تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: ولعل الذهبي استنبط اتهام العقيلي له من ذكره هذا الحديث في ترجمة أبان هذا، وذكر أنَّ الحديث لا أصل له، وما كان بهذه المثابة فإما يعُد من مناكير المتَرجَم، أو الحمل فيه عليه إن كان الحديث موضوعاً أو باطلاً وهو ما ينطبق على حال صاحبنا.

2 - إبراهيم بن جريج الرهاوي، قال الذهبي (الميزان: 1/ 25): عن زيد بن أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً ((المعدة حوض البدن)) وقال أبو الفتح الأزدي: متروك لا يحتج به، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 61) وقال: روى عنه البابلتي خبراً باطلاً. الخبر المذكور رواه الطبراني في (المعجم الأوسط: 4/ 329)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 51) في ترجمة إبراهيم بن جريج، كلاهما من طريق عبد الله البابلتي، عن إبراهيم بن جريج بالإسناد الذي ذكره الذهبي ((المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحية، وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم) وقال العقيلي عقبه: باطل لا أصل له.

ومن خلال تعليق ابن حبان وقوله روى عنه البابلتي خبراً باطلاً، يلحظ أنَّه يرى الحمل فيه على البابلتي وليس الرهاوي، وهذا ما فعله في كتاب المجروحين (3/ 128) حيث ساق الحديثث في ترجمة يحيى بن عبد الله البابلتي، وساق هذا الحديث في ترجمته وهو ما خالفه فيه الآخرون، حي ذكر الدارقطني هذا الحديث في العلل (8/ 42) والنص فيها: وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي r (( المعدة حوض البدن)) فقال: يرويه يحيى بن عبد الله الضحاك البابلتي عن إبراهيم بن جريج عن زيد بن أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة فاختلف عنه فرواه أبو فروة الرهاوي عنه وقال عن الزهري عن عروة عن عائشة، وكلاهما وهم لا يصح ولا يعرف هذا من كلام النبي r ، إنما هو من كلام عبد الملك بن سعيد بن أبجر.

قيل لأبي الحسن الدارقطني: هل سمع زيد بن أبي أنيسة عن الزهري؟ فقال: نعم ولم يرو هذا إلا إبراهيم بن جريج، وكان طبيباً فجعل له إسناداً.وكذا ذكر ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وقال: المتهم فيه إبراهيم بن جريج.

إذاً فصنيع ابن حبان خالفه فيه عدد من أهل الشأن، فإبراهيم إذاً وضاع أو متهم، ومن كان بهذه الصفات فليس أهلاً للثقة، لذا ذكره ابن سبط العحمي في (الكشف الحثيث: 34) وساق كلام الدارقطني، وابن الجوزي الذهبي، والأزدي.

3 - إبراهيم بن أبي حنيفة. قال الذهبي (ميزان الاعتدال:) عن يزيد الرقاشي، قال الأزدي: متروك، ومن مناكيره عن يزيد عن أننس مرفوعاً: ((كل مسكر حرام وإن كان ماءً قراحاً))، وقال ابن حجر (لسان: 1/ 74): ولفظ الأزدي: لا تحل ارواية عنه ثم ذكر هذا الحديث وقال: لا يُتابع عليه، منكر، وهذا نقله ابن الجوزي (الضعفاء والمتروكون: 1/ 31) عن الأزدي أيضاً.

وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 63).

وهذا القول من الأزدي ثم نقل هؤلاء العلماء عنه وعدم التعقيب يعنى أهم ارتضوا قوله، ولهذا لا معنى لذكره في الثقات!.

4 - إبراهيم بن أبي الليث، قال الذهبي (ميزان: 1/ 54): حدث ببغداد عن عبد الله الأشجعي، متروك الحديث، قال صالح جزرة: كان يكذب عشرين سنة، وأشكل أمره على أحمد وعلي، حتى ظهر بعد، وقال أبو حاتم: كان ابن معين يحمل عليه ..... وقال زكريا الساجي: متروك توفي سنة 234هـ، وقال ابن حجر: (لسان: 1/ 135): وبقية كلام ابن أبي حاتم: كان أحمد بن حنبل يجمل القول فيه، وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: كذاب خبيث، وقال عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي: أول من فطن له أنه كان يكذب أبي، وقال يعقوب بن شيبة: كان أصحابنا كتبوا عنه ثم تركوه، وقال النسائي: ليس بثقة.

وأورده ابن الجوزي في (الضعفاء: 1/ 47) وذكر تكذيبه عن صالح جزرة، وقول هارون الحمال: مات إبراهيم وقد ترك الناس حديثه.وذكره الخطيب (في تاريخ بغداد: 6/ 191) وأطال فيه وذكر كل ماقيل هنا وزاد عنه وبين حاله وجلاها أوضح تجلية، وذكر خلالها ما نقل عن ابن معين توثيقه، وقال إنَّ هذا كان قديماً من ابن معين قبل أن يتبين له أمره، ثم ذمه أشد الذم، ونقل سؤال ابن الجنيد له، ونقل أبي داود عنه.

ورجل كهذا خفي أمره أول الأمر عل الجلة من العلماء كأحمد بن حنبل وعلي بن المديني، ثم ظهر وبان كذبه لحري أن لا يُوضع مع الثقات، ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات كما أفد ابن حجر في اللسان، ولم أجد هذا الراوي في المطبوع من الثقات، وهذا يجعلنا نتساءل، هل هنا سقط في المطبوع، وقد يقول قائل: لعل ابن حبان لم يذكره في الثقات، وذكر ابن حجر له من باب الوهم. فالجواب إن هذا قد يكون صحيحاً لو أنَّ ابن حجر ذكر مجرد ذكر أنَّ ابن حبان وضعه في الثقات، لكنه ذكره مع قول آخر لابن وهو قوله: حدثنا عنه أبو يعلى واسم أبيه نصر، وهذا الكلام أعاد ابن حجر ذكره في (تعجيل المنفعة: 22)، مما يؤكد أن الأمر ليس وهماً.

5 - إبراهيم بن مُجَشَّر البغدادي، قال الذهبي (ميزان: 1/ 55) روى عنه جرير بن عبد الحميد وغيره قال ابن عدي: له أحاديث مناكير من قبل الإسناد منها: ((الرهن مركوب ومحلوب)) تفرد برفعه، انظر قول ابن عدي (الكامل 1/ 274)، وقال ابن حجر (لسان: 1/ 138) حديثه عالٍ في جزء هلال الحفار، توفي سنة 254هـ، ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ، وقال أبو العباس السراج: سمعت الفضل بن سهل يتكلم فيه ويكذبه، وقال ابن عدي في ترجمة الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي (الكامل: 2/ 335): ضعيف يسرق الحديث، وهذا من المواطن التي تذكر فيها الترجمة في غير مظنتها بأوسع مما ذكرت فيه في المكان المخصص لها.

وابن حبان وثقه كما مر في الثقات (8/ 85). وبهذا يتبين أن القول قول من اتهمه لا قول من وثقه.

يتبع إن شاء الله ..............

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير