تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيا أن نقول: في كلمة (مخيط) توهم أن كل ما فيه خياطة فهو حرام، ولهذا يسأل العوام كثيرا عن النعال المخروزة؛ لأن فيها خياطة، فنقول: ه?ذا الذي يريده العلماء غير الذي تريدونه أنتم، هم يريدون اللباس المفصّل على البدن، سواء مخيط أو منسوج، لا يريدون ما فيه الخياطة، ولهذا أباحوا رحمهم الله النعال وما أشبهها مع أنها مخيطة؛ يعني فيها خياطة.

ولهذا لو أن الإنسان إذا أتى على ذكر ه?ذا المحظور ذكر ما جاءت به السنة لكان أولى وأبين وأسلم له؛ لأن كونه يعبر بما جاءت به السنة أن لديه حجة أمام الله عز وجل؛ لكن كونه يعبر بلبس المخيط الموهم للناس خلاف ما يراد ه?ذا قد يكون على خطر أنه يفهم عباد الله أو يأتي بلفظ يوهم ما لا يراد، نعم إذا قال: إنّ المحرم لبس المخيط وشرحه شرحا وافيا لسلم.

نعود مرة ثانية له?ذا الحديث يقول: (لاَ يَلْبَسُ القَمِيصَ) لو استعمل القميص على غير وجه اللبس مثل أو يتزر به؟ يجوز، ولهذا بعضهم إذا ركب الطائرة وكانت إحراماته في العفش، قال: ما عندي ثوب إحرام، بماذا أحرم من الميقات؟ لما أصل إلى جدة وآخذ ثياب الإحرام وأحرم، فنقول: ه?ذا خطأ لا يجوز، ويمكنك أن تحرم بثيابك ه?ذه، إن كنت من الناس الذين يلبسون الغطرة اجعل الغطرة إزارا واخلع القميص، إن كان من الناس الذين ليس معهم غطرة اجعل الثوب إزارا، اخلع القميص واتّزر به فيكون القميص إزارا، ولكن المشكل إذا كانت ممن يلبس البنطلون ولا غطرة عليك، نقول: أحرم ويبقى عليك الثوب، انزع عليك البنطلون ويبقى عليك السروال، ولا شيء عليك لأنه يقول من لم يجد إزارا فليلبس السراويل، ما يخالف.

وحينئذ بقي عندنا إذا لم يمكن ه?ذا في أي حال من الأحوال، مثل أن لا يكون معه إلا قميص وليس على رأسه شيء، عنده إلا قميص ما فعنده سروال ولا على رأسه شيء ماذا يصنع؟ نقول: إذا أمكن أن يحرم به دون كشف عورة في حمام الطائرة ويخلعه، وجعله إزارا، وإن لم يمكن نوى الإحرام ولو كان عليه ه?ذا الثوب. والمسألة بسيطة يصوم ثلاثة أيام على رأي أهل العلم أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع أو يذبح شاة، ويأتي الكلام إن شاء الله على اللباس المخيط، هل يلزمه فدية إذا لبسها أو لا يلزمه؟ سيأتي إن شاء الله الكلام في ه?ذا.

يستفاد من ه?ذا الحديث عدة فوائد:

أولا حرص الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم على العلم والبحث؛ لقوله: (سُئِلَ: مَا يَلْبَسُ اَلْمُحْرِمُ).

ومن فوائده أيضا حسن تعليم الرسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وأن تعليمه قد بلغ الغاية في الفصاحة؛ لأنه سئل عما يلبس المحرم فأجاب ذلك الجواب المتضمن ببيان ما لا يلبس مع الاختصار.

ومنها أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطي جوامع الكلم، كما قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: ((أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا))، كيف ذلك؟ لأنه أجاب بجواب بين مفصل مع الاختصار، أو أراد أن يعدد ما يلبسه المحرم يتعب؛ لأن الأشياء أنواع كثيرة سوى ه?ذه الخمسة.

ومنها تحريم لبس القميص وما عطف عليه على الرَّجل.

ومنها جواز لبس السراويل. لمن لم يكن معه إزار.

ومنها جواز لبس الإزار على أي صفة كانت، لعموم قوله ((ومن لم يجد إزارا))، وعليه فلو أن إنسانا خاط إزارا بحيث لا يكون مفتوحا فإن ذلك لا بأس به لأنه لا يزال يسمى إزارا، والسراويل لها أكمام يدخل فيه كل رجل وحدها.

ومنها تحريم لبس السراويل القصيرة والطويلة لعموم قوله: (وَلا السَّرَاوِيلاتِ).

ومنها يسر الشريعة الإسلامية وسهولتها، لقوله: (إِلاَّ أَحَدٌ لا يَجِدُ اَلنَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ اَلْخُفَّيْنِ) ((ومن لم يجد إرارا فليلبس السراويل)).

وهل نقول: ومنها استحباب لبس النعلين للمُحرم؟ الجواب: لماذا؟ (إِلاَّ أَحَدٌ لا يَجِدُ اَلنَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ اَلْخُفَّيْنِ) - نقول: لأن ه?ذا في ذكر المنع، فتكون اللام هنا للإباحة، وإلا لو أحرم وهو حاف لا حرج عليه.

ومنها تحريم لبس الْمُطَيَّب.

ـ[سالم الجزائري]ــــــــ[23 - 11 - 07, 03:07 م]ـ

[الحديث الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير