تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

15 قال البخاري: حدثني يحيى، حدثنا وكيع. . .

قوله: (حدثني يحيى) قال الحافظ: نسبه ابن السكن فقال: (يحيى بن موسى) ونسبه المستملي فقال: (يحيى بن جعفر) ولا يخرج عن واحد منهما، والأشبه ما قال المستملي.

16 قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار. . .

قال الحافظ: ووقع هنا في رواية أبي ذر عن المستملي خاصة عن الفربري: (حدثنا علي بن خشرم، حدثنا سفيان) الحديث.

17 قال البخاري: حدثنا محمد. . .

قال الحافظ: هو ابن معمر نسبه ابن السكن عن الفربري، وقيل هو الذهلي.

18 قال البخاري: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثنا مالك. . .

قال الحافظ: وفي رواية ابن شبويه عن الفربري: (حدثنا محمد بن إسحاق الفروي) وهو مقلوب، وحكى عياض عن رواية القابسي مثله قال: وهو وهم.

19 وقال الحافظ في تهذيب التهذيب (6/ 186)

(عبد الرحمن بن عبد الله بن جبر عن أنس وعنه شعبة كذا ثبت من كثير من روايات البخاري في المناقب والصواب عبد الله بن عبد الله كما ثبت في رواية أبي ذر)

وفي مقدمة فتح الباري المعروفة باسم " هدى الساري " قد ذكر الحافظ ابن حجر مواضع عديدة من ذلك، واجتهد كثيرا في حل كثير من الإشكالات، بعد أن تشرب وانتفع بكثير من جهد من سبقه من العلماء في تآليفهم، واستطاع بما وهبه الله من الذكاء والتوفيق أن يبرز أفضل ما في هذه الاختلافات وأرجحها، وأن يدل عليها.

ولا شك أن الأمر يحتاج إلى مساحة أكبر لتفصيل الكلام عن هذه النماذج، وكيفية الترجيح بين اختيارات الأئمة، وكيف أن العلماء كانوا (يمشون التعيين) إذا صح التعبير بناء على الروايات (روايتين غالبا) حيثما يستوي فيها الراويان المشكوك في تعيينهما ما دام الأمر بين يدور بين الثقات من الرواة، وما دام ليس في الوسع التحقق والجزم أو الترجيح بين الروايات بشكل قوي.

وإذا تطرقنا إلى الجانب المقابل للعناية الشديدة سنجد أن بعض المراجع تكاد تكون غير مخدومة جيدا أو أن المراجع التي خدمتها غير متاحة، ومع ذلك فإن استقرار ما تقدم ذكره من القواعد والضوابط في ذهن الباحث حقيق بأن يجعله بعون الله عز وجل يوفق إلى الصواب، أو يكون أقرب ما يكون إليه، والله تعالى أعلم.

وسنذكر بإذن الله مثالا لموضع في مسند أحمد، وهو من المراجع التي لم تلق العناية الكافية رغم كل ما بذل حتى الآن، والله أعلم.

(حيوة بن شريح)

من المفترض أن لا يقع الخلط بين (حيوة بن شريح بن صفوان بن مالك التجيبي، أبو زرعة المصري)

وبين (حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي، أبو العباس بن أبي حيوة الحمصي) إلا في أضيق نطاق إذا كان عمل الباحث يدويا وحيث يفتر ذهنه عن التركيز والمقارنة المستمرة بين شيوخهما وتلاميذهما، وذلك نظرا للتفاوت الواضح ما بين طبقتيهما، حيث الأول من الطبقة السابعة، والثاني من الطبقة العاشرة، ولذلك فإنهما لم يشتركا في شيء من الشيوخ أو التلاميذ حسب ما سرده المزي في ترجمتيهما من التهذيب.

ووفقا لصنيع المزي والأسانيد التي وقفنا عليها فإن (عبد الله بن يزيد أبا عبد الرحمن المقرىء) شيخ الإمام أحمد وطبقته لا يروي عمن يسمى (حيوة) إلا عن (حيوة بن شريح المصري) فقط.

وبناء على هذا فربما ينتاب الباحث شيئا من التحير إذا وقف على الإسناد التالي في مسند أحمد حيث وقع فيه:

(22973) حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا بقية، حدثني بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، حدثنا أبو رهم السمعي، أن أبا أيوب حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من جاء يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر، فإن له الجنة "، وسألوه: ما الكبائر؟ قال: " الإشراك بالله، وقتل النفس المسلمة، وفرار يوم الزحف ".

هذا الموضع يعني أن (أبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء) يروي كذلك عن (حيوة بن شريح الحمصي).

وبالضرورة فهذا الإسناد مشكل لعدة أسباب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير