تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إفادة الأمهات بحكم ثقب أنوف وآذان الفتيات]

ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - 09 - 07, 08:53 م]ـ

إفادة الأمهات

بحكم ثقب أنوف وآذان الفتيات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى الآل والصحب ومن والاه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد:

فمن المسائل الغريبة والطريفة حكم ثقب آذان الفتيات لأجل تحليتهن بالأقراط. وقلت (البنات) لأن بعض الفقهاء لم يبيحوا ذلك إلا للفتيات! وخاطبت الأمهات وإن كان غيرهن مخاطبا تبعا لأنهن من يهتم بمثل هذه الأمور! وقد وقعت عيني على ما جعلني أفكر في جمعه في بحث صغير استطرافا وسميته استظرافا (إفادة الأمهات بحكم ثقب آذان البنات)

أبدأ من حديث جميل لعائشة رضي الله عنها عند البخاري (4893) في باب (حسن المعاشرة مع الأهل) وغيره تحكي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم قصة مجلس غيبة! جمع إحدى عشرة امرأة في الجاهلية , والحديث معروف عند الأزواج! بحديث أم زرع. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم الزوج الحنون يستمع لقصتها باهتمام يسمع منها قصتها الطريفة ...

تكلمت أم زرع وكانت آخر من تكلم من هذه النسوة بعدما مدحت بعضهن أزواجهن وشتمت أخريات. وكان مما تبجحت به أم زرع أن قالت: ( ... وأناس من حلي أذني ... ) قال القزويني في (ضرة الضرع لحديث أم زرع): (قولها: أناس من حلي أذني، أي حركها بما حلاهما به من القرطة. والنوس: تحريك الشيء المتدلي، والإناسة: تحريكه).

قلت: ومنه قول ابن عمر كما عند عبد الرزاق في مصنفه (5/ 483): (دخلت على حفصة ونوساتها تنطف) أي ضفائرها وسماها نوسات لأنها تتحرك. قال الحافظ في الفتح (7/ 403): (ومعنى تنطف أي تقطر كأنها قد اغتسلت والنوسات جمع نوسة والمراد أن ذوائبها كانت تنوس أي تتحرك).

وقد استمر العمل على ذلك إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم , فقد قال البخاري: (باب القرط للنساء وقال ابن عباس: أمرهن النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة فرأيتهن يهوين إلى آذانهن وحلوقهن) ثم روى (5544) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي قرطها)

لكن قال الحافظ في الفتح (10/ 331): (استدل به على جواز ثقب أذن المرأة لتجعل فيها القرط وغيره مما يجوز لهن التزين به وفيه نظر لأنه لم يتعين وضع القرط في ثقبة الإذن بل يجوز أن يشبك في الرأس بسلسلة لطيفة حتى تحاذى الأذن وتنزل عنها سلمنا لكن إنما يؤخذ من ترك إنكاره عليهن ويجوز أن تكون آذانهن ثقبت قبل مجيء الشرع فيغتفر في الدوام ما لا يغتفر في الابتداء ونحوه قول أم زرع أناس من حلي أذني ولا حجة فيه لما ذكرنا وقال بن القيم كره الجمهور ثقب أذن الصبي ورخص بعضهم في الأنثى قلت: وجاء الجواز في الأنثى عن أحمد للزينة والكراهة للصبي قال الغزالي في الأحياء: يحرم ثقب أذن المرأة ويحرم الاستئجار عليه إلا أن ثبت فيه شيء من جهة الشرع قلت: جاء عن ابن عباس فيما أخرجه الطبراني في الأوسط سبعة في الصبي من السنة فذكر السابع منها وثقب أذنه وهو يستدرك على قول بعض الشارحين لا مستند لأصحابنا في قولهم إنه سنة)

قلت: قول الحافظ: (يجوز أن يشبك في الرأس بسلسلة لطيفة حتى تحاذي الأذن وتنزل عنها) لا تساعده عليه رواية (فجعلت المرأة تلقي خرصها وتلقي سخابها) وهي عند البخاري (921) ومسلم (884) ولا يمكن تثبيت الحلقة إلا بإدخال طرفها في ثقب في الأذن.

قال الحافظ نفسه في الفتح (3/ 313): (والخرص بضم المعجمة وسكون الراء بعدها مهملة الحلقة التي تجعل في الأذن) ولا يساعده على ذلك أيضا كون أدنيها تنوس بسبب الأقراط. فإنها إن كانت غير معلقة بها ما ناست ولا تحركت شحمة أذنيها.

ومما يرد قوله هذا أنه قد روى ابن سعد في طبقاته (8/ 127): أخبرنا ينعقد بن عيسى حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال قدمت صفية بنت حيي في أذنيها خرصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها)

وصحح إسناده مرسلا الحافظ نفسه في الإصابة (7/ 741) لكن قال (في أذنها خوصة) والشاهد قوله (في أذنيها) وقد نص الشافعي وتبعه الحافظ وهو شافعي على أن مراسيل ابن المسيب فتشت فوجدت مسانيد! وقد انتقد بعضهم هذا بدعوى أنه قد وجدت من مراسيله ما كانت في حكم الانقطاع!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير