[حكم العمرة]
ـ[أبو سعد البرازي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 06:04 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) آل عمران: 102
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) النساء: 1
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) الأحزاب: 70 - 71
أما بعد؛
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ َ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: (الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّة) ُرواه البخاري (1650) و مسلم (2403)
فإن للعمرة أجر عظيم و المداومة عليها كفارة لذنوب التي ارتكبت من العمرة إلى العمرة و أيضا هي تنفي الفقر كما قال الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (تَابِعُوا بَيْن الْحَجّ وَالْعُمْرَة فَإِنَّ مُتَابَعَة بَيْنهمَا تَنْفِي الذُّنُوب وَالْفَقْر كَمَا يَنْفِي الْكِير خَبَث الْحَدِيد.) رواه الترمذي (738) و النسائي (2583) و صححه الألباني في الصحيحة-مختصرة (1200)
فبعدما عرفت عظم فضل هذه العبادة يجب عليك معرفة حكمها و قد اختلف العلماء في حكمها أهي للوجوب أم للاستحباب؟
و سوف نستعرض هذه المسالة في هذا البحث المتواضع و الله أسأل التوفيق والسداد ...
المبحث الأول: تعريف العمرة , و فيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف العمرة لغة:
العمرة: (الزيارة ومعنى اعْتَمر في قصد البيت أَنه إِنما خُصَّ بهذا لأَنه قصد بعمل في موضع عامر ...
قال كراع: ... وهو الزيارة والقصد) لسان العرب مادة (عمر) (10/ 279)
المطلب الثاني: تعريف العمرة شرعا:
فقد عرف الحنفية العمرة بأنها: (زِيَارَةُ الْبَيْتِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق - (5/ 123)
و عرفها الملكية بأنها: (زِيَارَةُ الْبَيْتِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ أَوْ تَقُولُ: عِبَادَةٌ يَلْزَمُهَا طَوَافٌ وَسَعْيٌ فَقَطْ مَعَ إحْرَام) مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل (7/ 6) شرح مختصر خليل للخرشي (7/ 198) الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (4/ 132)
وعرفها الشافعية بأنها: (قَصْدُ الْكَعْبَةِ لِلنُّسُكِ الْآتِي بَيَانُه) [من إحرام و طواف وسعي و إزالة الشعر و الترتيب بينهم] الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (1/ 230) أسنى المطالب (5/ 463)
وعرفها الحنابلة بأنها: (زِيَارَةُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ) شرح منتهى الإرادات (3/ 409) الفروع لابن مفلح (5/ 209) المبدع شرح المقنع (4/ 84)
و الناظر إلى هذه التعاريف يجدها متقاربة إذا ما كانت متطابقة.
المبحث الثاني مشروعية العمرة , وفيه ثلاثة مطالب:-
المطلب الأول: أدلة على مشروعية العمرة من القرآن:
قال تعالى: (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ) البقرة: 196
فالله تعالى أمرنا بأدائها و إتمامها فدل على مشروعيتها , وهل الأمر بالعمرة للوجوب أم للاستحباب فسوف نبين هذا في المبحث الثالث.
المطلب الثاني: أدلة على مشروعية العمرة من السنة:
1 - ما روي عن عَائِشَة رضي الله عنها أنها قَالَتْ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ , قَالَ: (نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ) رواه ابن ماجه (2892) و اللفظ له و الإمام أحمد (24158) وابن خزيمة (2836) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2901
¥