[الفوائد المنتقاة من المعلم للمازري الجزء الثالث- بواسطة أحمد ذيب]
ـ[أبو حزم الشاوي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 09:07 م]ـ
الفوائد المنتقاة
من
المجلدة الثالثة
* قال الشيخ-رحمه الله-: اختلف الناس في الدّعوة قبل القتال هل يُؤمر بها على الإطلاق أو لا يُؤمر بها أم يُفصل الجواب فيُؤمر بها إذا قوتل من لا يعلم وتسقط في قتال من يعلم. وقد قال بعض الناس: إنّ هذه المسألة مبنية على أن العقل ماخلا من سمع أو يجوز أن يكون خلا منه وهي مسألة اختلاف بين أهل الأصول وقد احتج من يقول أنه لم يخل من سمع بقوله تعالى (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم ياتكم نذير، قالوا بلى) [الملك.8] وبقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) [الإسراء:15] .. وهذا البناء الذي بناه بعض أهل الأصول فيه نظر وذلك أن قصارى ما فيه أنه ليس بالأرض أمة إلا وقد بلغتها دعوة رسول ما. وقد يكون عند هؤلاء في الأرض قوم لم يعلموا ظهور النبي عليه السلام ونبوءته، ويظنون أن القتال على جهة طلب الملك فيأمرون بالدعوة. (3/ 6)
* قوله-صلى الله عليه وسلم- ط لا تتمنوا لقاء العدوّ .. "
قال الشيخ-رحمه الله-: قد يُشكل في هذا الموضع أن يُقال إذا كان الجهاد طاعة فتمنيّ الطاعات حسن فكيف يُنهى عنه؟
قيل: قد يكون المراد بهذا أنّ التمنيّ ربما أثار فتنة أو أدخل مضرة إذا تُسُهِّل في ذلك واستُخف به ومن استخف بعدوه فقد أضاع الحزم فيكون المراد بهذا: لا تستهينوا بالعدوّ فتتركوا الحذر والتحفظ على أنفسكم ... (3/ 9)
* قوله صلى الله عليه وسلم:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
قال الشيخ-رحمه الله-: أنكر بعض الناس أن يكون الرجز شعرا لوقوعه من النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد قال تعالى (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) [يس:69]، وهو مذهب الأخفش
وقال الخليل: إنه شعر، وجوابه عن هذا أنّ الشعر ما قُصِد إليه واعتمد الإنسان أن يُوقعه موزونا مقفىَّ. وهكذا وجه الجواب عما وقع في القرآن من الموزون أنه ليس بشعر؛ لأنه لم يقصد تقفيته وجعله شعرا كقوله تعالى (نصر من الله وفتح قريب) [الصف:13] وقوله (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) [آل عمران:92]. (3/ 31)
* فإن قيل: إن الإعتزاءَ إلى الآباء والافتخار بهم من عمل الجاهلية فكيف قال-صلى الله عليه وسلم-:" أنا ابن عبد المطلب"؟
1 - قيل: إنما كان هذا لأنه يحكي أن سيف بن ذي يَزَن لما قدمت عليه قريش أخبر عبد المطلب أنه سيكون جدا للنبي-صلى الله عليه وسلم- وأنه يقتل أعداءه وذلك مشهور عند العرب، فأراد صلى الله عليه وسلم ذِكر هذا الاسم ليذكرهم بالقصة فتقوى مُنَّتهم في الحرب وربما ثارت الطباع في الحروب بهذا وأمثاله.
2 - وقيل: بل رؤيا رآها عبد المطلب تدّل على ظهوره-صلى الله عليه وسلم- وغلبته وكانت مشهورة عندهم أراد أن يذكّرهم بها. (3/ 31)
* وقول علي-رضي الله عنه-: أنا الذي سمتني أمي حيدرهْ
قيل: إنما تمثّل عليّ بهذا عند مبارزة" مَرْحب" هذا لأنه كان رأى في المنام أن مرحبا يقتله سبع، وكان عليّ سميّ أول ما ولد أسدا أو سبعا وحيدرة الأسد فارتجز بذلك ليُبهه على المنام ويُذكره به حتى تضعف مُنته ويخاف. (3/ 48)
كتاب الإمارة والجماعة
* قال الشيخ-رحمه الله-: الإمام العدل لا يحل الخروج عليه باتفاق، والإمام إذا فسق وجار، فإن كان فسقه كفرا وجب خلعه، وإن كان ما سواه من المعاصي فمذهب أهل السنة أنّه لا يُخلع واحتجوا بظاهر الأحاديث وهي كثيرة، ولأنه قد يُؤدي خلعه إلى إراقة الدماء وكشف الحريم، فيكون الضرر بذلك أشدّ من الضرر به، وعند المعتزلة أنه يخلع. (3/ 53)
كتاب الصيد
* " كل حيوان مأكول اللحم متوحش طبعا غير مقدور عليه فذكاته العقر"
قلنا: حيوان؛ لأنّ ما ليس بحيوان لا يذكى
وقلنا مأكول اللحم؛ لأنّ الخنزير وما يحرم من الحيوان لا تصح تذكيته
وقلنا متوحش: احترازا من الإنسي كالبقر والشاة فإنه لا يذكى بالعقر
وقلنا طبعا احترازا من الإنسي إذا توحش فإنه لا يستباح بالعقر؛ لأنّ التوحش ليس من طبيعته
وقلنا غير مقدور عليه احترازا من الوحشي إذا حصل في قبضة الصائد فإنه لا يذكى بالعقر. هذا ضبط ما يُذكى بالعقر. (3/ 66)
* وأما الآلة التي يُعقر بها: " فكل حيوان يصيد ويقبل التعليم فإنه يجوز به الصيد عندنا" هذا مذهب مالك وأصحابه
¥