ثانياً: اعلم أن النبي ? اختص بتعدد أسمائه ? دون غيره من البشر وفي تعليل هذه الخصوصية يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في تسمية المولود بأكثر من اسم: (لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم: التعريف، والتمييز، والاسم كافٍ، وليس كأسماء المصطفى ?؛ لأن أسماءه كانت نعوتاً دالة على كمال المدح، لم تكن إلا من باب تكثير الأسماء؛ لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب) (13) انتهى.
ثالثاً: أُلِّف في أسماء النبي ? عدة مؤلفات وفي ((كشف الظنون)) و ((ذيليه)) تسمية أربعة عشر كتاباً، كما في ((معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي)) للشيخ عبدالله بن محمد الحبشي اليماني. ص/ 435 – 436. وهي: لابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس. وغيرهم.
وتبحث مستفيضة في كتب السير، والخصائص النبوية، والشروح الحديثية، كما في ((عارضة الأحوذي 10/ 281)).
وقد طبع منها ((الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة)) للسيوطي.
وفي ((الضوء اللامع)) للسخاوي 2/ 66 ذكر السخاوي أن السيوطي اختلس منه الكتاب في كتب أخرى.
رابعاً: في عددها:
1. جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى.
2. وعد منها الجزولي في ((دلائل الخيرات)) مائتي اسمٍ (14).
3. أوصلها ابن دحية في كتابه ((المستوفى في أسماء المصطفى)) نحو ثلاثمائة اسم.
4. وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال: لله ألف اسم ولرسوله ? ألف اسم.
خامساً: أسماء النبي ? توقيفية، لا يسمى باسم إلا إذا قام الدليل عليه، كما في حديث أبي الطفيل المتقدم – رضي الله عنه – وما سوى ذلك فعلى أنحاء:
1. كثير منها ذكرت على سبيل التسمية له ? والحال أنها أوصاف كريمة لهذا النبي الكريم ? كما بين ذلك النووي في ((تهذيب الأسماء واللغات 1/ 22)) وعند السيوطي في ((الرياض الأنيقة)) ص / 35.
2. تبين أن الذي له أصل في النصوص إما اسم، وهو القليل، أو وصف، وهو أكثر، وما سوى ذلك فلا أصل له، فلا يطلق على النبي ? حماية من الإفراط والغلو، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو، وإطراء.
وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا ((المعجم)) للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله ? وهي كثيرة جداً، ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية، مثل: ((دلائل الخيرات)) للجزولي، ومنها: أحيد. وحيد. منح. مدعو. غوث. غياث. مقيل العثرات. صفوح عن الزلات. خازن علم الله. بحر أنوارك. معدن أسرارك. مؤتي الرحمة. نور الأنوار. السبب في كل موجود. حاء الرحمة. ميم الملك. دال الدوام. قطب الجلالة. السر الجامع. الحجاب الأعظم. آية الله.
وقد كانت هذا الأسماء يطبع منها ((99)) اسماً في الغلاف الأخير ((للمصحف))، ويثبت في غلافه الأول ((99)) اسماً من أسماء الله تعالى وذلك في ((الطبعة الهندية)). ولشيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز: فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها، فجرد منها، جزاه الله خيراً.
وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي الشريف، وفَّق الله من شاء من عباده لتجريد مسجد النبي ? مما لم يرد عنه ?. والله المستعان.
وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة، ورد فيه الخاطر على الخاطر – فلله الحمد وحده – وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في ((شرح كفاية المتحفظ)) لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه:
(ثم – أي مؤلف كفاية المتحفظ – وصفه – أي وصف النبي ? - بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه: ((خاتم النبيين)) سيْراً على جادة الأدب؛ لأن وصفه بما وصفه الله به – مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى ? بسواها – فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف، يبلغ به حقيقة مدحه – عليه الصلاة والسلام -، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره – عليه السلام – على ما وردت به الشرع الطاهرة كتاباً وسنة دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب) انتهى.
وقال حفظه الله: في ((تسمية المولود)) ذكرت: الأصل التاسع: في الأسماء المكروهة وهذا نصه:
¥