تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الدعاء على الكفرة]

ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[04 - 04 - 03, 12:36 ص]ـ

يا إخوتي ...

هل يجوز تعميم الدعاء على الكفرة أجمعين مثل اللهم عليك بالنصارى واليهود والكفرة ومن عاونهم ... وغيرها

أم أن الدعاء يكون على المعتدين فقط.

مع ذكر الدليل إن أمكن

ـ[أبو صهيب]ــــــــ[04 - 04 - 03, 04:10 ص]ـ

الجواب على سؤالك هو في قوله تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم .. الآية

ـ[الظافر]ــــــــ[04 - 04 - 03, 05:42 ص]ـ

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:

فإن الدعاء على الكافرين بالتعميم جائز ٌ، فيدعى عليهم بالهلاك إذا كان مصلحةً، فإن رُجيَ هدايتهم دُعي لهم بالهداية. وقد جاءت السنة بهذا وهذا، فبوَّبَ البخاري في كتاب الدعوات من ((صحيحه)): باب الدعاء على المشركين. وباب الدعاء للمشركين، وفي كتاب الاستسقاء نحوه. بيان الدليل على مشروعية الدعاء على الكافرين بالهلاك على وجه التعميم استنبط الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) 7/ 384: الدعاء على المشركين بالتعيم من قصة خبيب بن عدي ?، حيث دعا فقال: ((اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً)) وهي دعوةٌ في زمن الوحي ولم تُنكر، والعبرة بعموم لفظها لا بخصوص سببها. وقوله ?: ((قاتل الله اليهود ... )) الحديث. يحتمل أن يكون إخباراً، ويحتمل أن يكون دعاءً. قال القاضي ـ كما في المرقاة للقاري ـ 6/ 19: قاتل الله اليهود أي: عاداهم. وقيل: قتلهم. فأخرج في صورة المغالبة. وفي ((الصحيحين)) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ? قال: ((لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). وجاء لعن كفرة بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم. ومما جاء عن السلف في ذلك ما رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) 10/ 443 عن أبي معاوية عن الأعمش عن يحيى بن وثاب قال: سمعته يقول في قنوته: ((اللهم عذِّب كفرة أهل الكتاب، اللهم اجعل قلوبهم قلوب نساءٍ كوافر))، وما جاء عن عمر بن الخطاب ? لا يخرج عن هذا المعنى. فالدعاء عليهم من أجل الكفر. وفي قول الله تعالى: (وقال نوح رب لاتذرعلى الأرض من الكافرين ديار* إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولايلدوا إلا فاجرا كفاراً) [نوح:26 - 27] نصٌّ على أن هذه الدعوة من شرع نوح، ولذا استجابها الله، ولو كانت خطيئة أو تعدّياً لبيَّن الله تعالى ذلك ولم يُقرَّهُ على الخطأ، كما هو الحال في معاتبة الله له لَما دعا لولده فقال تعالى (فلاتسألن ماليس لك به علمٌ إني أعظك أن تكون من الجاهلين) [هو: 46]، وقد حرَّر الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) 11/ 434 أنَّ نوحاً يعتذر يوم الموقف بأمرين: الأول: أنه استنفد الدعوة التي له، إذْ كل نبي له دعوة مستجابة، ولذا قال: إنه كانت لي دعوة، دعوتها على قومي. الثاني: دعاؤه لابنه، وهذه هي الخطيئة التي أشار إليها في حديث أنس (. وقد قرَّر علماء الإسلام أن نبينا محمداً ? أُعطي مثل دعوة نوح عليه السلام، ولكنه لم يستنفدها، بل ادخرها للأمة في الآخرة. قال الإمام الفقيه أبومحمد عبدالله بن حامد في كتابه ((دلائل النبوة)): ذِكْرُ ما أُوتي نوح عليه السلام من الفضائل، وبيان ما أُوتي محمد ? مما يضاهي فضائله ويزيد عليها. قالوا: إنَّ قوم نوح لما بلغوا من أذيّته والاستخفاف به وترك الإيمان بما جاءهم به من عند ا لله دعا عليهم فقال: (رب لاتذر على الأرض من الكفارين دياراً) [نوح:26] فاستجاب الله دعوته، وغرَّق قومه، حتى لم يسلم شيء من الحيوانات والدواب إلا من ركب السفينة، فكان ذلك فضيلة أوتيها، إذ أُجيبت دعوته، وشفي صدره بإهلاك قومه. قلنا: وقد أوتي محمد ? مثله حين ناله من قريش ما ناله من التكذيب والاستخفاف، فأنزل الله إليه ملك الجبال، وأمره بطاعته فيما يأمره به من إهلاك قومه، فاختار الصبر على أذيتهم، والابتهال في الدعاء لهم بالهداية.اهـ. قال ابن كثير في ((البداية والنهاية)): وهذا حسنٌ. اهـ. قلت: حديث عائشة في ((الصحيحين)) وفيه: قال ـ مَلَك الجبال ـ: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملَك الجبال، قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير