تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلنا: الجواب على ذلك ما صحّ في صحيح مسلم عن أبي ذر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنّه سئل عن المتعة أهي عامة أم خاصة؟ قال: ((بل هي لنا خاصة) قال شيخ الإسلام رحمه الله: أي أن وجوبها خاص في الصحابة؛ لأنّهم لو امتنعوا رَضِيَ اللهُ عَنْهُم وصمّموا على الامتناع لكان في ذلك مجابهة مع الرّسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، ثم حد لمنع ه?ذا التمتع، يعني لو لم يفعلوا ما فعل الناس فهم أسوة لهم، فلما كانوا هم الأسوة وكان لامتناعهم مجابهة ومنع للتمتع أو ... كان غضب الرسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عليهم شديدا، كيف يجابههم ليسن ه?ذه الطريقة لأمته ثم يمتنعون، فالغضب هنا ليس لأن ه?ذا واجب من حيث هو واجب؛ .. الحكم مشلولا لأن الصحابة لم يفعلوه وهم أسوة الأمة، فغضبه لأنهم تمانعوا أو تهاونوا في تنفيذ أمر الرّسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ والفرق بينهم وبين غيرهم ظاهر؛ ولهذا صحّ عن أبي بكر وعمر وعثمان وعن أعلام الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أنّ الأنساك الثلاثة كلها جائزة، وتكاد الأمة تجمع على ذلك إلا نفرا قليلا من الصحابة ومن بعدهم لا يساوون ولا يسامون من قالوا بالجواز.

الفوائد:

أولا الناس مخيّرون في الإحرام بين الوجوه الثلاثة، ووجه الدلالة من هـ?ذا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقرّهم على ذلك.

ثانيا أنه ليس هناك أوجه للإحرام سواء ما جاءت به السنة، لو أراد إنسان أن يأتي بأوجه سوى ما جاء به السنة لكان ذلك باطلا لقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)).

من فوائد الحديث السعة في الأمور الجائزة، وأنه إذا انت الأمور جائزة فلا ينبغي أن يعيب أحد على أحد، ومثله حديث أنس: حججنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنا الملبي ومنا المكبر ومنا المهلل، ومنه أيضا حديث الصيام أنهم كانوا مع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان هـ?ذا صائم وهـ?ذا مفطر ولا يعيب الصائم على المفطر والمفطر على الصائم.

ومن فوائد الحديث أن المتمتّع يحلّ من عمرته إذا قدم، وأنه ينبغي المبادرة بأداء العمرة لقولها: (فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَحَلَّ)، وهو كذلك أن الإنسان إذا قدم إلى مكة بنسك أن يبادر.

ومن فوائده أيضا أن القارن والمفرد يبقيان على إحرامهما إلى يوم النحر.

حجة الوداع في السنة العاشر من الهجرة، وسميت حجة الوداع لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى بما يشعر بتوديع الناس في تلك الحجة.

انتهى هذا الباب ويليه:

بَابُ اَلإِحْرَامِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[23 - 11 - 07, 03:02 م]ـ

[الحديث الرابع عشر والخامس عشر]

بَابُ اَلإِحْرَامِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ

عَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا أَهَلَّ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اَلْمَسْجِدِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَعَنْ خَلاَّدِ بْنِ اَلسَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ, فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلالِ. رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَابْنُ حِبَّانَ.

[الشرح]

(اَلإِحْرَامِ) هو نية الدخول في النسك حتى وإن كان على الإنسان ثيابه العادية، فإذا نوى الدخول في النسك فقد أحرم سواء لبس الثياب الخاصة بالإحرام أم لم يلبس.

(وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ) أي بالإحرام من ما يسن أو يجب.

قال: (عَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا أَهَلَّ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اَلْمَسْجِدِ) يعني مسجد ذي الحليفة، وهو يشير إلى أنه لا ينبغي الابتداء إلا إذا ركب الإنسان، إذا ركب الإنسان فإنه يهلّ، وقد صرّح في حديث جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه أهل حين استوت به ناقته في البيداء، فقال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: حتى إذا استوت به إلى البيداء أهل بالتوحيد: ((لبيك اللهم لبيك) وقوله: (أَهَلَّ) رفع صوته من الإهلال وهو الإظهار، ومنه سمي الهلال لأنه يظهر في السماء.

(وَعَنْ خَلاَّدِ بْنِ اَلسَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ, فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلالِ. رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَابْنُ حِبَّانَ.) هـ?ذا كالأول فيه دليل على أنه يستحب رفع الصوت بالتلبية؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى جبريل فأمره أن يأتي أصحابه أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال، يعني بالتلبية، و (جِبْرِيلُ) هو أحد الملائكة الكرام وهو موكل بالوحي.

يستفاد من هذين الحديثين أنه يسن رفع الصوت بالإهلال عن التلبية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير