تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[06 - 11 - 05, 02:40 م]ـ

اعتذار:

****

حصل سهو في ترقيم مسائل هذه الحلقة والصحيح في ترقيمها أن تبدأ بالرقم (31) وتنتهي بالرقم (40)

ـ[عاكف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 10:35 م]ـ

بارك الله فيك اخي محمد هل ممكن ارسال هذه الفوائد على بريدي

ـ[ضعيف]ــــــــ[07 - 11 - 05, 08:28 ص]ـ

بارك الله فيك على هذه الفوائد

ـ[المخلافي]ــــــــ[07 - 11 - 05, 12:55 م]ـ

وفقك الله

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[07 - 11 - 05, 06:01 م]ـ

الحلقة الخامسة

**********

(41)

تحذير طلبة الحديث من تلبيس الشيطان عليهم بالغرور أو بترك العمل أو بغير ذلك

مما ينبغي التنبه له أن العلم قد يطلب في كثير من الأحيان لمقاصد دنيوية، وقد يطلب لكونه مما تهواه الأنفس لمقاصد نفسية ومطالب غير شرعية، وكل ذلك يصحبه تلبيس خطير من ابليس لعنه الله فتخفى حقيقة الحال على ذلك الطالب في الغالب؛ وأيضاً التوسع في طلب العلم يشغل كثيراً من الطلاب عن العمل به وقد حذر الله تعالى ثم رسوله ثم السلف والعلماء من هذه الأمراض والعيوب تحذيراً شديداً صريحاً مؤكداً؛ فلا بد من أن يحذر طلبة العلم ولا سيما علم الحديث من تلبيس الشيطان عليهم بالغرور أو بترك العمل أو بغير ذلك.

قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/ 204 - 205): (قال الخريبي: سمعت الثوري يقول: ليس شيء أنفع للناس من الحديث؛ وقال أبو أسامة: سمعت سفيان يقول: ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل؛ قلت [القائل هو الذهبي]: صدق والله؛ إن طلب الحديث [شيء غير] الحديث؛ فطلب الحديث اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث؛ وكثير منها مراق إلى العلم؛ وأكثرها أمور يشغف بها المحدث، من تحصيل النسخ المليحة، وتطلُّب الإسناد العالي، وتكثير الشيوخ، والفرح بالألقاب والثناء، وتمني العمر الطويل ليروي، وحب التفرد؛ إلى أمور عديدة لازمة للأغراض النفسانية لا الأعمال الربانية.

فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفاً بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الإخلاص؟!

وإذا كان علم الآثار مدخولاً فما ظنك بعلم المنطق والجدل وحكمة الأوائل [يعني الفلسفة] التي تسلب الإيمان وتورث الشكوك والحيرة التي لم تكن واللهِ من علم الصحابة ولا التابعين، ولا من علم الأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وابن أبي ذئب وشعبة؛ ولا والله عرفها ابن المبارك ولا أبو يوسف القائل: من طلب الدين بالكلام تزندق، ولا وكيع ولا ابن مهدي ولا ابن وهْب ولا الشافعي ولا عفان ولا أبو عبيد ولا ابن المديني وأحمد وأبو ثور والمزني والبخاري والأثرم ومسلم والنسائي وابن خزيمة وابن سريج وابن المنذر وأمثاله؛ بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو وشبه ذلك.

نعم، وقال سفيان أيضاً فيما سمعه منه الفريابي: ما من عمل أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه)؛ انتهى.

ونقله الزركشي في (النكت على مقدمة ابن الصلاح) (3/ 637 - 638).

وقال الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السمع) (1/ 78): (والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً وأشد الخلق تواضعاً وأعظمهم نزاهة وتديناً وأقلهم طيشاً وغضباً، لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها ويصدفوا عن أرذلها وأدونها).

ثم روى عن أبي عاصم أنه قال: (من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا فيجب أن يكون خير الناس).

وروى (1/ 79) عن سفيان بن عينية أنه كان يقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه؛ فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل).

وروى (1/ 80) عن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: (قال لي أبي: يا بني ايت الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم؛ فإن ذاك أحب إلي لك من كثير من الحديث).

وعن ابن المبارك قال: (قال لي مخلد بن الحسين نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث).

وعن محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أبا زكريا العنبري يقول: (علم بلا أدب كنار بلا حطب؛ وأدب بلا علم كروح بلا جسم).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير