ومن كلامه إنى إذا أحببت تهالكت وإذا بغضت أهلكت وإذا رضيت آثرت وإذا غضبت أثرت ومن كلامه يعجبني من يقول الشعر تأدبا لا تكسبا ويتعاطى الغناء تطربا لا تطلبا وله كل معنى مليح في النظم والنثر وكان ما أصابه نتيجة دعاء أبي الحسن بن شنبوذ عليه بقطع اليد وقد تقدم ذكر سبب ذلك (328)
6 - أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي وقرطبة مدينة كبيرة دار مملكة الأندلس وكان ابن عبد ربه أحد الفضلاء وهو أموي بالولاء وحوى كتابه العقد كل شيء وله ديوان وشعر جيد مات وله اثنتان وثمانون سنة وشعره في الذروة العليا سمع من بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح (328)
7 - قال أبو العباس السياري القاسم بن القاسم بن مهدي
صبرت على اللذات لما تولت @@@ وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة @@@ فلما رأت عزمي على الذل ذلت
فقلت لها يا نفس موتي كريمة @@@ فقد كانت الدنيا لنا ثم ولت
خليلي لا والله ما من مصيبة @@@ تمر على الأيام إلا تجلت
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى @@@ فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت (342)
8 - أبو محمد الخطبي إسماعيل بن علي بن إسماعيل البغدادي الأديب الإخباري صاحب التصانيف روي عن الحارث بن أبي أسامة وطائفة وكان يرتجل الخطب ولا يتقدمه فيها أحد فلذا نسب إليها (350)
9 - فاتك المجنون أبو شجاع الرومي الإخشيدي قال ابن خلكان كان روميا أخذ صغيرا هو وأخوه وأخت لهما من بلد الروم من موضع قرب حصن يعرف بذي الكلاع فتعلم الخط بفلسطين وهو ممن أخذه الإخشيد من سيده كرها بالرملة بلا ثمن فأعتقه صاحبه وكان معهم حرا في عدة المماليك وكان كريم النفس بعيد الهمة شجاعا كثير الإقدام ولذلك قيل له المجنون وكان رفيق الأستاذ كافور في خدمة الإخشيد فلما مات مخدومهما وتقرر كافور في خدمة ابن الإخشيد أنف فاتك من الإقامة بمصر كيلا يكون كافور أعلى رتبة منه ويحتاج أن يركب في خدمته وكانت الفيوم وأعمالها أقطاعا له فانتقل إليها واتخذها سكنا له وهي بلاد وبيئة كثيرة الوخم فلم يصح له بها جسم وكان كافور يخافه ويكرمه وفي نفسه منه ما فيها فاستحكمت العلة في جسم فاتك وأحوجته إلى دخول مصر للمعالجة فدخلها وبها أبو الطيب المتنبي ضيفا للأستاذ كافور وكان يسمع بكرم فاتك وكثرة سخائه غير أنه لا يقدر على قصد خدمته خوفا من كافور وفاتك يسأل عنه ويراسله بالسلام ثم التقيا بالصحراء مصادفة من غير ميعاد وجرى بينهما مفاوضات فلما رجع فاتك إلى داره حمل لأبي الطيب في ساعته هدية قيمتها ألف دينار ثم أتبعها بهدايا بعدها فاستأذن المتنبى الاستاذ كافور في مدحه فأذن له فمدحه بقصيدته المشهورة وهي من غرر القصائد التي أولها
لا خيل عندك تهديها ولا مال @@@ فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
وما أحسن قوله فيها
كفاتكٍ ودخول الكاف منقصة @@@ كالشمس ولت وما للشمس أمثال
ثم توفي فاتك المذكور عشية الأحد لأحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمسين وثلثمائة بمصر فرثاه المتنبي وكان قد خرج من مصر بقصيدته التي أولها
الحزن يقلق والتجمل يردع @@@ والدمع بينهما عصى طيع
وما أرق قوله فيها
إني لأجبن من فراق أحبتي @@@وتحس نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة @@@ ويلم بي عتب الصديق فأجزع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل @@@ عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقيقة نفسه @@@ ويسومها طلب المحال فتطمع
أين الذي الهرمان من بنيانه @@@ ما قومه ما يومه ما المصرع
تتخلف الآثار عن أصحابها @@@ حينا ويدركها الفناء فتتبع
وهي من المراثي الفائقة وله فيه غيرها (350)
10 - أبو محمد الحسن بن محمد الأزدي من ذرية المهلب بن أبي صفرة وزير معز الدولة بن بويه قال ابن خلكان كان الوزير المهلبي قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة والضائقة وكان قد سافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه فقال ارتجالا
ألا موت يباع فأشتريه @@@ فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي @@@ يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد @@@ وددت بأنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حر @@@ تصدق بالوفاة على أخيه
¥