تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان الشيخ يعمل على نصرة المجاهدين وزرع روح الثقة والنصر والثبات ويحثهم على الصبر وتحمل المشاق والصعاب، كما كان يطعم موفدهم، بل إن جميع المجاهدين الذين كانوا يقدمون إلى أدرار كان بيته مأوى لهم، وهم ضيوف عنده طوال مدة إقامتهم بالولاية، وقد كان أغلبية الوافدين من الولايتين السادسة والخامسة، ليس هذا فحسب بل إن الشيخ كان عضوا في المجلس الشوري للمجاهدين.

ومن المجاهدين الذين قدموا إليه "الشريف بن مسعدية" رحمه الله و"الدراية أحمد"، وكان تنظيم الشيخ مقتصرا على منطقة الجنوب القائمة على الحدود التي كانت قيادتها في مالي.

ومن أبرز المناضلين آنذاك في مدينة أدرار نجد: "مولاي الطيب"!؟ هذا الرجل الذي أعان المجاهدين بأمواله ونفسه، كان صاحب فضل ومزايا كبيرة رحمه الله، ومن المجاهدين أيضا الحاج "أحمد أقاسم، الحاج أحمد كبويا، الحاج قريدة والحاج الشيخ بن عامر السويسي".

ونذكر هنا أن الحاج "أحمد أقاسم" كان له دور كبير في المنطقة، حيث كان يدفع الاشتراك – ضرائب على الرقاب - عن المسلمين ويحميهم، كما كان معينا لذوي الحاجة منهم وهذا إلى جانب مولاي الطيب.

وكان الشيخ محمد بلكبير يربي في مدرسته الأجيال الصاعدة، تلك الأجيال التي تؤثر الموت على الحياة، بل وتحمل راية الإسلام والعروبة ضاربة بعرض الحائط ثقافة الفرنسيين ولغتهم. ومن ثمة فهؤلاء كانوا يحملون لغة القرءان ودين القرءان، وثقافة القرءان التي حاول الشيخ وعلى مدى سنوات أن يغذي بها طلبته.

وكذلك لا يمكننا إهمال الدور الذي لعبه الشيخ في تغذية المجاهدين بالعلم والحكمة والصبر وكان دوما كريما معهم فيما يحتاجونه. كما كان الشيخ يعمل على عدم إعطاء الفرصة لغلق المدرسة الدينية من طرف المستدمر الفرنسي.

وفي الحقيقة لم يكن يداهن ولا يماري معهم، بل كان رجلا صادقا مع الله صلبا في دينه، يحمل شجاعة الأبطال من الرجال، فهو يرى نفسه في ميدان حرب مع أعداء شتى، ولا بد من سلاح نافذ قادر على تحطيم قوى أعدائه، فكان سلاحه تقوى الله عز وجل مصداقا لقوله تعالى: "ومن يتقِ الله يجعلم خرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمرَه، قدجعل الله لكل شيء قدرا"

ومن هنا فقد قيض الله له "الشرطي" الهاشمي دينار الذي كان يأتيه بالأخبار ويرد عنه كيد المستعمر، ويحميه ويحمي المدرسة من التفتيش والغلق، ومع ذلك فقد قامت السلطات الاستعمارية باعتقال الشيخ في إحدى المرات، وأُجري له استنطاق إلا أنه أطلق سراحه بعد تجمع الأهالي حول الثكنة العسكرية التي كان يستجوب فيها.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 08, 01:27 م]ـ

مساهمته في الجزائر المستقلة:

بعد سنة 1962م تمكن الشيخ من توسيع نضاله ومواصلة جهاده، حيث لم يخلد للراحة كغيره من المجاهدين، ولم يبحث عن المناصب في جهاز الدولة، بل كان يرى أن الجهاد متواصلا مادام على ظهر البسيطة، وأنه قد خرج من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، وبذلك اتسع نطاق المدرسة وزاد عدد الطلاب وتعدد المعلمون والمدرسون، وكثرت المرافق والمراقد والمحاضر، وأنشأت بيوت خاصة للضيوف حتى علا شأن المدرسة بين الخاص والعام وغدا من كان مصدر أذية له بالأمس القريب من المبادرين الأوائل في محبته والذود عنه.

ونحن عندما نتحدث عن مدرسة الشيخ نتحدث عن بيت زاره الرؤساء والأمراء والوزراء، وغيرهم من الحكام وأرباب المال والأعمال، وحتى السياسيون ورؤساء الأحزاب وساسة البلاد، بل وتوافد الناس إليه من كل حدب وصوب لكلٍّ غرضه ونيته فينزل كلاً بمنزلته ومكانته.

وهنا لابد من التأكيد على أنه كان للفقراء والمساكين مكانة خاصة في قلب الشيخ.

أ-الشيخ وطلبة العلم:

قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور" الآية 28 من سورةفاطر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير