تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التفريغ الكامل لشرح باب أحكام المفطرين في رمضان - من عمدة الفقه - للشيخ الشنقيطي]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 02:50 م]ـ

قام بالشرح وأجاب عن الأسئلة الشيخ العلامة الدكتور/محمد بن محمد المختار بن أحمد مزيد الجكني الشنقيطي – المدرس بالحرم النبوي الشريف - حفظه الله ..

ـــــــــــ

[باب أحكام المفطرين في رمضان]:

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه واستن بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

ترجم الإمام المصنف -رحمه الله- بهذه الترجمة والتي تتعلق بأهل الأعذار في رمضان، وهذا من الترتيب المنطقي، ومن تسلسل الأفكار الصحيح؛ لأنه بعد أن بيّن لنا من يجب عليه الصوم شرع في بيان المعذورين، وهؤلاء المعذورون دلت النصوص في الكتاب والسنة على إباحة الفطر لهم فقال: [باب أحكام] الأحكام: جمع حكم، والحكم إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه.

وأما في اصطلاح العلماء: فهو خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين على جهة الاقتضاء أو التخيير أو الوضع. وهذا يشمل الأحكام بنوعيها: الشرعية، والوضعية.

فأما بالنسبة لقولهم: على جهة الاقتضاء أو التخيير فشمل خمسة أحكام: وهي الوجوب، والندب، والحرمة، والكراهة، وقولهم: أو التخيير المراد به الإباحة، فهذه خمسة أحكام؛ لأن الاقتضاء: إما اقتضاء فعل، أو اقتضاء ترك، والأول والثاني كلاهما إما أن يكونا على سبيل اللزوم أو على سبيل غير اللزوم.

فقولهم: أو الوضع هذا يشمل الصحة والفساد، ونحو ذلك: الشرط، والسبب، مما لا دخل للمكلف فيه، ووضعه الشرع كعلامة وأمارة، ونصّبه على ذلك.

فلما قال المصنف: [باب أحكام]: إذا كان هذا تعريف الحكم فمعنى ذلك أنه سيتكلّم على وجوب الفطر على من يجب عليه الفطر وعلى من يندب له الفطر، وعلى من يحرم عليه الفطر، وعلى من يكره له الفطر، وعلى من يباح له الفطر. والواقع أنه قد يخصّ بعض هذه الأحكام دون بعضها، ولذلك هناك من يجب عليه أن يفطر، فالمريض الذي إذا غلب على الظنّ أنه إذا صام يموت ويهلك كما إذا كان بعد عملية جراحيّة أو كان الإنسان في حالة وضع خطيرة لو صام هلك؛ يحرم عليه أن يصوم؛ لأنه في هذه الحالة يلقي بنفسه إلى التهلكة، وكذلك يجب عليه الفطر، وحينئذ يكون حكم الفطر واجبا.

وقد يكون الفطر مستحباًّ في حق الإنسان وهو أفضل كما لو سافر فلحقته المشقّة وبإمكانه أن يصوم، فإذا ضيّق عليه السفر في صومه وأصبح في حرج وضيق وشدة وصبر على ذلك؛ صحّ صومه، ولكنّه مع الكراهة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم حينما صام حتى بلغ كراع الغميم وأفطر عليه الصلاة والسلام، وهذا بعد صلاة العصر، فلما دعا باللبن وأفطر قيل له إنّ بعض الصحابة لازال صائماً قال: ((أولئك العصاة، أولئك العصاة)) فحينئذ قالوا: إن هذا عصاة الأمر قيل، وليس المراد أنه واجب عليهم، لكنه يكره والأفضل له الفطر.

وكذلك أيضا يكون هناك أحكام ذكرها المصنف في هذا الباب من حيث الصحة والفساد؛ فنظرا لاشتمال الباب على عدة أحكام متنوعة جمعها بقوله: [باب أحكام].

والمفطرون: جمع مفطر، والمراد بالفطر أنه ضد الصوم إذا كانت حقيقة الصوم الإمساك عن شهوتي البطن والفرج فالفطر الإخلال بهذا الإمساك، إما أن يصيب شهوة البطن أو يصيب شهوة الفرج فيحكم بفطره، فإذا أخلّ كان مفطرًا.

[باب أحكام المفطرين في رمضان]: وهذا هو الأصل وهو صيام الفرض، وينبني على رمضان قضاء رمضان، وقد ينبني على أحكام الفطر عموما الصيام النافلة والمباح.

كأنه يقول رحمه الله في هذا الموضع سأذكر لك جملة من الأحكام والمسائل التي تتعلق بالفطر في رمضان.

[ويباح الفطر في رمضان لأربعة أقسام]: يباح: أي أنه للتخيير، وهذا أحد قولي العلماء في المسألة: من أهل العلم من قال: يجب على المسافر والمريض أن يفطر.

وجمهور العلماء على أنّه يباح ولا يجب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير