تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعل أبرز مايبطل دعوى اعتناق أمراء مكة الأشراف المذهب الشيعي الزيدي، هو التساؤل التالي: كيف لم يتمكن أمراء الأشراف من إقناع أهالي مكة وما حولها بمذهبهم وهم أمراؤهم،وفي الأثر (الناس على دين ملوكهم)؟!!، والجواب واضح وجلي لأن الأمراء الأشراف أنفسهم ليست لديهم القناعة العقدية (الاعتقادية) الكافية بهذا المذهب، إنما كان (لبوساً سياسياً)، يحقق لهم مصالح سياسية واقتصادية ملحة،وجسر عبور لتصل إليهم أعطيات حكام اليمن الشيعة والحصول على دعمهم ومساندتهم، أو اتقاء شرهم وخشية امتداد نفوذهم. بينما بقي أهل مكة وما حولها من المدن والقرى بعامتهم ووجهائهم وعلمائهم وقضاتهم ومؤرخيهم على مذهب أهل السنة من (شوافع وأحناف ومالكية وحنابلة).

والنصوص التاريخية التالية خير شاهد:

ينقل السباعي عن أبي المحاسن في النجوم الزاهرة: "إلا أن الأذان بحي على خير العمل ظل على أمره عام462هـ" 1069م تقريباً" في مكة متابعة للمذهب الشيعي فانتدب العباسيون الشريف أبا طالب لإقناعه فناظره أبوهاشم طويلاً إلى أن قال له هذا أذان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال له أبو طالب: إن ذلك لم يصح عنه وإنما فعله عبدالله بن عمر في بعض أسفاره فما أنت وابن عمر؟ فأسقطه أبو هاشم من الأذان" [1].

ويذكر الرحالة المغربي القاسم بن يوسف السبتي التجيبي المتوفى عام 730هـ" 1329م تقريباً"،في رحلته المسماة: (مستفاد الرحلة والاغتراب) الذي وصل مكة عام 696هـ أن الشريف أبوسعد الحسن بن علي بن قتادة صاحب مكة وينبع، {سني المذهب}، وهو مالم يشر إليه أحد من المؤرخين كالفاسي مثلاً [2].

" فدخل السيد عطيفة عند وصول المرسوم الكريم، وأخرج إمام الزيدية إخراجاً عنيفاً، ونادى بالعدل في البلاد، وحصل بذلك سرور عظيم للمسلمين" [3].

ويشير الفاسي بوضوح إلى سنية وشافعية الشريف عجلان بن رميثة بن أبي نمي الذي تولى إمارة مكة عام 745هـ" 1344م تقريباً"، بل وثنائه على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وحين حضره الموت أوصى قاضي مكة أبا الفضل النويري، بأن يتولى غُسْلَه والصلاة عليه مع فقهاء السنة [4].

خاصة إذا علمنا أن زيدية ذلك الوقت تلعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وتكفره تكفيراً صريحاً والعياذ بالله؛ و هو الذي نص عليه عبدالله بن حمزة في " المجموع المنصوري" [5].

" ... في ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة من سنة ست وأربعين وسبعمائة-بعد المغرب منها- "1345م تقريباً" دُعي للشريف عجلان على زمزم، وقُطِعَ دعاء والده رميثة. ومات يوم الجمعة الثامن من ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكة، وطيف به وقت صلاة الجمعة، والخطيب على المنبر، قبل أن يفتتح الخطبة، وسكت الخطيب حتى فرغوا من الطواف به. وكان ابنه عجلان يطوف معه، وجعله في مقام إبراهيم وتقدم أبو القاسم بن الشقيف الزيدي للصلاة عليه، فمنعه من ذلك قاضي مكة شهاب الدين الطبري، وصلى عليه بحضرة عجلان، ولم يقل شيئاً، ودفن بالمعلاة عند القبر الذي يقال إنه قبر خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ..... ". [6]

17 - تاريخ مكة،ص203.

18 - عواطف نواب: الرحلات المغربية والأندلسية، ص159.

19 - النجم عمر بن فهد: إتحاف الورى،ج3،ص182 - 184، والعز عبدالعزيز بن فهد:غاية المرام، ج2،ص118.

20 - انظر: ترجمة الشريف عجلان بالعقد الثمين،رقم 1918،ج5،ص197.

21 - المجموع المنصوري: لعبدالله بن حمزة، (كتاب: العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين)،ورد اللعن والتكفير الصريح في عدد من المواضع، خاصة تحت عنواني (حكم المخالفين لأمير المؤمنين، وحكم معاوية وأتباعه) في الجزء الأول والثاني.

22 - العز عبدالعزيز بن فهد:غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، تحقيق فهيم محمد شلتوت، الطبعة الأولى 1409هـ-1988م، جامعة أم القرى، ج2، ص96.

23 - عواطف نواب: الرحلات المغربية والأندلسية، ص197.

24 - عبدالإله بن علي الوزير: تاريخ اليمن، المسمى (طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى)،تحقيق محمد بن عبدالرحيم جازم، الطبعة الأولى، 1405هـ، دار المسيرة، بيروت، ص 158.

25 - منائح الكرم، ج4،ص320.

admin

مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى admin

البحث عن جميع مشاركات admin

#7 اليوم, 04:25 PM

admin

المشرف العام تاريخ التسجيل: Dec 2007

المشاركات: 132

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير