تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

697 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

الاعتكاف: من العكوف وهو الإقامة على الشيء، وهو في الشرع لزوم المسجد لطاعة الله U من صلاة وذكر وقراءة للقرآن وما أشبه ذلك من سائر الأعمال الصالحة.

وقد شرعه - عليه الصلاة والسلام- بسنته الفعلية واعتكف أزوجه بعده -عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت إلا من هذا الطريق، من جهة الفضل، وجاء في بعض الأخبار منقولة عنه -عليه الصلاة والسلام - بشيء من ذكر فضلها لكن لا تثبت ولا تصح عنه -عليه الصلاة والسلام.

ويكفي هذا ما جاء أنه كان يعتكف ويجتهد في القيام والصيام والذكر والقراءة -عليه الصلاة والسلام-، في هذا الخبر: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابا) وجاء في لفظ آخر في الصحيحين: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا).

جاء بهذه الألفاظ الثلاثة: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابا) (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا) (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).

إيمانًا: يعني تصديقًا بوعد الله عز وجل الذي أخبر به للقائمين والصائمين، واحتسابا: يعني طلبًا للأجر؛ لأنه قام مصدقًا بوعد الله جل وعلا محتسبًا الثواب منه -سبحانه وتعالى-، لا يقوم رياء ولا سمعة ولا لأي أمر من أمور الدنيا، بل هو لله.

فهذا هو الشرط الذي يكون به العمل زاكيًا، ويكون به العمل طيبًا مباركًا: , من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه - هذا شامل لجميع الذنوب، وجاء باللفظ الآخر عند أحمد وغيره زيادة: (وما تأخر).

وأكثر الأحاديث يأتي فيها ذكر (ما تقدم من ذنبه) وجاء في بعضها ذكر مغفرة ما تأخر، مثل قوله -عليه الصلاة والسلام (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وهذا عند الجمهور في قوله: (غُفر له ما تقدم من ذنبه) محمول على الصغائر.

وسبق في بحث أنه شامل عند جمع من أهل العلم، وأختاره أيضًا جمع من أئمة أهل الحديث لعموم هذا الخبر، وقد سبق ما يؤيده من جهة عموم هذه الأخبار، ومن جهة سعة فضل الله سبحانه وتعالى ومن جهة أيضًا ما يكون بقلب العبد من الإيمان بالله جل وعلا حينما فعل هذا الأمر، ربما كان في ضمنه التوبة الصادقة.

فالذي يقبل على العمل بإيمان واحتساب في الصيام أو في القيام أو في غيره من سائر الأعمال الصالحة فإن في ضمنه غالبًا تكون التوبة صادقة ومخلصة، لكن لو أنه أجتهد وعمل شيئا من الأعمال الصالحة ربما كان ضعيفا في باب التوبة عن بعض الأعمال، أو بعض الذنوب التي هي كبائر.

فجنح جمع من أهل العلم إلى أنه إذا كان له عمل عظيم صالح فإنه يكون سببًا في مغفرة هذه الذنوب، كما جاء في بعض الأخبار وعموم بعض الأدلة الدالة على هذا المعنى.

ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:19 م]ـ

698 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: {كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ اَلْعَشْرُ -أَيْ: اَلْعَشْرُ اَلْأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ- شَدَّ مِئْزَرَهُ, وَأَحْيَا لَيْلَهُ, وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

699 - وَعَنْهَا: {أَنَّ اَلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ اَلْعَشْرَ اَلْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ, حَتَّى تَوَفَّاهُ اَللَّهُ, ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

هذا في اعتكاف العشر الأخير من رمضان، وجاء أنه اعتكف غير ذلك في العشر الأوسط -عليه الصلاة والسلام-، وهذا فيه دلالة على مشروعية الاعتكاف كما في قوله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) دلالة على أصل مشروعيته.

وفي هذه الأخبار الدلالة على فضله وأنه من الأعمال العظيمة الصالحة، حيث كان يعتكف في هذه الأيام، كان إذا دخل العشر الأخير من رمضان اعتكف، وهذا يبين فضل العشر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير