تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و في القرن السابع عشر أسس الأندلسيون تستور, أهم مدينة أندلسية في وادي المجردة, و عمروها. و في سنة 1631م, قدر عددهم طوماس داركوس بحوالي 7.500 نسمة. و في سنة 1731م, اصبح عددهم, حسب خيمنيس, حوالي 4.000 نسمة, معظمهم أندلسيين, بماا فيهم عاملها الحاج أحمد أريسا. و كانوا لا زالوا يتكلمون اللغة العجمية (قطلانية غالبا و قشتالية كذلك).

و في سنة 1276ه (1859م) , كانت تدفع ضرائب تستور 177 غائلة فقط, ثلثهم أندلسيون. و اليوم, فعدد سكان تستور حوالي 10.000 نسمة, وهي تضيع بسرعة خواصها الأندلسية. و توجد بها حوالي 100 عائلة ذات أصول أندلسية محققة, أي حوالي عدة ألاف من الأشخاص, منها: برفينو و برتيلة و بلنسين Valenciano و بلانكو Blanco و بكيل و بومست و زبيس و الحورشي و رمتانة و كامش و كاشيمي و لكانتي Alicante و مركيكو و مورشكو Morisco و مدينة و ساكنة و هنديلي و هشيش و ماركو Marco و باتيس و الكوندي Conde و سريسو و فليبو Philipo, إلخ ...

و تمتاز الأسر الأندلسية في تستور كما في باقي المدن و القرى التونسية, بمستوى حضاري رفيع و باختفاضها على العادات الأندلسية في المأكل و المشرب. وقد هاجر منهم عدد كبير إلى العاصمة حيث انصهر مع باقي السكان وضاعت هويته الأندلسية. و من أبناء أندلسيي تستور المعاصرين السيد سليمان مصطفى زبيس, الكاتب التونسي المختص في الدراسات الأندلسية و العضو المراسل للمجمع الملكي للتاريخ بمجريط.

و من أهم مدن وادي المجردة طبرية, التي حافظت بعض الشيء على ثراتها الأندلسي في المسكن و المأكل و العادات. و بها كثير من العائلات الأندلسية منها من انقرض: بشكوال وكندوير و لوصانو و جيليشكة و مانس و ابن النجار, أو انتقل إلى العاصمة أو غيرها: برزون و الجورشي و الطبائري و الحداد أو (الزنايدي) , أو تغيير اسمه فضاعت هويته الأندلسية. ومن العائلات الباقية في طبرية: تينسة و مانية و البطيري و مندرانو و بيشالبي و فتوح و ابن عاشور و ابن رمضان و ابن براهم و كبير و الزين و ابن الحاج سالم و ابن عيسى ووحمة الأندلسي.

كان القرن التاسع عشر شاقا على المدن الأندلسية بسبب هجمات الأعراب التي قضت على الأمن و بالتالي على اقتصاد المدن و القرى. فانتشرت الأوبئة, وفر عدد كبير من الأهالي الأندلسيين إلى المدن الكبرى خاصة العاصمة, حيث تشتتوا و ضاعت هويتهم. فلم يبق من مؤسسي سليمان ال10.000 سوى 700, و هجر الجديدة و تفرق سكانها, و انهار المستوى الديمغرافي في كل قرى وادي المجردة و الوطن القبلي الأندلسية لدرجة مأساوية. و تابع الإستعمار الفرنسي سياسة تشتيت الأندلسيين و إدماجهم. و في سنة 1271ه (1855م) , قطع باي تونس الإمتياز الذي كانت تعطيه الدولة للأندلسيين بإلغاء منصب شيخ الأندلس في وقت تزامن مع هجمات الأعراب. فكان بذلك نهاية معاملتهم كمجموعة حضارية قائمة بنفسها.

و توجد اليوم أعداد مهمة من العائلات الأندلسية في كل مدن تونس الكبرى, كبنزرت و سوسة و منستير (حيث بيت قديرة الأندلسي) و صفاقس, خارج مناطقهجرتهم الأولى, وبقيت الأندلس ذكرى فقط و عادات يتوارثها الأبناء عن الأباء. ومن العائلات الأندلسية التي يمكن التعرف عليها في المدن التونسية المختلفة: كونكة Cuenca و مانوشو و الصوردو Sordo و مرياح و صندسد و كراندي Grande و حجاج و عمروسي و الوافي كعاك و السراج و كبادو و كبادي و كراباكا Caravaca و بسطي (نسبة إلى بسطة) و الريكلي و درمول و نوباينة Novaina و داوود و رحال و السباعي و ابن زكري و شبيل و حرميلو و الحشايشي و الشريف و الكاهية, إلخ .... "

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير