تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من نزل به أمر أهمه وأخذ فكره فيجوز له أن يؤخر الصلاة حتى يصفى ذهنه ويستجمع قلبه]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:15 ص]ـ

أجاب على السؤال الشيخ الدكتور/محمد بن محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالحرم النبوي الشريف وجامع الملك سعود

علمنا أنه يقاس على من وجد الخلاء من كان بحضرة طعام لأن ذلك كله يصرف عن الصلاة فهل يقاس عليها أيضاً من نزل به أمر أهمه وأخذ فكره فيجوز له أن يؤخر الصلاة حتى يصفى ذهنه ويستجمع قلبه للصلاة .. ؟؟

الجواب:

هذا فيه تفصيل بالنسبة لمن نزل به الأمر وألم به الأمر بحيث لا يستطيع أن يصلي فبعض العلماء يقول: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما -لمّا خطب بالناس بالكوفة وأخر صلاة الظهر إلى آخر وقتها وقام له الرجل وقال له:"الصلاة فسكت عنه ابن عباس، فقام المرة الثانية وقال الصلاة فسكت عنه، فلما قام في المرة الثالثة قال له ابن عباس: أتعلمنا بالصلاة لا أم لك "وهذا ثابت في صحيح مسلم وقد عنف الرجل ووبخه؛ لأن الأصل أن الأئمة والعلماء أنه لا ينكر عليهم أمام الناس؛ لأنه لما أنكر المرة الأولى نبهه فلما لم يأخذ ابن عباس بقوله دل على أن عنده حجة، وكان المنبغي له مادام جاهلاً أن يسكت، فالظن بالعلماء وأهل الفضل أنهم إذا نبههم أحد ولم يلتفتوا للتنبيه أن تكون عندهم شبهة أوتكون عندهم سنة أودليل، وكذلك كان الحال لابن عباس فقال له:" أتعلمنا بالصلاة لا أم لك جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير سفر ولا مطر "هذا الحديث يقولون إذا نزل الأمر يهم الناس فيجتمعون من أجل تقرير هذا الأمر حتى يكون آخر وقت صلاة الظهر فيقيمونها ثم يقيمون للعصر ويصلونه وهذا ما يسمونه بالجمع الصوري، فشيخ الإسلام-رحمه الله- يقول يقاس على هذا جميع الأمور التي فيها مصالح عامة الناس، فإذا نزل بالإنسان أمر مثل ما يحدث الآن مثلاً ما يكون الإنسان في إدارته وعنده أمر عظيم نزل به قد تتوقف عليه أنفس الناس أو أرواحهم أو أعراضهم فلو تفرغ للصلاة لا يستطيع أن يصليها حاضر القلب، ويحتاج لضبط هذا الأمر إلى وقت قد يذهب به أول وقت الصلاة فيجوز له حينئذ أن يتفرغ لهذا الأمر وأن يقوم بهذا الأمر حتى يتمه، ثم بعد ذلك يصلي وهذا قرره شيخ الإسلام-رحمه الله- في الفتاوى واختاره غيره أيضاً أن حديث ابن عباس محمول على هذا الوجه، فابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان يخطب في الكوفة أبان فتنة علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع الخوارج وقضيته مع معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان يخطب في أمر عظيم، فمثل هذه الأحوال التي تتعلق فيها مصالح الجماعة أو تتعلق بها نفس كأطباء يجتمعون لتقرير حياة مريض هل يقدم على عملية؟ أو يقدم على شيء؟ فيحتاجون إلى وقت كالنصف ساعة كالساعة ويصادف ذلك وقت الصلاة، فحينئذ لا يستطيعون أن يصلوا وأفكارهم مشوشة بهذا الأمر الذي دهمهم ولا يستطيعون أن يستفرغوا الفكر مالم يقضوا منه، و ينتهوا منه فقالوا في هذه الحالة يجوز لهم أن يؤخروا الصلاة عن أول وقتها وأن يصلوها شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى الخروج عن الوقت وهذا كما ذكرنا من باب دفع أهون الشرين وارتكاب أخف الضررين.

أما لو كان الإنسان وحده فالأصل أنه يصلي مع الجماعة، فإن نزل به شيء يشوش فكره فإن هناك أسباباً يتعاطاها من ذكر الله عز وجل واستشعار عظمة الله سبحانه وتعالى وهيبة الموقف بين يديه ونحو ذلك، لكن الذي نتكلم عنه تعلق الأمر بمصالح المسلمين كما ذكرنا في الصور التي استثنيناها، أما بالنسبة للشخص نفسه فإن عليه أن يأخذ بالعلاج الشرعي من ذكر الله عز وجل وتعظيم الله سبحانه وتعالى فإذا استشعر المسلم عظمة الله سبحانه وتعالى وكان عنده قوة إيمان بحيث علم أن الله عز وجل سيكفيه هذا الأمر، وأنه إن فرَّغ نفسه لله سبحانه وتعالى في مثل هذه اللحظة الحرجة والساعة الحاسمة العصيبة أن الله يكفيه ما أهمه من دنياه وآخرته فإنه إذا فعل ذلك كان الله معه؛ لأن الله إذا صدقه العبد صدقه قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إن يصدق الله يصدقه)) ومن المجرب والمشاهد وذكر بعض العلماء ذلك أن الإنسان تأتيه أمور فيقدم ما عند الله عز وجل فيكفيه الله ذلك الأمر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير