تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{ .... فعلى الذين يتقلدون هذه الأمور أن يعلموا أن المسؤولية عظيمة وأن الأمانة جسيمة فإذا حرص يحرص على أن ينجي نفسه من نار الله عز وجل وإذا عظمت المسؤولية عظم الثواب فيها وعظم الأجر، فالأمين الذي يأخذ هذه الزكوات ويحرص على أدائها لمستحقيها أعظم أجراعند الله، كذلك أيضا المبادرة فالبعض يأخذ مثلا زكوات الناس ويجعلها عنده شهورا ودهورا ويعطلها ويؤخرها بحجة أنه لم يجد أحدا فإذا أراد أن يتقلد هذا الأمر فليبحث عن مستحقيه وليعد بهم بيانا ويعرف كم سيصرف لهم ثم يأخذ على قدر حاجته، وأذكر من كان يأخذ الزكاة فلا تمسي عنده ليلة فقد تكون مبالغ كبيرة لا يأخذها إلا بعد ما يعد للمستحقين أسماءهم كاملة ثم لا ينام ليلته إلا وقد وصل لكل مستحق حقه، وهذا هو الذي ينجو به الإنسان من نار الله عز وجل ..

نبين هذه الأشياء لعموم البلوى بها، والعجيب أن الأخطاء تقع ولا يحس الإنسان بأنها خطأ وقد تجلس هذه الألوف المؤلفة سنوات بل إن بعض المنتسبين لأهل العلم جاء يشتكي للوارث ورثته أنه لما توفي وجدوا في بيته مئات الألوف وكان يأخذ الزكوات ويتولى صرفها ولكنه كان يماطل ويؤخر بحجة التشدد في الأمر حتى أصبح عنده مئات الألوف واحتار ورثته ماذا يفعلون بهذا، وهم يريدون أن يخلصوا أنفسهم ويخلصوا مورثهم، وقد يكون هذا بما ظنوا عن حسن نية، لكن حسن النية مع الجهل مهلكة، فإذاً وجب أن نعتني بهذا الأمر وأن ننبه طلاب العلم وعلى طلبة العلم أن يتناصحوا وإذا رأيت أخاك يتقلد هذا الأمر عليك أن تخوفه بالله عز وجل فإن الناس إذا أمنوا طلبة العلم وأمنوا الأخيار ينبغي أن يكون الأخيار وطلبة العلم عند حسن ظنهم، وأن يكون فيهم من الورع والمحافظة أكثر مما يظن بهم من الخير نسأل الله أن يعصمنا جميعا بعصمته، وأن يتولانا برحمته. ... }

وكانَ حفظهُ الله تعالى قد سُئلَ مرةً هذا السؤالَ:

إذا كانت زكاة الإنسان في شهر رمضان فهل يجب إخراجها في بداية الشهر أم له أن يفرقها خلال الشهر.؟؟

فأجاب بقوله:

إذا كانت الزكاة في شهر رمضان فإن الواجب على المزكي أن يراعي يوم الحول، فإذا ملك النصاب في أول يوم من رمضان فعليه أن يتقي الله وأن يخرج زكاته في اليوم الأول من رمضان وألا يؤخر تأخيرها وأنه ما من ليلة يبيتها ولم يخرج فيها الزكاة من ذمته إلا وسيحاسبه الله عن ذلك، ومن هنا ينبغي على من وجبت عليه الزكاة ألا يتأخر في إخراجها، وإذا كان عاجزا عن معرفة الفقراء فلينظر إلى من يثق بدينه وأمانته فيعطيه الزكاة وكان بعض العلماء يشدد ويقول لاينبغي أن يمضي ذلك اليوم إلا وقد وصل المال إلى مستحقيه.

ومن هنا من الخطأ الذي يقع فيه بعض الإخوان-أصلحهم الله- أنهم يتقبلون الزكاة من الأغنياء، ثم يضعونها عندهم، ويوزعونها إلى أيام ولربما إلى أسابيع ولربما إلى شهور ويتأخرون في إخراجها، والله سائلهم عن ذلك كله ومحاسبهم عليه، ولذلك لايجوز أن تؤخر الزكاة، وإنه ينبغي على المسلم قدر استطاعته الا يمضي يوم الحول إلا وقد وصل الحق لصاحبه فإن الله سائلك عن المسكين والمرحروم والفقير وكل محتاج أخرت عنه حقه، وإذا كنت لاتعلم فليس هذا بعذر لأنك إذا كنت لاتعلم فهناك من يعلم وعلى طلاب العلم وأئمة المساجد الذين وفقهم الله للسعي في المساعي الخيرية والمعونة التي تكون من الزكوات عليهم أن يتقوا الله في ذلك، فيكتبوا أسماء المحتاجين وأسماء الفقراء فإذا جاؤا يريدون أخذ المعونات يأخذونها من يد ويعطونها بيد دون تأخير ولا مماطلة، فإن الفقير يتضرر وإذا كان هذا اليوم لايساوي عندك شيئاً فإنه يساوي عند الفقير أشياء والله جعل للمديون والمعسر الذي قد يسجن بسبب هذا الدين ويمضي في ذل السجن وهوانه بعيدا عن أهله وأولاده الله سائلك عن حبسه وتأخيره وأنت قادر على فكاكه، فالذي لايعلم يذهب إلى السجون وينظر إلى المعسرين والمديونين فيفك أسرهم، كم من عائلة تتعطش إلى عائلها وأنبه على أن مثل هؤلاء أحق الناس بالزكاة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير