وطالب العلم معفى من الإنفاق ... وشيخنا يزيده من الأنفاق
ما يشتري به مطالب الحياة ... من اللباس والكتب والأدوات
إنفاقه في اليوم يفوق كل تقدير ... عناية الله تعم أهل الخير
يتبع
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 08, 07:18 م]ـ
أرجو من المشرف - إن أمكن - أن يجعل العنوان: "ترجمة وافية عن حياة الشيخ محمد بلكبير رحمه الله"
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 08, 07:28 م]ـ
نشاطاته وأعماله الإصلاحية:
مما لا شك فيه أن الله قد خلق الإنس والجن لعبادته، وحسن طاعته بدليل قوله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون". وهو الأمر الذي جعل الإنسان بصفته سيدا للمخلوقات، مسخر العبادة لخالقه، سواء بتأدية الواجبات، والامتثال للأوامر والنواهي الإلهية، أوعن طريق العمل من أجل فائدة المجتمع والإنسانية. أي بمعنى آخر الإسهام الايجابي في المجتمع بواسطة ما يقدمه هذا الفرد من نتاج مادي أو فكري أو عملي لمجتمعه الذي يعيش فيه.
وعليه سوف نتناول في هذا الفصل تلك النشطات والأعمال والإصلاحات التي قدمها الشيخ محمد بلكبير للمجتمع التواتي بشكل خاص وللمجتمع الجزائري بشكل عام.
مساهمته في الجزائر ما قبل الاستقلال:
أ- بناء المسجد الكبير:
عاد الشيخ محمد بلكبير إلى مسقط رأسه بودة، قافلا من مدينة تيميمون بعد حادثة غلق المدرسة التي تناولاها سابقا وذلك سنة 1948م ومن ثمة واصل من قلب بيته مسيرته الجهادية ضد الجهل والتخلف رفقة أتباعه من رواد العلم والمعرفة، وبعد سنتين من ذلك تحديدا سنة 1950م اِنتبه له بعض المحسنين من أعيان مدينة أدرار، وفكروا في بعث مدرسته من جديد، وهذه المرة في قلب الإقليم التواتي "أدرار".
ويتحقق الحلم، وتنتقل الجماعة لاستشارة شيخه أحمد ديدي بتمنطيط في أمر تنقله إلى مدينة أدرار، وتتم الموافقة بينهم أخيرا لينتقل الشيخ إلى تلك المدينة، ويؤسس بها مدرسة قرءانية في المنطقة والتي سيكون لها بعدا تاريخيا ومعرفيا مجيدا وذلك سنة 1950م.
ومن المعروف خلال هذه الفترة أنه قد خضع إنشاء المساجد إلى رقابة كبيرة من طرف السلطات الاستدمارية الفرنسية، نظرا لأهميتها في بعث روح الثروة والجهاد ضد الفرنسيين.
وقد ارتبط المسجد منذ إنشائه بالزاوية حيث كان مركزا حيويا بالقصر كما هو الشأن بالمدينة الإسلامية، حيث يعتبر مدرسة تدرس بها العلوم الدينية والدنيوية، ويعتبر أيضا جزءًا من الزاوية التي تهتم بالشؤون التنظيمية والاجتماعية بالنسبة لسكان القصر.
وهو الأمر الذي جعل مسجد محمد بلكبير بعاصمة الولاية أدرار من أعظم المساجد والمعالم التي أسست بتوات؛ حيث كان المسجد الكبير بأدرار يقع بالقرب من قصبة القائد، وهو بذلك يأخذ موقعا استراتيجيا.
وقد عمل الشيخ محمد بلكبير مؤسس الزاوية التي يعتبر المسجد الجزء المهم منها على تطويرها، وما هي إلا فترة زمنية قصيرة حتى أصبحت الزاوية ذات تأثير قوي، وتعدى بعدها حدود المنطقة والوطن، وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ تولى الخطابة والإمامة، وتعليم القرءان الكريم، وكان السيد الحاج عبد القادر والحاج سالم بن إبراهيم من أوائل الطلبة الذين افتتحت بهم مدرسة أدرار الجديدة، وهم من الطلبة القدماء.
وابتدأ الشيخ مرحلة جديدة من حياته في عالم تحفه المخاطر والصعوبات معتمدا على الواحد القهار، لا يملك ضياعا ولا بساتين ولا أموالا ولا شيء، إنما كان يملك الثقة بالله والتوكل عليه، والأنس به، فأمده الله بالمال والبنين، وحفظه من شر وكيد حساده وأعدائه لا سيما وأن البداية كانت في وقت الاستدمار الفرنسي، لكن عناية الله كانت أقوىوأقدر.
وإذا العناية لحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان
ومن الأعيان الذين كان لهم الفضل في إنشاء المسجد الكبير ومدرسة الشيخ محمد بلكبير بأدرار نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر: محمد أقاسم والحاج كبويا ومولاي المهدي.
وفي إنشاء مدرسة الشيخ محمد بلكبير بأدرار يقول الشيخ أحمد بن عبد القادر الطلحاوي:
وهكذا انتقل الشيخ لأدرار ... وفتح المدرسة دونما انتظار
وقدم الطلاب من كل الجهات ... وخاصة من تيميمون وتوات
بـ- موقفه إلى جانب المجاهدين:
¥