كما شارك فيها أعلام امتلأ إهابهم إيمانا ورصانة منهم: أحمد الحَوْفِيّ، والخَضِر حُسَيْن، ومحمد تقي الدين الهلالي، والعقاد، وعبد المتعال الصعيدي، وعبد الفتاح بَدوي، وعبد العزيز محمد الزكي، ومصطفى عبد الرَّازِق، والدكتور محمد حسين هَيْكَل.
وهُنَاك كُتَّابٌ كانت لهم مواقف إلى جانب الحق بالرغم مما شاب بعض مواقفهم، أمثال: زكي مبارك الذي وقف إلى جانب اللغة العربية ... " (3).
ولقد اهتم الأستاذ أنور الجندي برصد تلكم المعارك في مؤلَّفَيْن حَافِلَيْن عُدَّا مصدرًا أساسيَّا في هذا المجال، الأول خَصَّه بالمعارك المتعلقة بالشِّعْرِ والنَّثْرِ، وذلك في كتابه: "المعارك الأدبية في مصر منذ 1914 – 1939م" (4)، وخَصَّ الثاني بما يتعلق بالفكر والتاريخ والحضارة (أو لِنَقُل: بما عدا الشعر والنثر من معارك)، وذلك في كتاب: "المُسَاجَلات والمَعارك الأدبية في مَجَال الفِكْرِ والتَّارِيْخِ والحَضَارَة".
يغطي كتاب "المُسَاجَلات والمَعارك الأدبية ... " زمنيا النصف الأول من القرن العشرين (تقريبا) (العقد الثالث إلى الثامن من القرن 14 هـ) (5)، ويعالج موضوعه من خلال سبعة أبواب: ثناولت على الترتيب: معارك اللغة العربية، معارك الأدب العربي، معارك التاريخ الإسلامي، معارك الأمة العربية، معارك التراجم، معارك الفكر والحضارة، معارك القِصَّة.
** تناول في الباب الأول: (معارك اللغة العربية) (6) المعارك في ثمانية ميادين:
- الأول: في مناقشة كتاب " البلاغة العصرية واللغة العربية " لسلامة موسى (الصادر سنة 1945م)، والذي تضمن الدعوة إلى إلغاء كلمات "الحَرَم" و"العِرْض" من اللغة والدعوة إلى إدخال الكلمات الأعجمية دون قَيْد، وإلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية. وأثبت فيه رد: د. أحمد الحوفي، والعقاد.
- الثاني: في الرد على سلامة موسى الذي نشر مقالا (في جريدة البلاغ 30/ 12 / 1934م) بعنوان "اللغة لخدمتنا ولسنا نحن لخدمتها"، دعا فيه لعدم التقيد بقواعد اللغة "فإن كثيرا من قواعد اللغة يمكن تنقيحه والاستغناء عنه من الآن" – كما قال. وفيه رد: زكي مبارك حيث رَدَّ فيه على هذا المفهوم وتطرق إلى ما ذكره سلامة موسى في شأن ذاتية الأدب على إطلاقها. ثم أورد رد سلامة موسى على زكي مبارك، وتعقيب زكي مبارك عليه.
- الثالث: في الرد على الدعوة التي أذاعها عبد العزيز فهمي سنة 1944م لكتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية مهاجما العربية ونحوها وكتابتها. وفيه رد: محب الدين الخطيب، وأحمد محمد شاكر، وأسعد طلس
- الرابع: في الرد على دعوة جميل صدقي الزهاوي (في مقاله في جريدة المؤيد 9/ 8 / 1910م) أن تكون اللغة المَحَلِّيَّة (العامية) هي لغة الكتابة. وفيه رد: علي يوسف (صاحب المؤيد)، ومحمد رشيد رضا، ومحمد فريد وجدي.
- الخامس: في الرد على طه حسين (فيما نشر في صحيفة الجمهورية 1956) في دعوته إلى كتابة اللغة العربية كما يُنْطَقُ بها. وفيه رد: العقاد.
- السادس: في الرد على أحمد لطفي السيد (فيما نشر في جريدة الجريدة في عدة مقالات سنة 1912م) في دعوته إلى تقريب الفصحى من العامية وتقريب العامية من الفصحى. ورَدّ: مصطفى صادق الرافعي
- السابع: في الرد على ما ورد في كتاب صدر متضمنا مقررات "المؤتمر الأول للمجامع اللغوية" في دمشق سنة 1956م، كشف – كما يقول أنور الجندي – عن خطة خطيرة في مواجهة اللغة العربية وتتجه نحو القضاء على الفصحى وفصلها عن التراث. وفيه رَدّ: محمد محمد حسين.
- الثامن: في الرد على تقرير مجمع اللغة العربية (المصري) الذي نشره سنة 1947 بعنوان: "موقف العامية من اللغة العربية الفصحى"، وتضمن – كما يقول الأستاذ الجندي – تُهَمًا موجهة إلى الفصحى أهمها أنها فَقَدَت كثيرا من المرونة الضرورية لتطور اللغات. ورَدّ: محب الدين الخطيب.
** وتناول البابُ الثاني: (معارك الأدب العربي) (7) اثني عشر مساجلة ومعركة، أبرزها:
- الرد على نظرية الإقليمية في الأدب العربي التي ظهرت في كتابات د. أحمد ضيف ثم أمين الخولي، وفيه يزعم أن الأدب العربي كان إقليميا اختلف من إقليم إلى إقليم، وهو لا يزال كذلك، وأنه يجب أن يبقى إقليميا يساير خصائص كل إقليم من الأقاليم. فيه رَدّ: ساطع الحصري
¥