلأَهْلِ اَلشَّامِ: اَلْجُحْفَةَ) أهل الشام من كانوا بين المشرق والمغرب من البلاد الشامية المعروفة، (اَلْجُحْفَةَ) قرية اجتحفها السيل ودمّرها وهلك أهلها أيضا بالوباء الذي نزل فيهم حين دعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله عز وجل أن ينقل حمى المدينة إلى الجحفة، لما خربت صار الناس يحرمون بدلها من رابغ، ورابغ أبعد منها عن مكة، وبينها وبين مكة نحو ثلاث مراحل.

قال: (وَلأَهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ اَلْمَنَازِلِ)؛ يعني وقّت لهم (قَرْنَ اَلْمَنَازِلِ)، وهو ما يسمى الآن بالسيل الكبير وهو معروف، مكان معروف لازال الناس يحرمون منه إلى الآن.

ووقت (لأَهْلِ اَلْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ) يلملم قيل اسم جبل وقيل اسم مكان، وهو يسمى الآن السَّعدية معروف عند أهل اليمن.

قرن المنازل ويلملم بين كل واحد منها وبين مكة نحو مرحلتين.

قال: (هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ اَلْحَجَّ أَوْ الْعُمْرَةَ) (هُنَّ) الضمير يعود على المواقيت، (لَهُنَّ) للبلدان أو الأمكنة، (وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ) يعني المواقيت، (مِنْ غَيْرِهِنَّ) أي من غير هـ?ذه الأماكن. فجعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هـ?ذه المواقيت مواقيت لأهل هـ?ذه البلدان (وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ)، فمن أتى لمكة عن طريق المدينة يحرم من ذي الحليفة، ولا نلزمه أن يذهب إلى قرن المنازل، ومن أتى من أهل المدينة من طريق أهل نجد أحرم من قرن المنازل ولا نلزمه أن يذهب إلى ذي الحليفة، وهـ?ذا من تيسير الله عز وجل.

قال: (مِمَّنْ أَرَادَ اَلْحَجَّ أَوْ الْعُمْرَةَ) يعني هن لهؤلاء (مِمَّنْ) يعني من الذين يريدون الحج أو العمرة، (أَوْ) هنا فلا يمتنع أن يقصد الحج والعمرة جميعا؛ لأن الناس الذي يمرّون بهـ?ذه المواقيت: منهم من يريد الحج فقط، ومنهم من يريد العمرة فقط، ومنهم من يريد الحج والعمرة.

قال: (وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ)، (وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ) أي من دون هـ?ذه المواقيت، (فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ) أي من حيث أنشأ القصد والإرادة (حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.) حتى أهل مكة يحرمون من مكة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير