تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسائلُ في الحَضانة ..

ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 10:21 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

أما بعدُ.

فهذه مسائل في (الحضانة)، أضعها بين أيديكم، وأرجو ممن له أيّ تعليق أو ملاحظة أن يشرفني بها، وجزاكم الله خيراً ..

ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 10:23 ص]ـ

المسألة الأولى: تعريف الحضانة.

وفيها ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تعريف الحضانة لغةً:

* (حَضَنَ) الطائر بيضه (حَضْنًا) من باب قتل و (حِضَانًا) بالكسر أيضا ضمه تحت جناحه فالحمامة (حَاضِنٌ) لأنه وصف مختص وحكي (حَاضِنَةٌ) على الأصل ويُعدّى إلى المفعول الثاني بالهمزة فيقال (أَحْضَنْتُ) الطائر البيض إذا جثم عليه ورجل (حَاضِنٌ) وامرأة (حَاضِنَةٌ) لأنه وصف مشترك و (الحَِضَانَةُ) بالفتح والكسر اسم منه والحضن ما دون الأبط إلى الكشح و (احْتَضَنْتُ) الشيء جعلته في (حِضْنِي) والجمع (أَحْضَانٌ) مثل حمل و أحمال. (1)

* الحضانة تربية الولد من حضن الطائر بيضه إلى نفسه تحت جناحه، والحاضنة المرأة توكل بالصبي فترفعه وقد حضنت المرأة ولدها] (2)

* الحَضانةُ مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة، والمَحاضنُ: المواضعُ التي تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحدُ مِحْضَن. وحضَنَ الصبيَّ يَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه والحاضِنُ والحاضِنةُ المُوَكَّلانِ بالصبيِّ يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه وفي حديث عروة بن الزبير عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي مُرَبِّينَ وكافِلينَ وحُضّانٌ جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ الطِّفْلَ إلى حِضْنِه وبه سميت الحاضنةُ وهي التي تُرَبِّي الطفلَ والحَضانة بالفتح فِعلُها ونخلةٌ حاضِنةٌ خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها حكى ذلك أَبو حنيفة وأَنشد لحبيب القشيري:

.............................. من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها ** عنها وحاضِنة لها مِيقار

وقال كراع الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة الليث احْتَجَنَ فلانٌ بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في الخلافة فقالوا لأَبي بكر رضي الله عنه أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا يقال حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه بالضم أَي حَبَسْتُه عنها واحتَضَنته عن كذا مثله والاسم الحَضْنُ. (3)

يتبع ـ إن شاء الله ـ


(1) المصباح المنير (1/ 76)

(2) أنيس الفقهاء (122)

(3) لسان العرب (3/ 220 ـ221)

ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 10:35 ص]ـ
المبحث الثاني: تعريف الحضانة في اصطلاح الفقهاء:

· تعريف الحضانة عند الحنابلة:

هي: (حِفْظُ صَغِيرٍ وَمَجْنُونٍ وَمَعْتُوهٍ وَهُوَ الْمُخْتَلُّ الْعَقْلِ عمَا يَضُرُّهُمْ وَتَرْبِيَتُهُمْ بِعَمَلِ مَصَالِحِهِمْ كَغَسْلِ رَأْسِ الطِّفْلِ وَ يَدَيْهِ وَ ثِيَابِهِ وَ دَهْنِهِ وَتَكْحِيلِهِ وَرَبْطِهِ فِي الْمَهْدِ وَتَحْرِيكِهِ لِيَنَامَ وَنَحْوِهِ) (1)

ويناقش هذا التعريف بأنه طويلٌ جداً يمكن اختصاره، ولم يعتن بالضابط، بل اعتنى بتعداد أمثلةٍ في كيفية الحضانة، والتعاريف لا يظهر رونقُها إلاّ إذا كانت مختصرةً جامعةً مانعةً.

وقال صاحب المنتهى: (حِفْظُ صَغِيرٍ وَمَعْتُوهٍ وَهُوَ الْمُخْتَلُّ الْعَقْلِ وَمَجْنُونٍ عَمَّا يَضُرُّهُمْ وَتَرْبِيَتُهُمْ بِعَمَلِ مَصَالِحِهِمْ) (2)

وذكر المرداويُّ تعريفاً أخصرَ منهما فقال:
(حفظ من لا يستقل بنفسه وتربيته حتى يستقل بنفسه) (3)

وتعريفُ الحضانة لم يفصّل فيه الأصحابُ، فليس لها تعريفٌ في المغني ولا في الشرح الكبير ولا في شرح الزركشي ونحوها، وذلك في تقديري يرجع إلى أمرين اثنين:

أحدهما: أن الكتب المعتمدة كالمغني وشرح الزركشي، هي شروح لمتن الخرقي، والخرقي ـ رحمه الله ـ لم يذكر تعريف الحضانة، إنما شرع في أول مسألة، وهي: مَن أحق بحضانة الطفل؟ فشرحوا المسألةَ مباشرةً.
وكذلك صاحب "المقنع" لم يذكر تعريفاً للحضانة. وتبعه صاحب "الشرح الكبير".

ثانيهما: أن الحضانة أدخلها كثير من الفقهاء في كتاب النفقات، فعد أن أتموا شرح مسائل النفقات، ذكروا فصولاً في مسائل الحضانة، فأسقطوا التعريف. وتبعهم الشُرَّاح على ذلك.

يتبع ـ إن شاء الله ـ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير