و لهم فضل عظيم في السبق إلى خدمة الطبيعيات لمهارتهم في الرياضيات و رسموا جداول للثقل النوعي- أو الجاذبية الأرضية. و قدروا تخمينا طبيعة الجاذبية الشعرية- نسبة إلى الشعرة لدقتها- و هم المخترعون الحقيقيون لبيت الإبرة- المسماة عند العامة بالبوصلة- و أما أهل الصين فإنما أوصلوا إلى العرب علم مناسبات الإلرة المغناطسية, و العرب هم الذين ركبوها في دائرتها و أتحفوا الملاح بهذه الألة التي لا ثمن لها عنده. و اخترعوا الساعة الكبيرة ذات (البندول) و العجلة. و أتقنوا الميزان و هم الذين أبدلونا الرقوم العربية " و الحقيقة أنها هندية " بالرقوم الرومية الثقيلة المتعبة. و هم االذين استنبطوا قواعد علم النور و المرئيات التي هذبها فيما بعد روجر بيكن. و وضعوا قواعد الكهرباء التي بنا عليها كربرت مباحثه. و حتى علم طبقات الأرض (جيولوجيا) قد اشتغلوا في أساسه. و وقفوا على السنة الكونية فب التفتت و درسوا طبيعة الصخور.
أما علم المعادن (مينورولوجي) فقد خدمه حكماء العرب في القرن العاشر. قال الدكتور "وودورد" في كتابه (هيستري أوف جيولوجي – تاريخ علم طبقات الأرض):" و من الذين ألفوا في المعادن و تركيبها الطبيب ابن سينا" " على حين كان المور هم قادة العلوم في الغرب" و قال الأستاذ فوربز في كتابه (ذي هيستري أوف أسترونومي – تاريخ علم الهيأة) " و ابن رزق الله من أهل طليطلة أضاف تحسينا عظيما إلى الجداول الشمسية" و قال الاستاذ ميال في كتابه (هيستري أوف بيولوجي – تاريخ علم الحياة) " عند الكلام في العلوم على وجه عام لقد تقدمت العلوم بسرعة تحت حكم الخلفاء" و قال سراد وارد ثورب في كتابه (ذي هيتري أوف كيمستري – تاريخ علم الكيمياء الجديدة) " لقد تقدم علم الكيمياء الجديدة تقدما معتبرا ". و الحقيقة أنك لا تجد البته علما من العلوم إلا و الفضل الأكبر فيه للمحمديين من اهل المغرب و أهل الاندلس. و أعظم من ذلك كله أن لهم الفضل علينا في إحياء العلوم و بث روحها و عزمهم العظيم على أن يجدوا قواعد صحاحا لسنن الطبيعة الحقيقية, و إن كانت منعت من التقدم بضعة قرون بسبب ضغط الكنيسة و لكن لم يمكن محوها من ذهن الإنسان.
و سجية الإنسانية الكاملة التي كانت متمكنة من المور حملتهم على ان يعنوا عناية خاصة بعلم الطب. و كان علم الكيمياء عندهم في أول الامر إنما هو علم إضافي لتكميل علم الطب أي علم العقاقير."
ص 89 - 92.
ـ[هشام زليم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:24 م]ـ
"ومن العجيب أن لا نجد إلا قليلا ممن يعرفون أن قرطبة كانت تضاهي في عظمة مجدها بابل و رومية و بغداد هذا مع أن عهدها ليس ببعيد. و قد بينت أن منظر قرطبة اليوم منظر محزن. و لا أريد اليوم بهذا النوح و العويل الدائم أن أهيج أو أحاول أن أهيج سخط الناس على الدين الذي ألهم الإسبانيين أن يبيدوا هذه المدينة العظيمة. و أنا أشد تأسفا و تحسرا على خسارة النوع البشري مني على جناية أولئك الجناة. لو أن الممالك النصرانية عمرت و ترقت بالعمل الصالح الذي عمله اليونان في الشرق و الروم في إيطاليا. و فرنسا و انكلند و شمال افريقية و بعمل هؤلاء المغربيين في طليطلة و إشبيلية و غرناطة. كيف كنا نكون اليوم؟ لو عمت أفكار قرطبة و علومها و تهذيبها جميع أوروبا لبلغت أوج المدنية و تقدم العلم فيها تقدما عظيما في القرن الثالث عشر و لكانت أميركا و سائر بقاع الأرض قد اكتشفت قبل تاريخ اكتشافها و استعمرت بحكمة و إتقان أكثر و أسبق مما وقع لها. و لكان النوع البشري بأسره اليوم متمتعا بثروة و رفاهية و رقي و حرية و سمو فكر مثلما سيكون حوالي سنة 2500 م."
ص 63.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:26 م]ـ
جزاك الله خيرا على تلك النقول القيمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 04 - 08, 01:52 ص]ـ
بارك الله فيكم
ونفع بکم
بالنسبة لعدد السكان
ذكر الكاتب
(و مديتة قرطبة قاعدة ملكهم كان عدد سكانها لا يقل عن مليون.)
نعم جاء في كتاب
(
و كانت قرطبة إذ ذاك أم المدائن، وقاعدة الأندلس، وقرارة الملك، وكان عدد شرطاتها
أربعة آلاف وثلاثة مائة، وكانت عدة الدور التي في القصر الكبير أربع مائة دار ونفيا وثلاثين،
وكانت عدة دور الرعايا والسواد بها، والواجب على أهل المبيت في السور، مائة ألف دار،
¥