تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فضيلة الشيخ: قالت: "ميمونة رضي الله عنها فغسل فرجه وما أصابه"، ما معنى قولها وما أصابه؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد.

إذا جامع الرجل امرأته يصيبه مذي المرأة، ولذلك يحتاج إلى غسل العضو ونقاءه وما أصابه من ماء المرأة أثناء الجماع كما لا يخفى، ومن هنا قالت رضي الله عنها: "غسل فرجه وما أصابه" تعني ذلك والله تعالى أعلم.

السؤال الثاني:

فضيلة الشيخ: ألا يكون في حديث عبد الله بن زيد t " أن النبي e أتى بثلثي مد فجعل يدلك ذراعيه"، ألا يكون فيه دليل على مشروعية الدلك؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

قد تقدم بيان هذه المسألة نحن نقول إذا كان الماء قليلاً لا يكفي يجب الدلك، لأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، أما أن يكون الدلك في أصله واجباً ليس بصحيح، ودليلنا على ذلك أن حديث عبد الله بن زيد المذكور دلك عليه الصلاة والسلام والماء قليل، وأم سلمة يقول لها:"ثم تفيضين الماء على جسدكِ فإذا أنتِ قد طهرتِ"، "ثم تفيضين الماء" فدل على أن العبرة بوصول الماء ولم يقل لها وتدلكي، وإنما قال لها:"ثم تفيضين الماء"، الإفاضة لا تكون إلا بشيء كثير، ومن هنا إذا كان الماء كثيراً يصل إلى البشرة من دون دلك فإنه كاف، ولا حاجة لإعادة هذه الأسئلة نحن بينا هذا في الشرح، المسألة واضحة كررناها وبيناها في الوضوء وبيناها في الغسل أن الدلك ليس بواجب بذاته، وإنما المراد إيصال الماء إلى ظاهر البشرة فإن وصل إلى ظاهر البشرة فهو المعتبر والله تعالى أعلم.

السؤال الثالث:

فضيلة الشيخ: كيف نخرج الكبر من قلوبنا؟، وجزاكم الله خيراً.

الجواب:

الكبر داء وبلاء ولا يبتلى الإنسان به إلا لمرض في قلبه، فإن الذنوب المتعلقة بالقلوب أمراض، فمن ابتلاه الله بها فلا عافية له إلا أن يسأل ربه أن يعافيه، ولا شفاء له إلا أن يدعو ربه أن يشفيه، فإذا سأل العبد ربه خالصاً من قلبه كارهاً لبلائه ودائه استجاب الله دعاءه، وفرج كربه وأزال همه وغمه، الكبر داء وبلاء ولو لم يكن في شقاءه وبلاءه إلا أن رسول الله e قال:"لا يدخل الجنة من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من كبر"، هذا يدل والعياذ بالله على عظيم هذا البلاء، الكبر يمنع صاحبه من قبول الحق، وهذا أعظم أنواع الكبر، وأشدها ضرراً على العبد في الدنيا والآخرة، وبه تطمس البصيرة والعياذ بالله، وبه يزيغ القلب كما قال تعالى:} فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم {، فإن من عرضت عليه الآيات والحجج فاستنكف واستكبر عن قبولها ولم يرضَ من خصمه أو من يبين له أن يقيم عليه حجة الله U، وتعالى على هذه الحجج، فإنه والعياذ بالله يبتلى بطمس البصيرة والضلالة والعياذ بالله في أمر دينه، وهذا أعظم أنواع الكبر، الكبر على أهل الحق والكبر على طلبة العلم وعلى الأخيار والصالحين، وهذا أعظم ذنباً من الكبر على عامة الناس، من التكبر على أهل العلم أنه ما يأتي يسألهم ويرى أنه أرفع من أن يأتي يقف على يد العالم، فتجد التاجر وصاحب التجارة إذا أراد أن يبني عمارته أو يخطط أرضه ذهب إلى المهندسين والمقاولين واستشار هذا وذاك ولربما جاءهم في مكاتبهم، ولكن نسأل الله السلامة والعافية تنزل عليه المسألة في دينه وربما تكون قاصمة لظهره فيها حياته وموته لا يذهب إلى عالم، ولا يقف على باب العلماء ويرى أنهم أحقر من أن يذهب إليهم، وينادي شخصاً ويقول له اسأل لي العالم الفلاني، أو اذهب إلى فلان واسأله تكبراً على أهل العلم نسأل الله السلامة والعافية واستعلاءً.

كذلك التعالي على طلاب العلم أثناء طلب العلم، فيكون الإنسان غنياً أو ثرياً ومعه أخوه فقير أو غريب لا يسلم عليه، ولا يحترمه ولا يقدره وقد يكون طلاب العلم الغرباء أعظم قدراً عند الله من غيرهم، وأعظم أجراً وأعظم ثواباً لأنهم صدقوا الله في غربتهم إلى الحق وطلبهم للعلم، فهم أحق بالمحبة وأحق بالإكرام وأحق بالإجلال وأحق بالتواضع لهم والسلام عليهم، فتجد الشخص يتكبر أن يسلم على شخص غريب ربما يراه فقيراً أو حالته رثة، ولكن يجلس مع زملاءه إذا كانوا ذوي ثراء أو نعمة جلس يباسطهم وجلس يمازحهم فإذا مر عليه هذا الغريب لم يعبأ به، ولربما وقف عليه أخوه في الإسلام غريباً يريد أن يسأله المسألة أو يريد أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير