تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[16 - 03 - 08, 07:31 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ابراهيم بن محمد الساسي العوامر

نسبه و مولده:

هو إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر الملقب بالعوامر، من مواليد وادي سوف سنة 1881م، و هي السنة التي احتلت فيها تونس، و كانت الجزائر يومئذ تحت حكم الحاكم لويس تيرمان Louis Termain الذي زار وادي سوف، و كانت رئاسة المكتب العربي في المدينة للضابط كوفييه.

و اما نسبه فقد ذكره هو بنفسه في كتابه '' الصروف في تاريخ الصحراء و سوف '' في القسم الثاني الخاص بأنساب وادي سوف الذي قسمهم الى قبائل و فصائل و عمائر و بطون و أفخاذ. و من بين تلك القبائل قبيلة الشبابطة العربية التي قسمها الى اثني عشرة عميرة، و تسمى الثانية منها أولاد بوجديد و تنقسم الى ست فصائل، اثنتان اصليتان، و اربع ملحقات، و تعرف الرابعة منها بالعوامر و هي التي ينتمي اليها صاحب الترجمة، و العوامر حسب رأيه هم أصحاب سيدي عامر بن صالح بن محمد بن أحمد .... بن إدريس الأكبر مؤسس الدولة الادريسية، و ينحصر نسل بني عامر الواديين في احد أبنائه و هو محمد بن عامر الذي قدم من ناحية سوسة التونسية و تناسلت منه ذرية كثيرة مات بعضها من غير عقب، و البعض عقب و هم أولاد عامر و إبراهيم و احمد و علي، و الثاني هو جد إبراهيم العوامر، و قد أنظمت فصيلة العوامر إلى أولاد بوجديد بالمصاهرة.

لقد نشأ العوامر في مدينة وادي سوف حيث قرا و درس على شيوخها و منهم عبد الرحمن العمودي و محمد العربي بن موسى، و في شبابه كان الفرنسيون قد سمحوا بالدروس المسجدية، ثم رحل الى تونس و دخل الى الزيتونة لاستكمال دراسته، و هناك درس على الشيخين المتنورين وكلاهما كان من شيوخ ابن باديس أيضا، يتعلق الأمر بالشيخ محمد النخلي و محمد الخضر حسين، و كان الأول نقادا خبيرا، و أستاذا كبيرا، ميالا لتحقيق المباحث، نابغة و شعلة في الذكاء و المحاضرة، ذا همة عصامية و نفس أبية، تصدر للتدريس و تخرج عليه الكثير من الفحول و قضى جل عمره قراءة و اقراءا و ختم الكتب العالية في فنون شتى فشاع ذكره و ارتفع قدره، توفي سنة 1342 هـ.

بعد أن أتم العوامر دراسته بتونس خرج إلى دنيا العمل حيث توظف في القضاء بمحكمة الوادي التي كان يشرف عليها المكتب العربي العسكري، و قد طال عهده في القضاء، و لم يمارسه في سوف فقط، بل عين في أولاد جلال أيضا و في توقرت أيضا، و كان عمله في المحكمة نضالا و جهادا، اذ البس المحكمة لباسها الحقيقي، فنظم الأحكام و طبقها حسب الفقه الاسلامي المالكي كما يقول أحد تلامذته، و في حادثة الأرامل اللواتي قتل أزواجهن و أغير على ابلهن في حدود صحراء طرابلس (ليبيا)، و تآمر الحكام الفرنسيين على الاستئثار بجزء كبير من الدية المالية التي أرسلتها الحكومة الايطالية لهؤلاء الأرامل، وقف الشيخ القاضي في وجه المتآمرين و كشف ألاعيبهم، بكل صرامة، حيث أعاد لهن حقوقهن مما يدل على نصرته للحق و العدالة و دفاعه عن مصالح الضعفاء و عدم مبالاته بالحكام الفرنسيين عندما تمس المصالح الدينية للأمة.

و لم تشغل وظيفة القضاء و مشاكلها و تبعاتها الشيخ العوامر عن التدريس متطوعا في مساجد الوادي حيث كان يدرس العلوم الدينية و اللغوية، و كان يلقي درسا صباحيا لطلبة العلم، و بعد صلاة المغرب يلقي درسا في مختصر خليل يحضره الطلبة و غيرهم ثلاث ليالي في الاسبوع، و يلقي أيضا درسا في التفسير، و لم تتعطل الدروس سوى ليلة الجمعة و صباحها حسب احد تلامذته و هو حمزة بوكوشة، وقد قرأ عليه مقدمة ابن آجروم في النحو، و مختصر خليل في الفقه المالكي، و كان يذكر بعد قراءة المتن أقوال الشيوخ و يقارن بينها و يوجهها ثم يرجح بينها و ينقد بعضها، و قد يخالف صاحب المتن أحيانا، و يخرج عن المذهب المالكي إلى غيره، و كان سهل العبارة في درسه، و يفهمه الجميع على مختلف مستوياتهم و درجاتهم، كثير الاطلاع، جماعة للكتب مغرما بها.

و مثل الكثير من علماء عصره، ارتبط العوامر بالطرق الصوفية التي كانت متنفذة في وادي سوف و اهتم بها و انظم إليها و هي التيجانية القادرية الرحمانية، و كانت التيجانية هي طريقة والده محمد الساسي، و القادرية هي طريقة والدته.

آثاره:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير