ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[10 - 11 - 05, 11:17 م]ـ
جزاك الله خيرا، فقد علقت من هذه الفوائد ما شاء الله أن أعلق منها، وفي انتظار الباقي بإذن الرحمن
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 11 - 05, 04:19 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - 11 - 05, 06:32 م]ـ
الحلقة التاسعة
(81 - 90)
بسم الله الرحمن الرحيم
(81)
معنى مصطلحات المحدثين
المراد بمصطلحات المحدثين هو جميع الكلمات التي استعملها جميع المحدثين أو بعضهم بمعنى يخالف معناها عند أهل اللغة مخالفة يسيرة أو كثيرة، وتنقسم مصطلحات المحدثين إلى ثلاثة أقسام:
الأول: مصطلحات الرواة؛ وهو كل ما يرد على ألسنة الرواة من ألفاظ لها معاني مصطلح عليها عند المحدثين؛ وما يلتحق بها.
ومثال مصطلحات الرواة: صيغ الأداء التي يتلفظ بها الراوي عند التحديث؛ وقول الراوي (ثبتني فيه فلان).
الثاني: مصطلحات نقد الرجال، وما يلتحق بها.
ومثال هذا القسم قول الناقد (هو ثقة)؛ وقوله (زوَّر أسمعة).
الثالث: مصطلحات التخريج؛ وما يلتحق بها.
ومثال هذا القسم قول المخرج: (هذا حديث شاذ).
فيحسن بمن أراد أن يجمع هذه الأقسام الثلاثة أن يضم إليها ما يقاربها ويلتحق بها من المصطلحات والرموز.
أما القسم الأول فيلتحق به كل ما قد يتعلق به من مصطلحات ورموز النساخ والمؤلفين والمحققين والطابعين والوراقين ونحوهم؛ فإنها – أي مصطلحات النسخ والتقييد قديماً، ومصطلحات الطبع والتحقيق حديثاً - عند التأمل أقرب في جنسها إلى مصطلحات الرواة.
وأما القسم الثاني فيلتحق به كل ما قد يتعلق به – أو يدخل فيه – من مصطلحات المؤرخين والنسابين ونحوهم؛ فهي – أي مصطلحات التاريخ والوفَيات والأنساب ونحوها – أقرب في جنسها، عند التأمل، إلى مصطلحات علم الرجال.
وأما القسم الثالث فيلتحق به مصطلحات المحدثين في تسمية كتبهم كالمستدرك والمعجم والمشيخة والمصنف والسنن والصحاح؛ وقد يلتحق به كل ما قد يتعلق بالتخريج أو يتكرر وروده في كتب التخريج، من مصطلحات الأصوليين والفقهاء ونحوهم؛ مثل كلمة (ناسخ) و (منسوخ) و (عام) و (خاص) ونحو ذلك.
فائدة: إن كل ما قلته هنا في حق مصطلحات المحدثين، فهو كذلك في حق قواعدهم؛ وعليه تكون الأقسام ستة، ثلاثة للمصطلحات وقد ذكرتها، ومثلها للقواعد، ومجموع هذه الأقسام الستة هو المراد بعلم المصطلح.
(82)
منزلة مصطلحات المحدثين من علم الحديث
علم مصطلح الحديث ـ كسائر العلوم ـ ينبني في أصله على مجموعة من القواعد ويُستعمل فيه جملة كبيرة من المصطلحات.
وقواعد كل علم هي لبه وحقيقته وجوهره، وهي المعنى المطلوب لذاته والأصل الأول الذي تنشأ منه كل فروع ذلك العلم وثمراته.
وأما مصطلحاته فإنما وضعت تيسيراً للتعبير، وتحرياً للدقة، واختصاراً للقول؛ وهي – كما هو واضح – لا تُطلبُ معرفة معانيها لذاتها، وإنما يضطر طالب علم الحديث إلى معرفة معانيها، لأنها دخلت في لغة القوم فدارت على ألسنتهم وتكرر استعمالها في مؤلفاتهم، يدخلونها في تعبيرهم عن قواعدهم الكلية والجزئية وأحكامهم الفرعية ونحو ذلك؛ فمن لم يعرفها لن يعرف قواعدهم بل لن يتمكن من مشاركتهم في علمهم أصلاً؛ وكذلك من عرفها ولكنه لم يتقنها ولم يتمكن منها فإنه يظل فهمه لهذا العلم قاصراً مختلاً ونصيبه من التحقيق فيه ناقصاً معتلاً.
فكما لا يمكن لأحد من الناس فهم مرادات المحدثين في هذه الكتب التي صنفوها بدون معرفة لغتهم الكبرى ـ أعني العربية ـ فكذلك يتعذر على العربي – ولو كان عارفاً باللغة – الفهم – أو الفهم الصحيح – لكثير من مراداتهم ما لم يكن عالماً بمعاني مصطلحاتهم؛ وهي جزء مهم، بل ركن ركين، من لغتهم.
والحاصل أن من أراد أن يطلب علم أصول الحديث لن يستغني – سواء كان يروم التبحر والتخصص أم يريد مجرد الاطلاع وأصل المشاركة – عن معرفة معاني مصطلحات أهل هذا الفن وما تعارفوا عليه من ألفاظهم وعباراتهم.
(83)
شروط جمع وشرح مصطلحات المحدثين
¥