تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بعض الأحيان يؤتى بعمومات عامة تقول: هذا أعم من موضع النزاع وقد يأتي بأصول عامة مثلاً الآن إذا جئنا إلى التأمين التعاوني كل شخص يدفع ألف ريال من أجل يجتمع عشرة بعشرة آلاف ريال ويقولون: هذه العشرة آلاف ريال لو حدث لواحد منا حادث ندفع له هذه العشرة آلاف نقول: هذا جائز يعني الدليل أعم من موضع النزاع لقوله-تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (1) هذا بر وتقوى نقول: هذا الدليل أعم من موضع النزاع نحن نختلف في هذه المسألة لأن فيها شبهة الربا وشبهة الغرر فإن الشخص إذا دفع الألف لم يكن قصده أبداً قضية أن ينقذ أخاه من الضرر؛ إنما قصد أنه لو ورد فيما هو أكثر من آلالف يكسب دفع الضرر بما هو أكبر فهو يدفع ألف ريال من أجل إذا حدثت عليه مصيبة بعشرة ألف ريال يدفعها بهذه الألف التي يقدمها فيحتمل أن تنزل به المصيبة أو لا تنزل فصار مثل القمار، فإذاً إذا نظرت إلى فقه المسألة تجد أن المسألة مرتبطة بسد الذرائع الربوية لا فرق بين أن يأتي في اليانصيب ويدفع ألف ريال ويسحب رقماً يحتمل أنه يكسب أو لا يكسب وبين كونه يدفع الألف ريال، يحتمل أن يحدث عليه حادث ويأخذ العشرة آلاف أو لا يحدث له شيء وحينئذٍ يكون غارماً، ما في فرق بين الصورتين لأن الأصل الذي حرمت به اليانصيب والقمار والمخاطرة التي هي الغرر حرمتها من أجل أنه دفع وفي نيته أن يحصل على ما هو أكثر، وحصوله على ما هو أكثر في اليانصيب محتمل، ولذلك يُعَرَّف الغرر: بيع مستور العاقبة، فالدفع للألف ريال لمستور العاقبة يحتمل أن يحدث له مصيبة فيدفع العشرة آلاف في دفعها، ويحتمل ما تحدث له مصيبة، وبناءً على ذلك هو يخاطر.

أما لو كان قصده البر والتقوى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} أبواب البر معروفة، ومعروف الأيتام والأرامل والمحتاجون الذي يريد أن يتصدق معروف باب الصدقة فنقول هذا أعم من موضع النزاع نريد دليلاً في موضع النزاع، ولذلك الربا مسائله خفية والغرر مسائله خفية ويحتاج إلى النظر تحقيقاً لأصول الشريعة، فالشريعة لما يدفع المبلغ ألف أو غيره وفي نيته شيء ومقصده لشيء ولذلك تجده لا يشك أحد أنه لو دفع الألف ثم حدثت الحادثة لأخيه تندم هذا ننظر إلى غالب الحال أنه يتمنى أنه دفع عن نفسه ولم يدفع لأخيه، أما التعاون على البر والتقوى معروف طريقه ومعروف سبيله ومن يريد أن يتعاون على البر والتقوى معروف؛ لكن ليس معنى هذا حينما نقول تعاونوا على البر والتقوى له مجالات عديدة، اترك أخاك حتى إذا نزلت به نازلة نجمع ألف ريال وانظر-رحمك الله- إذا أردت أن تعرف صدق قول القائل في هذا وصدق العشرة فيما يقولونه قل لهم: أنتم تقولون إن هذا من باب التعاون على البر والتقوى ما رأيك لو كل منكم وضع الألف في جيبه ولم يدفعها وننتظر إذا حدثت حادثة لواحد منكم فالتزموا أن تدفعوا فحينئذٍ تنظر هل هم يتعاونون أم أنهم يقصدون دفع الضرر عن أنفسهم

===========

أظنها إحدى المسائل التي أفتى الشيخ -وفقه الله وسدده- فيها بالوَرَع.

وإلا فالغالب أن الذي دفع المبلغ لا يغلب على ظنه أنه سيصيبه شيء، ويكون الدافع للتعاون مع من شاركهم أنهم إخوته، أو أقرباؤه، أو أصدقاؤه الخُلَّص.

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[13 - 05 - 07, 12:48 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أرزقنا العمل بما يرضيك ولا تحزنا يوم العرض عليك واجعلنا هداة مهتدين ..... صالحين مصلحين ...

جزاك الله كل خير وفقك الله ورعاك وحفظك.

أخيك في الله ...

ـ[أبو حبيبة الأسدي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 05:13 م]ـ

بوركتم

ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:20 م]ـ

جزاك الله خيرا وبارك الله في شيخنا المختار وحفظه ورعاه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير