تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهؤلاء هم المسلمون المثقفون الأوائل من صميم أبناء فولدو، ومنهم دبت روح الدين الإسلامي في فولادو كاسماس.

وبعد أن تم الأمر للفلانيين في فولدو وغدا الحكم لهم، وانتشر الإسلام وصار دين الحكام، وهدأت الأمور واستتب الأمن، سَما عزم الطبقة الثانية إلى العلم والفهم، فبعد تلقيهم لِمباديء قليلة سافرت مجموعة منهم إلى المناطق الغربية من السنغال للازدياد من العلم، منهم الشيخ الحاج عَالِي تِيَامْ والشيخ يحي قَانُو والشيخ يَحْيَى امْبَالُو وسَعيد جَاوُو وعبد الوهاب سَيْدِي وغيرهم.

وهذه الطبقة الثانية رغم قلة ما حصلت عليه من علم فقد لعبت دورا نشطا جدا في مسرح الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية في المنطقة.

وبعد رجوع هذه الطبقة وجدت زملاء لَها قد درسوا محليا ولديهم حصيلة من العلم أقل منهم نسبيا ولكنهم شديدو الإخلاص للعقيدة الإسلامية والاستعداد لخدمته، فعملوا معا في نشر الثقافة الإسلامية، في أبناء جنسهم وقد تأسس على يد هؤلاء ركن مكين ومتين للثقافة الإسلامية وحضارتها وفكرها وفقه الشريعة الإسلامية في المنطقة.

الإسلام فى كاسماس فى الفترة مابين [1900 و 1960]

لم يستهل القرن العشرون إلا والإسلام هو الديانة الأكثر انتشارا في المنطقة، وإن بقي هناك تواجد لأقلية وثنية ومسيحية، وهي أقلية كبيرة بالنسبة لعددهم في المناطق الشمالية.

وقد واصل الدعاة والشيوخ جهودهم في نشر الإسلام وبث تعاليمه في ربوع الوثنيين رغم كثرة البعثات التبشيرية التي تضادهم وتواجههم، وتعمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات، تحت حضانة الاستعمار الفرنسي ورعايته، ومع ذلك لم يزل الإسلام يسجل نقاطا لايستهان بها، في التقدم وزيادة الانتشار يوما بعد يوم، حتى دخل فيه معظم القبائل الْجُولاَوِيَّةِ فِي "فُوچِى" وَ"بُولُوفْ" و"كَالُونَايْ" ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn2)) فأصبح نسبة المسلمين فيهم تربو على تسعين بالمائة، وبقيت جُولاَوِيُّو كَاسَ - معظمهم - على العقائد الوثنية، واعتنق بعضهم المسيحية ولم يزل المسلمون فيهم قلة.

ويلاحظ على هذه الفترة أنه انضم فيها إلى فريق حملة العلم ورواد الثقافة والدعوة الإسلامية،مجموعتان من أهل العلم، هاجروا من مواطنهم الأصلية واستوطنوا المنطقة لنشر الدعوة الإسلامية، ومعظمهم من الشرفاء - هاجروا من بلاد شنقيط- أو من الْجَاخَنْكِيِّينَ، وكان من أعظمهم فيها أثرا الشريف سيدي أحمد حيدر [1860 - 1941م]. مؤسس قرية "سيبيكوروتو" والشريف يونس حيدر نزيل قرية "بَانْغِيرْ" المشهورة. وهو جد الأستاذ علي حيدر إمام وخطيب الجامع الكبير بِمدينة زغنشور.

والشيخ الشريف مَحفوظ حيدر بانِي قرية دار السلام في الْحدود السنغالية الغامبية.

والْمجموعة الثانية هي مَجموعة "جَاخَنْكَ" ولهم أثر كبير في نشر العلم في المنطقة، ومن أبرزهم دورا في محال الدعوة:

الشيخ فُودِيبَا الشاعر نزيل قرية "نِيَانْدَنْكِي" بِبَاكَاوْ والشيخ محمد السنوسي سُواري نزيل قرية سُمْبُونْدُو فِي بَاَكاوْ،والشيخ كَرَنْ مَادبا جابى نزيل قرية كَنْجَالُونْ فِي فُوچِى، والشيخ الحاج محمد فودي جابي نزيل قرية مرساس، ومؤسس قرية تسليم المشهورة وكل هؤلاء الأربع هاجرو من مدينة طوبَى في فوتَ جَالُونْ لكنهم من أصول بُونْدُوِيَّة [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn3).

وللشيخ محمد فودي من بينهم إنجازات كبيرة من ناحية الإنتاج العلمي حيث ألف من الكتب ما يربو على ثلاثين كتابا في مختلف الفنون، وقد طبع له ولابنه الحاج سيديَّ جابي كتب كثيرة.

وقد هاجر الشيخ محمد فودي من مدينة فوتا طوبى - الواقعة في غرب غينيا كناكري - في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي بعد أن أنْهى دراساته العليا في مسقط رأسه [مدينة طوبى] واستوطن قرية مَرْسَاسُومْ حيث أسس محضرته التي كانت تعد من أهم محاضر منطقة كاسماس من حيث المادة العلمية، وقد نقل المحضرة من مَرْسَاسُومْ إلى قريته الجديدة التي أسسها وسماها بتَسْلِيمَ في " سُونْكُودُو" والشيخ محمد فودي معروف من حيث سعة علمه وتنوع ثقافته اللغوية والشرعية ومؤلفاته خير دليل على ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير