تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن أهم حدث صادمه في حياته أثناء تأديته لرسالة التعليم و نشر المعرفة بالجامعة النصرية بغرناطة في عهد ملوك بني الأحمر، هو تكالب مجموعة من الحساد و الطامعين في المناصب لأغراض دنيوية حيث انه أفتى في رجل سب الرسول صلى الله عليه وسلم بفتوى لم تعجب هؤلاء المتربصين المغرضين فألبوا عليه السلطان و العامة، فلم يغير من فتواه و استمسك برأيه و لم يتنازل قيد أنملة عما رآه الحق، فتقرر نفيه بعد قضائه لاثني عشرة سنة في التدريس و الفتيا معززا مكرما، ظل يؤدي فيها رسالته العلمية و ينشر الدعوة، ويقوم بالوعظ و الارشاد، و كان ذلك سنة 765 هـ، فعاد الى موطنه الجزائر ليختار الاقامة في تلمسان مواصلا مسيرة التعليم و نشر المعرفة حتى وفاته رحمه الله.

و قد ذكر هذه المحنة بالتفصيل صديقه ابن الخطيب في الاحاطة، مع العلم أن هذا الأخير ذكر انه ظلم في هذه المحنة، و قد شهد انه على الحق كما اعترف بأنه استفاد منه و من علمه كثيرا، و انه طلب منه ان يجيزه بما لديه من مرويات و كتب، فكتب له مترجمنا اجازة جاء في آخرها: " ... في رابطة العقاب في [كذا]، أجزت صاحبنا الفقيه المعظم، أبا عبد الله بن الخطيب وأولاده الثلاثة عبد الله، ومحمداً، وعلياً، أسعدهم الله، جميع ما يجوز لي وعني روايته، و كتب الشيخ الأستاذ أبو علي منصور بن علي الزواوي".أ. هـ.

وفاته:

يذكر مترجموه انه بعد عودته من أداء فريضة الحج و زيارة البقاع المقدسة في سنة 770 هـ، توفي بعدها بقليل في مدينة تلمسان و دفن بها- رحمه الله رحمة واسعة-.

اقوال العلماء و معاصريه فيه:

يقول عنه ابن الخطيب في كتابه " الاحاطة في اخبار غرناطة ج 1 ص 458 ": هذا الرجل طرف في الخير والسلامة، وحسن العهد، والصون والطهارة والعفة، قليل التصنع، مؤثرر للاقتصاد، منقبض عن الناس، مكفوف اللسان واليد، مشتغل بشأنه، عاكف على ما يعنيه، مستقيم الظاهر، ساذج الباطن، منصف في المذاكرة، موجب لحق الخصم، حريص على الإفادة والاستفادة، مثار على تعلم العلم وتعليمه غير أنف عن حمله عمن دونهن جملة من جمل السذاجة والرجولة وحسن المعاملة، صدر من صدور الطلبة، له مشاركة حسنة في كثير من العلوم العقلية والنقلة، واطلاع تقييد، ونظر في الأصول والمنطق وعلم الكلام، ودعوى في الحساب والهندسة والآلات. يكتب الشعر فلا يعدو الإجادة والسداد.

قدم الأندلس في عام ثلاثة وخمسين وسبعماية، فلقى رحباً، وعرف قدره، فتقدم مقرئا بالمدرسة تحت جراية نبيهة، وحلق للناس متكلماً على الفروع الفقهية والتفسير. وتصدر للفتيا، وحضر بالدار السلطانية مع مثله. جربت وصحبته، فبلوت منه ديناً ونصفة، وحسن عشرة."

يقول عنه تلميذه الشيخ يحي السراج في فهرسته كتاب البستان: " شيخنا الفقيه الجليل المقرئ المدرس الأصولي النحوي، أبو علي منصور كان شيخا فاضلا فقيها نظارا معدودا في أهل الشورى، له مشاركة في كثير من العلوم العقلية و النقلية و اطلاع و تقييد و نظر في الأصول و المنطق و علم الكلام حريصا على الافادة و الاستفادة مثابرا على تعلم العلم و تعليمه، و عنه أخذ الامام ابو الحسن الشاطبي المتوفي سنة 790 هـ "

يكفي مترجمنا فخرا ان يكون الامام الشاطبي صاحب الكتاب الشهير " الإعتصام و الموافقات " من تلاميذه.

آثاره:

مع الأسف الشديد لم تذكر كتب التراجم أي أثر لهذا العالم المشارك،رغم أن الونشريسي في موسوعته المعيار المعرب قد أحتفظ لنا ببعضا من فتاويه، التي تدل على سعة علمه، و كثره اطلاعه و حسن استباطاته، كما ان بعض كتب التراجم قد أحتفظت لنا بنماذج من نثره و شعره، و هي تبين عن مدى تمكنه في علوم اللغة و بيانها، و بلاغته و فصاحته، و منها البيان الذي نقله لنا لسان الدين بن الخطيب في الاحاطة، و من أشعاره:

لما رأيناك بعد الشيب يا رجل ... لا تستقيم وأمر النفس تمتثل

زدنا يقينا بما كنا نصدقه ... عند المشيب يشب الحرص والأمل

و قوله ايضا:

يحييك عن بعض المنازل صاحب ... صديق غدت تهدى إليك رسائله

مقدمة حفظ الوداد وسيلة ... ولا ود إلا أن تصح وسائله

يسايل عنك الدارين ولم يكن ... تغيب لبعد الدار عنك مسائله

المصادر و المراجع:

- لسان الدين الخطيب - " الإحاطة في أخبار غرناطة ".

- ابن مريم – " البستان في ذكر العلماء و الأولياء بتلمسان".

- مجلة الثقافة الجزائرية العدد 107/ 108، مارس / أفريل 1995 م. السنة العشرون.

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[27 - 05 - 08, 11:14 م]ـ

بارك الله فيك اخي ابامريم، ليت عرفت بعلماء بلادنا المتقدمين طبقة ابن ابي زيد القيرواني وتلاميذه رحمهم الله

ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 10:40 م]ـ

أحسن الله إليك أبا مريم،،،

ورحم الله علماءنا المتقدمين منهم والمتأخرين،،،

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[21 - 07 - 09, 11:24 م]ـ

للرفع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير