تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكتاب الذى بين يدينا الآن يجيب على تساؤلاتنا، إذ يحدثنا عن عروس غرناطية استوقفتها مجموعة جنود إسبان مسيحيين وهى فى طريقها لكى تزف إلى زوجها الفارس المسلم فى المغرب. وقد تحلى القائد المسيحى بشيم الفرسان وأفرج عن العروس التى واصلت طريقها. اعتبارا من ذلك التاريخ نشأت علاقة ودية بين فارسين نبيلين، أحدهما مسيحى إسبانى، والآخر مسلم غرناطى كان قد هاجر لتوه إلى المغرب.

أما الفارس المسيحى فهو السيد إنييغو لوبيث دى ميندوثا، ماركيز مونديخار وكونت تينديا، والمسلم الغرناطى هو أبوالحسن على المنظرى، قائد قلعة بينيار الغرناطية الذى أسس أو أعاد تأسيس مدينة تطوان المغربية، والفتاة التى ظهرت فى القصة الموريسكية إذن هى النموذج الأدبى لفاطمة خطيبة على المنظرى.

*******

فى السطور التالية نعرض بإيجاز شديد مضمون فصول الكتاب. الفصل الأول يتناول جغرافية تطوان وما حولها، وهى الساحة التى ستجرى عليها الأحداث بعد وصول الموريسكيين المطرودين من إسبانيا أو قبيل سقوط غرناطة. يتوقف المؤلف كذلك عند الفترة السابقة على وصول الأندلسيين. ويتحدث الفصل الثانى عن تاريخ غرناطة فى الفترة التى سبقت سقوطها مباشرة حتى يتعرف القارئ على المنظرى الذى كان أحد قواد جيش أبى عبد الله الصغير، ويخلص المؤلف إلى القول بأن المنظرى قد رحل عن إسبانيا قبل سبتمبر عام 1485. يتحدث المؤلف كذلك عن عائلة المنظرى استنادا إلى مصادر إسبانية وبرتغالية، بالإضافة إلى مؤرخين عرب مثل لسان الدين بن الخطيب والمقرى صاحب "نفح الطيب".

ا لفصل الثالث يحدثنا عن خطيبة المنظرى الغرناطية-وهى فاطمة ابنة بن كماشة وقريبة الملك أبى عبد الله الصغير- التى تعرضت للأسر وهى تعبر نهر شنيل ولم يكن برفقتها سوى بعض الخدم. فور علم المسلمين الغرناطيين بما حدث أطلقوا سراح فارس مسيحى لكى يبلغ كونت تينديا استعداد ملك غرناطة لدفع فدية مقابل إطلاق سراح العروس. إزاء هذا الاهتمام يطلق القائد المسيحى سراح العروس دون فدية، وهى بادرة كان لها صدى كبير فيما بعد. يتحدث الفصل الثالث كذلك عن زوجة أخرى للمنظرى، مغربية هذه المرة، وهى ست الحرة ابنة على بن راشد - صاحب السلطان الفعلى على المنطقة الغربية من شمال المغرب آنذاك- التى سيكون لها شأن عظيم فى تاريخ تطوان.

الفصل الرابع يحدثنا عن النشاط الجهادى للمنظرى –استنادا إلى مصادر برتغالية- ضد البرتغال وإسبانيا برا وبحرا، ويخصص المؤلف جانبا من الفصل للحديث عن القرصنة (من وجهة نظر المؤرخين الإسبان) أو الجهاد البحرى (من وجهة نظر المؤرخين العرب) (3)، وكيف أن فك أسر المسيحيين الإسبان كان يكلف الدولة الإسبانية مبالغ طائلة كانت تدخل فى خزانة أصحاب السلطة فى المغرب.

الفصل الخامس يتناول إدارة المنظرى لشئون تطوان بعد إعادة تأسيسها، وكيف أن بن راشد –والد ست الحرة (4) *- ساعده فى ذلك. يذكر المؤلف أن المنظرى ظل يحكم المدينة دون منازع حتى تقدم فى العمر وفقد بصره. يتحدث المؤلف عن يأس كل من المنظرى وبن راشد فى الحصول على الاستقلال المطلق عن فاس، ويقول إن هذا أدى إلى إجرائهما محادثات مع البرتغاليين بهدف توفير سفن تسمح لهما ولعائلتيهما بالرحيل إلى تونس وتسليم مدينة تطوان للبرتغاليين. يقول المؤلف إن لديه وثائق تثبت ما يقول، لكننا لا نملك سوى إبداء التحفظ إزاء ما يذكره، فهو لا يعرض وثيقة وقعها المنظرى أو بن راشد، ثم إننا لا نطمئن كثيرا لكتابات المؤرخين الأوروبيين فى ذلك العصر (انظر على سبيل المثال حديثهم عن الذهب الكثير الموجود فى المغرب والعصا السحرية التى تدل على مكانه)

الفصل السادس يتحدث عن العلاقة بين القادة فى شمال المغرب وإسبانيا. يعرض المؤلف وثيقة عبارة عن محضر شرعى قام بمقتضاه أشخاص رسميون إسبان مسيحيون بتنفيذ حكم الإعدام فى مواطنين مسيحيين إسبان مقيمين فى مدينة ترغة. يرى المؤلف أن قيام رسميين مسيحيين بتنفيذ حكم الإعدام فى بلد مسلم لم يكن ممكنا دون اتفاق مسبق بين السلطات فى إسبانيا والمغرب. يتحدث كذلك عن وجود اتصالات بين ثافرا وبن راشد، وبين كونت تنديا والمنظرى. يعرض رسائل متبادلة بين أولئك القادة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير