تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (19/ 122): (قال محمد بن طرخان: سمعت أبا عبد الله الحميدي يقول: كنت أُحمَل للسماع على الكتف، وذلك في سنة خمس وعشرين وأربع مئة، فأول ما سمعت من الفقيه أصبغ بن راشد، وكنت أفهم ما يقرأ عليه؛-------؛ قال يحيى بن البناء: كان الحميدي من اجتهاده ينسخ بالليل في الحر فكان يجلس في إجانة في ماء يتبرد به).

وروى الخطيب في (تاريخ بغداد) (9/ 41) عن عمرو الناقد قال: قدم سليمان الشاذكوني بغداد فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال)؛ وذكره أيضاً الذهبي في (التذكرة) (2/ 488).

قلت: الشاذكوني فيه كلام معروف، فليس معنى هذا أن الإمام أحمد كان يعتمد على الشاذكوني اعتماداً كبيراً أو يقلده في كل ما يقول؛ ولكن معناه أنه أراد أن ينتفع بكلامه على طريقته الخاصة، كما يقولون، فعلماء العلل كالإمام أحمد يُفيدون من كل ما يسمعون؛ وإن كان بعض ذلك أنفع من بعض، وبعضه أصح من بعض؛ وهذا من كمال حرصهم على العلم.

وقال ياقوت في (معجم البلدان) (مراغة): (وينسب إلى المراغة جماعة منهم جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي أحد الرحالين في طلب الحديث وجمعه----قال أبو عبد الله الحافظ: جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي مريد نيسابور، شيخ الرحالة في طلب الحديث، وأكثرهم جهاداً وجمعاً؛ كتب الحديث نيفاً وستين سنة؛ ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله؛ وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم).

وأختم هذه الصور وهذه الحلقة أيضاً بهذه الصورة:

قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (4/ 1316 - 1318) وهو يترجم أبا سعد السمعاني رحمه الله: (قال ابن النجار: سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ؛ وهذا شيء لم يبلغه أحد).

وقال ابن طاهر: كنت يوماً أقرأ على أبي إسحاق الحبال جزءاً فجاءني رجل من أهل بلدي وأسر إلي كلاماً قال فيه: إن أخاك قد وصل من الشام وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس وقتل الناس بها فأخذت في القراءة فاختلطت علي السطور ولم يمكنني [أن] أقرأ؛ فقال أبو إسحاق: ما لك؟ قلت: خير، قال: لا بد أن تخبرني، فأخبرته، فقال: وكم لك لم تر أخاك؟ قلت: سنين؛ قال: ولمَ لا تذهب إليه؟ قلت: حتى أتم الجزء؛ قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث! قد تم المجلس، وصلى الله على محمد، وانصرف.


الهوامش:
(1) هذا في (تهذيب التهذيب) (3/ 471).
(2) قال الدكتور قاسم علي سعد في (مباحث في علم الجرح والتعديل) (ص57): (ولفظة أبي حاتم (مُؤَدِّ) وردت في طبعة البجاوي [أي لميزان الاعتدال] عارية عن الشكل تماماً، مع سقوط الهمزة التي فوق الواو، فلا تقرأ إلا (مُودٍ)، وهذا خطأ والصواب كما أثبته [أي مُؤَدٍّ] لذكرها هكذا في الجرح والتعديل، كما أن بعض النسخ الخطية للميزان كالأحمدية والإمامية ضبطتها بالشكل، أي مُؤَدٍّ).
(3) وهم ابن حجر في (التهذيب) (3/ 471) فذكر أن هذه الكلمة لابن معين رواها أبو حاتم عن إسحاق بن منصور عنه؛ والصواب أنها من قول أبي حاتم نفسه لا من روايته عن غيره.
(4) هذا الكلام فيه نظر، فكيف يوصف سيء الحفظ بأنه حسن الحديث؟! وكيف يكون حجة فيما يرويه؟!
(5) قال المعلمي في الهامش:
(المراد بالاختلاف في المعنى هو الاختلاف المذكور في قول الله تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً) فأما أن يدل أحد الحرفين على معنى والآخر على معنى آخر وكلا المعنيين معاً حق، فليس باختلاف بهذا المعنى).
(6) نقله الدكتور بشار في تعليقه على (تهذيب الكمال) (1/ 286).
(7) قال الذهبي: قلت [القائل هو الذهبي]: نسي حماد بن زيد.
(8) هذه الرواية شاذة، ولعل الوهم فيها من النساخ، لا من الحافظ المتقن الخطيب؛ فابن عيينة مكي، فهو معدود في الحجازيين كما في روايات غير (تاريخ بغداد) لهذا الخبر.
(9) لعل الصواب (ومستمل) بالعطف.
(10) كذا قال مع أنه عاش سبعاً وستين سنة، فالظاهر أنه مات وقد بقي بعض شيوخه وبعض أقرانهم وكثير من أقرانه.
(11) الجزء الحديثي يبلغ في المتوسط عشرين ورقة [أي أربعين صفحة]. كذا قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ترجمة ابن عساكر (20/ 558 - 559).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير