تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مان السياح و المسافرون من النصارى الذين يزورون مدن المور يؤوبون إلى أوطانهم قيقصون من أخبار المغربيين و علومهم و حضارتهم الجميلة ما يهز النفوس و يشوقها."

كتاب مدنية المسلمين في إسبانيا. ص 57

ـ[هشام زليم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:22 م]ـ

"عظمة غرناطة التي هي أشهر مدن المغربيين اليوم يرجع عهدها إلى زمان متأخر جدا و سنبحث الأن في مدنية المغربيين التي كانت في أواسط القرن العاشر و كانت أوربة في ذلك الزمان قد بلغت الدرك الأسفل في الإنحطاط. و كانت رومية متلوثة برجس الفساد. و كانت الجهود العظيمة التي بذلها شارلمان لإصلاح قسم كبير من القارة المذكورة قد خابت و كانت فرنسة نهبا. مقسما لغارات قبائل الشمال و انكلندا كانت كذلك لغارات الدانماركيين عليها. و كان القسيسون في كل بلد يعيثون فسادا, ولا يبالون مثقال ذرة بما نسميه مدنية. أما في إسبانيا فكانت بخلاف ذلك كانت مزدهرة بالعمران, و كانت حديقة تفوق الوصف في النتاج, و كان فيها تسع من أمهات المدن و ثلاثة ألاف مدينة متوسطة و عشرات الألوف من القرى و كان على شواطئ نهر الوادي الكبير-و حرفه الإسبانيون إلى كواد لكفير- فقط اثني عشر ألف قرية. و مع أن السير في ذلك الزمان لم يكن سريعا فقد قال المؤرخون كان السائر في بلاد إسبانية لا يسير مسافة يوم لإلا و يمر على ثلاث مدن, و أما القرى فكانت لا تنقطع تقريبا. و كانت على أحسن حال من العمران , و مديتة قرطبة قاعدة ملكهم كان عدد سكانها لا يقل عن مليون. و إشبيلية كانت في وقت من الأوقات تحوي خمسمائة ألف نفس. و مدينة ألمرية خمسمائة ألف أيضا, و كان في غرناطة أربعمائة و خمسة و عشرون ألفا, و في مالقة ثلاثمائة ألف و في بلنسية مائة و خمسة و عشرون ألفا, و في طليطلة مائتا ألف.

و يقدر مجموع سكانها بثلاثين مليونا, و زيادة السكان بهذا القدر العجيب هي في حد ذاتها دليل على الدرجة العالية التي وصل القوم إليها من المدنية. و قد علم بالإستقراء أن السكان إذا كانت صحتهم جيدة, و تدبير الصحة سائرا على أحسن حال فإن عددهم يضاعف في ربع قرن. و هذا يدلك على ما عمل المور (أي المغاربة) من الأعمال الجليلة, و يبين لك كيف أفسد الإسبانيون تلك الأعمال من بعد و نقضوها. و إذا علمت أن سكان إسبانيا في القرن العاشر بلغوا ثلاثين مليونا, و يجب أن يبلغوا الأن مئات الملايين, فاعلم أنه الأن لا يزيد على اثنين و عشرين مليونا. فرقم ثلاثين مليونا في القرن العاشر برهان ساطع على ما كان للمغربيين من العلم و الحكمة."

ص 41 - 42

ـ[هشام زليم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:23 م]ـ

"لكن علماء الفلك من المور كانت لهم ألات ذات دقة و إحكام مركبة على رؤوس المنائر. و لم يكن عندهم (تيلسكوب) طبعا, و إن كانوا هم الذين وضعوا أساس علم النور و المرئيات و روجر بيكن مدين لهم بأكثر مما يتصور المعجبون به من الكاثولكيين. و كانت عندهم عشرة أنواع من الإسطرلاب. و عدة الات أخرى عدا ما عندهم من الكرات الأرضية و السماوية و قد اكتشفوا أن "الصاعقة" و تسمى في غير إسبانيا من بلاد اوربا "النجم الثاقب" كتلة كثيفة تدخل جو الأرض, و لهم رأي صائب في ارتفاع الهواء و قلة كثافته. و وضعوا جداول لحركات النجوم ووضعوا أول استنبط مدقق لفصول السنة و أدركوا الشذوذ الواقع في مدار الأرض ووضعوا رقوما لتعاقب الاعتدالين.

و الكيمياء الأولى لفظ عربي و كذلك الجبر و هناك ألفاظ أخرى عربية تذكرنا بما للمحمديين علينا من فضل في الوجهة العلمية. لقد استنبط المور قواعد الكيمياء و لو أن مدنيتهم أبقي عليها و استمر تقدم ثقافتهم لكنا اليوم نعيش في عالم أعجب و ارقى مما نحن فيه. و العرب هم الذين اخترعوا البارود, لا أهل الصين كما يتوهم العامة- لست اعني أن اختراع البارود نعمة و إنما ذكرته اية على خصب عقول المور و أنه من ثمرات علومهم و هم أول من صنع البندقيات. و صنعت المدافع في غرناطة في القرن الثالث عشر. و لا شك أن الكيمياء القديمة هي الصورة الإبتدائية للكيمياء الحديثة. و لقد كان فيها ضياع عظيم للأوقات في تتبع الأوهام, و لكن من الواضح أن العلم لا بد أن يجتاز ذلك الطور قبل أن يصل إلى تحليل المركبات المادية و ردها إلى عناصرها الأولى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير