فائدة: ينظر في مسألة جحود الشيخ لمرويه إلى جهتين. الاولى: قوة جحود الشيخ أي قوة جزمه بالنفي، وقوة جزم الراوي عنه بالسماع. والثانية: رتبة كل منهما في العدالة والضبط؛ ويتم ترجيح قول من فاق صاحبه في محصل الفرق بينهما في هاتين الجهتين، ولكن ينبغي قبل الترجيح مراعاة القرائن المحتفة بدعوى كل منهما كالمتابعات والشواهد ونحوهما ومظان الوهم أو النسيان وأسبابهما وما يتعلق بذلك.
جرح:
الجرح هو الطعن في الراوي ووصفه بما يمنع من قبول روايته، وهو على درجات فمنه ما يمنع من الاحتجاج بالراوي ولا يمنع من الاستشهاد به ومنه ما يترك الراوي بسببه أي يكون غير صالح لا للاحتجاج ولا للاستشهاد، ومنه وصفه بالوضع أو الكذب.
جرح مبهم:
الجرح المبهم هو الجرح الذي يذكره بعض العلماء نقلاً له عن غيره من غير أن يبين من هو الجارح ولا دليله، مثاله قول الناقد في الراوي: (أُتهم بسرقة الحديث).
جرح مجمل:
انظر (الجرح المفسر).
جرح مفسر:
الجرح المفسر هو الجرح الذي يُذكَر فيه من التفصيل والتبيين وذكر الأسباب ما يدفع عنه ما يحتمله من الخلل المعتبر.
فالجرح على درجات (1):
الأولى: المجمل وهو ما لم يبين فيه السبب كقول الجارح: (ليس بعدل)، (فاسق).
الثانية: مبين السبب، ومثل له بعض الفقهاء بقول الجارح: (زان)، (سارق)، (قاذف)؛ ووراء ذلك درجات بحسبب احتمال الخلل وعدمه؛ فقول الجارح: (فلان قاذف):
قد يحتمل الخلل من جهة أن يكون الذي وقع من ذلك الراوي ليس في الحقيقة قذفاً فأخطأ الجارح في ظنه أنه قذف.
وقد يحتمل الخلل من جهة احتمال أن يكون المرمي مستحقاً للقذف، فلا يكون من ذكر ذلك مستحقاً للجرح بسببه.
وقد يحتمل الخلل من جهة احتمال أن لا يكون الجارح سمع القذف من المجروح وإنما بلغه عنه، ولا بد لتجريحه بذلك من ثبوت كونه قاذفاً.
وقد يحتمل الخلل من جهة أن يكون إنما سمع رجلاً آخر يَقْذِف فتَوهَّمَ أنه الذي سماه.
وقد يحتمل الخلل من جهة احتمال أن يكون المجروح إنما كان يحكي القذف عن غيره، مثل أن يقول: قال زيد: فلان زان، فهو لم يقل ذلك من عنده، وإنما هو ناقل للقذف لا قاذف ابتداء، أو [من جهة احتمال] أن يَفرض المجروح أن قائلاً قال ذلك القذف فلم يسمع الجارح أول الكلام، كأن يقول المجروح: لو قال أحد: إن زيداً زان قلت: له كذا وكذا، فلم يسمع الجارح قوله: (لو قال أحد) وسمع ما بعد ذلك، إلى غير ذلك من الاحتمالات؛ نعم إنها خلاف الظاهر ولكن قد يَقْوَى المعارض جداً فيغلب على الظن أن هناك خللاً وإن لم يتبين.
والمقصود أن تفسير الجرح درجات كثيرة، وأن الجرح المفسر ليس هو فقط الجرح الذي لا يحتمل الخلل مطلقاً، وإنما يشمل أيضاً الجرح الذي يكون أكثر تفسيراً مما يضاده من التعديل، أي أن احتمال الخلل فيه أقل من احتماله في ذلك التعديل (2).
الجرح والتعديل:
هذا اسم للعلم الشهير، أعني علم نقد رواة الأحاديث والأخبار، وكذلك هو اسم للنقد نفسه.
ومن المعنى الأول قولهم (كتب الجرح والتعديل) و (قواعد الجرح والتعديل) و (الجرح والتعديل فن صعب).
ومن المعنى الثاني قولهم (مراتب الجرح والتعديل) و (ألفاظ الجرح والتعديل)، و (فلان معتدل في الجرح والتعديل)، ونحو ذلك.
ولكن عند التأمل قد يظهر أن كل مثال للمعنى الأول يصلح للنوع الثاني من غير عكس.
جوّد:
فعلٌ مصدره التجويد المتقدم بيان معناه في (التسوية).
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ ÷÷÷÷÷
الهوامشـ ـــ
(1) هذا من كلام المعلمي رحمه الله.
(2) وذكر بعض المعاصرين ضابطاً للتفريق بين الجرح المجمل والجرح المفسر، وهو أن الراوي المجرَّح يتكلم فيه من جهتين: جهة العدالة وجهة الضبط؛ فإذا علمت من الكلمة أن الطعن موجه إلى الراوي في جهة معينة منهما أو في كلتيهما فإنه جرح مفسر وإلا فمجمل. كذا قال!
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[15 - 11 - 05, 11:57 م]ـ
الشيخ الفاضل .. محمد خلف سلامة.
أولاً: جزاك الله خيراً على هذا المجهود الرائع.
وثانياً: لي استفسارات آمل أن يتسع صدرك للإجابة عليها!!! وهي:
* هل هذا الكتاب أو أصله الذي تم اختصاره منه أحدهما أو كلاهما مطبوع؟؟!
* فإذا كان مطبوعاً .. أين يوجد؟ وما الدار التي طبعته؟؟!
¥