أي أن عين العائن من الإنسان أو الجان لتعلق بالرجل أي الكامل في الرجولية فالمرأة ومن هو في سن الطفولية أولى بإذن اللّه تعالى أي بتمكينه وإقداره حتى يصعد حالقاً أي جبلاً عاليا ثم يتردى و يسقط منه. فيض القدير (2/ 468)
ضحايا العين كثيرة في هذه الأمة:
1. عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله و قدره بالعين ". رواه الطيالسي أبو داود،والبخاري في التاريخ، والحكيم الترمذي، والبزار في مسنده والضياء في المختارة قال الحافظ في الفتح سنده حسن وتبعه السخاوي وقال الهيثمي بعد ما عزاه للبزار رجاله رجال الصحيح خلا طلب ابن حبيب ابن عمرو وهو ثقة،قال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 1206 في صحيح الجامع.
2. و عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" العين تدخل الرجل القبر و تدخل الجمل القدر ". رواه ابن عدي في الكامل،وأبي نعيم في الحلية عن جابر،و رواه ابن عدي في الكامل عن أبي ذر. قال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 4144 في صحيح الجامع.
و قوله أن العين تدخل الرجل القبر أي تقتله فيدفن في القبر (وتدخل الجمل القدر) أي إذا أصابته مات أو أشرف على الموت فذبحه مالكه وطبخه في القدر يعني أن العين داء والداء يقتل. فيض القدير (4/ 505)
عين الجان:
اعلم أخي الكريم أن خطر العين لا يقتصر على البشر فقط بل إنه قد يقع من الجن،ولذلك بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسي قد يصاب بعين الجني،وقد كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من عين الجان فقد روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال:" استرقوا لها فإن بها النظرة ". رواه البخاري برقم 5739 في كتاب الطب،باب رقية العين، ومسلم برقم 2197 في كتاب السلام،باب استحباب الرقية من العين
وعن أبي سعيد قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما ". رواه أبو عيسى الترمذي برقم 2058 وقال: وهذا حديث حسن غريب،ورواه النسائي برقم 5494 وابن ماجة برقم 3511 و صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم: 4902.
. قال الحافظ في الفتح (10/ 212):" قوله: (في وجهها سفعة) بفتح المهملة ويجور ضمها وسكون الفاء بعدها عين مهملة وحكى عياض ضم أوله , قال إبراهيم الحربي: هو سواد في الوجه ومنه سفعة الفرس سواد ناصيته , وعن الأصمعي: حمرة يعلوها سواد , وقيل: صفرة , وقيل: سواد مع لون آخر , وقال ابن قتيبة: لون يخالف لون الوجه , وكلها متقاربة , وحاصلها أن بوجهها موضعا على غير لونه. قوله: (فإن بها النظرة) واختلف في المراد بالنظرة فقيل: عين من نظر الجن , وقيل من الإنس وبه جزم أبو عبيد الهروي , والأولى أنه أعم من ذلك وأنها أصيبت بالعين فلذلك أذن صلى الله عليه وسلم في الاسترقاء لها , وهو دال على مشروعية الرقية من العين ". انتهى كلامه بتصرف.
قال البغوي في شرح السنة:" النظرة يعني من الجن،وقيل:علامة،وأراد بالنظرة:العين يقول بها عين أصابتها من نظر الجن،وقيل: عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح ". شرح السنة (12/ 163)
الوقاية من الإصابة بالعين والعلاج منها:
أن من رحمة الله بعباده المؤمنين أن بيّن على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم كيفية الوقاية من العين قبل وقوعها،وإذا وقعت كيف يعالج منها فوقع في زمن النبوة ما وقع من عامر بن ربيعة في شأن العين لمّا عان سهل بن حنيف فقد روى أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه قال رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط سهل فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف والله ما يرفع رأسه فقال:" هل تتهمون له أحدا " قالوا نتهم عامر بن ربيعة قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال:" علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له"، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس. رواه مالك برقم 1747 وأحمد برقم 15550 وابن ماجة برقم 3509،وسنده صحيح كما في السلسلة الصحيحة برقم (2572) (6/ 1/149).
¥